| مقـالات
لابد أن نثمن كل التثمين توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الملكي بزيادة نسبة المقبولين في كليات الطب البشري وكليات طب الأسنان بجامعات المملكة بنسبة 50% لحاجة مجتمعنا لأطباء من أبناء الوطن يسددون هذه الحاجة، ولأن توطين الطب لا يكون إلا بتخريج أطباء مواطنين يخدمون المرضى ويتخرج على أيديهم الأجيال اللاحقة لهم.
إن نسبة الأطباء السعوديين بين الأطباء العاملين في بلادنا حسب علمي لا تتجاوز 20% مما يدلل على صواب هذا التوجيه فلن ترتفع نسبة المواطنين إلا بمثل هذا القرار الذي جاء موزوناً بميزان العقل، فلم يضاعف العدد ضعفا أو أضعافا، بل جاءت الزيادة بنسبة 50% لأن التعليم الطبي يحتاج إلى إمكانات من أطباء وتجهيزات ووقت طويل ليتعلم الطالب الطب، وإذا ما ارتفعت نسبة الأطباء السعوديين فيما بعد فسوف يرتفع عدد الطلاب المقبولين تدرييجا، ونرجو أن يأتي اليوم الذي نشكو فيه من وفرة الأطباء كما شكونا اليوم من كثرة الخريجين، وإن كنت لا أظنه قريبا للصعوبات التي تكتنف تعلم الطب، فالطبيب إن لم يعط العناية القصوى لتعليمه فلن يتخرج طبيبا نطاسيا ثم إن حاجتنا لأطباء بالآلاف.
الشيء الذي يجب أن نفتخر به أن خريجي كليات الطب في جامعاتنا أثبتوا تفوقاً ليس في دراستهم فقط، بل في مهماتهم الطبية التي لم تأت إلا مما بذله مدرسوهم من عناية بهم حتى جاء مستواهم الطبي مستوى عالياً، وهذا سبب ثقة المواطن بالطبيب السعودي، وأنا أعرف أن الأطباء السعوديين الذين تولوا تدريس الطلاب الطب حرصوا كل الحرص على جلب الكفاءات الطبية المشهود لها بالكفاية العلمية ليتخرج من كلياتهم طلاب تصدق عليهم الشهادة لهم بنيل الدرجة العلمية، حيث جاء الواقع العملي للطبيب السعودي يصدق ذلك، ومن الإنصاف القول: إن الطبيب السعودي وكليات الطب لم تصل إلى هذا المستوى المشرف لولا البذل السخي الذي بذلته الدولة.
لا أشك أن قرار سمو ولي العهد قد أسعد كل قلب يتألم لألم المرضى ويرى حاجة مستوصفاتنا ومستشفياتنا لأطباء سعوديين يعرفون الواقع الطبي للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويجيدون التعامل مع الطفل والمرأة والشيخ الكبير لأنهم يعيشون الحياة اليومية لهم، وهذا ما جعل المواطن يظهر البشاشة إذا عرف أن طبيبه سعودي، وهذا لا يقدح في كفاءة الفضلاء الذين يعملون في بلادنا، ولكن هؤلاء سيغادرون يوماً لبلادهم وسيحصل فراغ يؤهل المواطن الذي سيبقى في البلاد التي حملته أرضها، وأظلته سماؤها.
من أجل كل ذلك لابد أن نثمن قرار سمو ولي العهد الذي جاء لخدمة صحة المواطن والمقيم، وندعو الله أن يديم على الجميع نعمة الصحة في ظلال الإيمان والأمان.
|
|
|
|
|