| وطن ومواطن
تضرر الكثيرون من المسنين والمسنات بقطع ما كانوا يتقاضونه في السابق من مساعدات الضمان الاجتماعي السنوية والتي كانت توفر لهم قدرا مناسبا من الاستقلالية المالية والاكتفاء الذاتي معاشيا عن غيرهم ولا يعوزهم الى طلب المساعدة او تسول الاخرين حتى وان كانوا ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم,, وقد حدث هذا التضرر وفقا للتدابير الاخيرة التي تبنتها وزارة العمل والشئون الاجتماعية بقطع مساعداتها عن كل فرد من المشمولين بها متى كان له اولاد موظفون يتقاضون رواتب تعتبرها الوزارة كافية للانفاق عليهم وعلى من يلتزمون اسريا واجتماعيا بالانفاق عليهم ومنهم الآباء والامهات ومع احترامنا الشديد لوجهة نظر المسؤولين الا اننا كمواطنين نستغرب هذا التدقيق الشديد على مساعدات الضمان الاجتماعي دون غيرها من المساعدات والعوائد والمقررات وغيرها من الالتزامات وأوجه الصرف الحكومي الاخرى المماثلة والتي لاتزال الحكومة ايدها الله تجريها على اصحابها دون منّ ولا اذى وبأبسط الاجراءات,, ولا غرابة فالحكومة والشعب في هذا البلد السعيد شيء واحد وما تنفقه الحكومة على شعبها بأي صفة محل التقدير والعرفان من الجميع.
وهكذا هي حال الشعب الوفي لا يسعه الا الشكر والثناء والدعاء لولاة امره المباركين, واحسب ان اكثر من تلهج ألسنتهم بالدعاء لولاة الامر هم كبار السن الذين يشكرون على القليل والكثير والذين اقعدهم العجز والمرض عن طلب الرزق واصبحوا بحاجة الى اي شيء مما تقدمه الحكومة وفقها الله لاصحاب الحاجات, ولاشك ان حرمان البعض من المسنين والمسنات مما كان يصرف لهم من مساعدات الضمان الاجتماعي وربط ذلك بوجود ابنائهم الموظفين لم يأخذ في الاعتبار ان اكثر الموظفين هم في بداية حياتهم الاسرية وغارقون حتى آذانهم فيما تبقى عليهم من تكاليف الزواج واجرة المنزل وتأثيثه واقساط السيارة وغيرها من التزامات الحياة الزوجية وقد يجاوز بعض الموظفين الاربعين من العمر وهو لايزال يسدد ما عليه وآباؤهم يعرفون ظروف ابنائهم الصعبة ويعذرونهم ولا يبدون لهم اي حاجة من حاجاتهم حتى الموظفين الذين يقدمون بعض المساعدات لوالديهم فهي على ما نسمع من الكثيرين مساعدات محدودة ولا تغنيهم عن مساعدات الضمان الاجتماعي التي يعتبرونها هي الاساس وغيرها مكمل لها,, اخذا في الاعتبار ان الاصل في مساعدات الضمان الاجتماعي ليس توفير معيشة الكفاف ولكن الهدف توفير حد أدنى من المعيشة الكريمة تناسب المستوى العام للمعيشة السائد في مجتمعنا المرفه,, والضمان الاجتماعي بهذه الصفة لا غنى عنه لكل فرد ولكل اسرة ليس لها دخل آخر ثابت.
والمرجو ان يعيد المسؤولون النظر في تعاملهم مع من كانوا من مستحقي الضمان الاجتماعي لسنوات طويلة ثم وجدوا انفسهم بقدرة قادر محرومين من هذا الحق وفقا لاجتهادات نظرية تخالف ما عليه واقع الحال وأوكد على اهمية اعادة النظر لان الامر يتعلق بمصدر رزق تم قطعه ومعروف ان قطع الاعناق اهون من قطع الارزاق وبالله التوفيق.
محمد الحزاب الغفيلي محافظة الرس
|
|
|
|
|