| متابعة
* القدس رويترز:
قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اقتراحا امريكيا بأن تقتسم اسرائيل مع الفلسطينيين السيادة على اجزاء في القدس الشرقية العربية.
ولا يفي الاقتراح الذي عرض خلال قمة كامب ديفيد للسلام في الشرق الاوسط المنعقدة منذ 11 يوما بالمطالب الفلسطينية بالسيادة الكاملة على القدس الشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل عام 1967م.
وحذرت المتحدثة الفلسطينية حنان عشراوي من المبالغة في تقدير هذه الانباء لكنها رحبت بما قالت انه تغير واضح في اسلوب الخطابة الاسرائيلي وابلغت شبكة (سي,إن,إن) التلفزيونية من المهم ان يتم البدء في كسر ما كان يعتبر من المحرمات .
واثار قبول باراك للاقتراح وهو الامر الذي اكده ميخائيل مالشيور الوزير بمكتب رئيس الوزراء لشؤون الشتات انتقادا سريعا من خصومه السياسيين في الجناح اليميني في اسرائيل الذين اتهموا باراك بالتخلي عن وعده بتعزيز وحدة المدينة بالكامل.
واكد مالشيور ما قاله مسؤولون اسرائيليون في الولايات المتحدة في تصريحات غير رسمية, ومالشيور احد المسؤولين عن العلاقات العامة في وفد باراك في محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المحاطة بتعتيم اعلامي.
وقال لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية: اننا نتحدث عن اقتراح امريكي يقبل السيادة الاسرائيلية على القدس كلها باعتبارها مدينة غير مقسمة ويتضمن بعض مظاهر السيادة المشتركة وتوسعة الادارة الذاتية لبعض الاحياء المسلمة على مشارف القدس.
وكان قد ابلغ راديو اسرائيل في وقت سابق ما يجري الحديث عنه هو اقتراح يقع في اطار الخط الاحمر لرئيس الوزراء ومن ثم وافق عليه رئيس الوزراء .
واستولت اسرائيل على القدس في حرب 1967م ثم ضمتها في تحرك غير معترف به دوليا, وتقول اسرائيل حتى الآن ان القدس يجب ان تبقى عاصمتها غير المقسمة لكن الفلسطينيين يريدون ان تصبح القدس الشرقية عاصمة دولتهم في المستقبل.
وقال مالشيور انه بموجب الاقتراح الامريكي تضم اسرائيل بعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية الى القدس ومن بينها اكبر مستوطنة يهودية وهي معاليه ادوميم بينما يمكن ان يشترك الجانبان في السيطرة على الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية العربية.
واضاف مالشيور: انه يتعلق بالادارة واشياء اخرى وربما بعلامات السيادة المشتركة في الاحياء العربية خارج المدينة القديمة وفي الاحياء الواقعة على اطراف القدس مثل شعفاط.
والقدس بجميع الحسابات هي اعقد القضايا في قمة باراك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وتحث وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ قرارات صعبة بشأن القدس قبل عودة الرئيس الامريكي بيل كلينتون الى كامب ديفيد من قمة الدول الثماني في اليابان.
وقال مسؤولون اسرائيليون يضغطون على الفلسطينيين بشأن القدس ان باراك يزمع مغادرة كامب ديفيد عائدا الى اسرائيل اذا لم يلح اتفاق في الافق.
وحذرت عشراوي من تسريب انباء من القمة بهدف الضغط على الفلسطينيين او اختبار الرأي العام الاسرائيلي.
لكنها قالت: هذا يدل على ان مسألة السيادة يجري بحثها الآن بعد ان ظل الاسرائيليون يقولون انهم يريدون الابقاء على سيادتهم الى الابد وهو بالتأكيد موقف غير مشروع وليس اساسا للمفاوضات.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان الاقتراح الامريكي يقضي بتجميد الوضع القائم في مدينة القدس القديمة عدة سنوات الى حين التفاوض على حل دائم,وقال مالشيور ان القدس ستبقى غير مقسمة وتحت السيادة الاسرائيلية لكن من غير الواضح كيف سيقنع باراك الاسرائيليين بهذا الاقتراح بعد ان اعتادوا سماع وصف سياسييهم للقدس بأنها (العاصمة غير القابلة للتقسيم) و(الأبدية).
وقال 70 في المائة من اليهود الاسرائيليين الذين شملهم استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة يديعوت احرونوت يوم الجمعة الماضي أنهم سيمنعون أي اتفاق ينهي الصراع اذا اعادت اسرائيل اي جزء من القدس الشرقية للفلسطينيين.
وقال ايهود اولمرت رئيس البلدية اليميني الاسرائيلي السابق للقدس في تصريحات لراديو اسرائيل: اذا كانت دولة اسرائيل مستعدة لبحث الاقتراح الامريكي فإن ذلك سيكون بمثابة انتهاك صارخ وتام لا يمكن تجاهله لالتزام ايهود باراك الذي قدمه لشعب اسرائيل بشأن القدس.
وعلى عكس ذلك دافع وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين عن التنازل عن قرى عربية ضمتها اسرائيل قائلا انه لا يطئها أي يهودي بقدمه.
وقال بيلين لراديو اسرائيل: اذا كانت هناك فرصة بعد 52 عاما من الصراع للحصول على اعتراف من الآن فصاعدا بالقدس عاصمة لاسرائيل يشمل ليس الشطر الغربي فحسب وانما المستوطنات اليهودية بما فيها معاليه ادوميم,, فإننا بالتأكيد لا نحتاج لهذه القرى.
ولم يظهر الفلسطينيون اي علامة على قبول الاقتراح الخاص بالقدس الشرقية.
واشار حسن عبدالرحمن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الى انه لم يتغير شيء بشأن هذه القضية الشائكة التي قال مسؤولون سابقا انها صعبة الى درجة قد تحول دون أي اتفاق نهائي.
واضاف عبدالرحمن لن نقبل اي اقتراح يعطينا اقل من السيادة الكاملة على القدس الشرقية, لن يكون هناك اتفاق بدون السيادة الكاملة.
|
|
|
|
|