أعرف شيخاً جاوز الثمانين,, مرح,, لديه قصص تريح أذن من يسمعها هو محبوب ممن حوله,, طريقة كلامه,, ولهجته الحايلية ,, تضفي راحة نفسية على مستمعيه، أجريت له عملية جراحية,, وبعد خروجه من غرفة العمليات,, وجد طاولة عليها بعض الأكل لجار له في الغرفة,, فتناول شيئاً منها,, واستغرب من سمع هذه القصة,, وسألوه,, لتوك خرجت من العملية وتأكل طعاماً غير مقرر ولا موصوف من الطبيب؟!,, قال باستغراب: وما دخل هذا الطعام في العملية، ما دام ليس هناك علاقة للمعدة بالعملية وجاءت الدكتورة، مريم نور، وملأت أسماع الناس وقلوبهم بالخوف وبثت الذعر في قلوب كثير ممن هم على جريف وحذرت من الأكلات التي يتناولها الناس هذه الأيام، وأرادت ارجاع عقارب الساعة إلى الوراء، حيث رائحة الطين، وعذوق النخل، وكروم العنب، وصفاء ماء البئر وغير ذلك مما لم تدخله الآلة المصنعة، وفي الحقيقة ان هذه الطبيبة لم تأت بجديد, فمن المعلوم ان كل شيء طبيعي فائدته أكبر وأكثر من المصنع، والملوث بالكيماويات,, هذا,, كما يقال حلم ضبعة المشكلة ان البعض خاصة من النساء بدأ الوهم يتراءى لهن، ولعل بعضهن قد تخلصت مما في ثلاجتها وما في مخزن بيتها من المعلبات من أجل عين نصيحة هذه الدكتورة، وهل يعقل ان تتعطل المصانع الحديثة للأطعمة وان يتوفر للعالم النهم والذي تخطى عددها ستة مليارات نسمة من الأطعمة مما يجعل افراده يضربون عن المصنعات ويعودون للطبيعيات؟!
إن أي شيء يدور حول صحة الناس,, يثير زوابع، ويجعل الناس يعيدون النظر فيما يأكلون وما يشربون، رغم انهم في صحة جيدة، لكن لكونه الذي يتحدث دكتور,, فالأمر يختلف,, ومن المعروف ان الطبيب الذكي اذا وجد في مريضه علة فإنه لا يصارحه بها لأول مرة لكنه ينصحه بتناول بعض الأدوية والكف عن بعض الأطعمة، لكن ان تأتي طبيبة وترفع عقيرتها لتقول طعامكم في السعودية كله لا يصلح، فهذا الشيء الذي لا يدخل العقل ولا يمكن تصديقه,, ان الأجسام وما ألفت, ولقد أكل الأولون ما لم يستطع أكله التالون ، الفرق ان الأولين يعملون بنشاط ويحرقون ما يأكلون والتالين يأكلون ويتمددون,, دعوكم من الأوهام ومن كلام جالبي الوهم,, وكلوا واحمدوا الله ولكن تحركوا وتريضوا تجدوا أنفسكم في صحة جيدة.
|
