| الاقتصادية
هموم ما يُسمى بالسياحة الداخلية متعددة وقد تصدى لها من هو أكثر قدرة مني على التناول والمعالجة غير أنني أنقل هنا واقعاً عشته ربما يكشف هما مختلفا يتعلق بسوء الإدارة.
كنت في أحد المرافق السياحية الخاصة وهو مرفق متطور من حيث التجهيز يجد فيه المرتاد كل ما يبحث عنه أولاده لكنه ليس كذلك من حيث الأداء والتنظيم والتعامل نتيجة الفوضى الإدارية التي يعيشها.
لقد قضى المرتادون أمسية فوضوية تقاذفهم فيها العاملون بالمرفق من مكان إلى آخر ومن زاوية إلى أخرى على كيف كيفهم.
وخلال هذا التقاذف الكروي وقعت مسخرة سياحية أقرب إلى الضحك على العقول منها إلى الضحك على الذقون.
كان هناك سحب على جائزة كبرى وجوائز أخرى وبينما كانت العوائل بجوار بركة السباحة تراقب أطفالها وهم يداعبون الماء في جو حار وخانق أعلن المذيع وهو من إحدى الدول العربية وياعيني على السعودة، فهذا المرفق لم يجد بين شباب البلد من يمسك الميكرفون ويقول كلمتين كلما دعت الحاجة, أقول: أعلن المذيع أن السحب سوف يتم هنا عند بركة السباحة في الساعة العاشرة وبعد دقائق عاد المذيع العربي معلنا عن مفاجأة وهي تخفيض تذاكر أحد العروض وأن السحب لن يتم إلا بعد انتهاء هذا العرض.
انتهازية تجارية واضحة إذ من الطبيعي أن يتهافت الحاضرون على ذلك العرض انتظارا للسحب الموعود وهذا ما حدث حيث تزاحم المرتادون على شباك التذاكر ومدخل صالة العرض.
وبعد انتهاء العرض عاد المذيع الهمام معلنا أن السحب سيتم الآن على خشبة المسرح وطلب من الرجال أن يذهبوا إلى المقاعد في الجهة المقابلة.
وفيما بعد اتضح أن هذا الفصل بين العائلة الواحدة تسبب بحرج كبير فالآباء الذين أرادوا الانسحاب لم يقدروا عليه لأنه كان عليهم أن يذهبوا إلى مقاعد النساء ويسلطوا عيونهم على كل مقعد ريثما يعثروا على أطفالهم وزوجاتهم.
وبعد أن ضاق الحاضرون ذرعاً أطل المذيع ليعلن الغاء وصلة الفنون الشعبية وبدء السحب.
كانت البداية على الجائزة الكبرى وسُحبت التذكرة الأولى وقرأ المذيع الاسم ثم قال: إن الهاتف غير واضح ولذلك قررنا سحب تذكرة أخرى!
هكذا وكأن الفائز هو الهاتف وليس صاحبه.
ثم سحبت تذكرة أخرى وأعلن اسم الفائز، بل الفائزة وتنفس الناس الصعداء, أما الجوائز الأخرى فكانت ترد إلى المسرح تباعا بمعدل ربع ساعة بين جائزة وأخرى وقرر المذيع عدم البدء بالسحب عليها إلا حين اكتمالها ولكنه أخيرا شعر بضيق الحاضرين وتذمرهم فبدأ السحب وسُحبت التذكرة الأولى وفازت بها فلانة بنت فلان من المدينة المنورة, فقال المذيع: صحيح أن الدخول بالسحب شمل جميع فروعنا في المملكة ولكننا قررنا يقصد قرر هو ألا يفوز بالجوائز إلا أحد الحاضرين هذا المساء,,!
هكذا ضحكوا على الناس في كل مكان وجذبوهم إلى فروعهم ثم قرر هذا المذيع أن يحصر الجوائز بالحاضرين,,!
أي مسخرة هذه؟!
تواصل السحب وطال الانتظار فكل التذاكر المسحوبة ليست لأحد من الحاضرين وأخيرا طرح المذيع الجهبذ فكرة جهنمية قائلا: أيها السادة توفيرا لوقتكم الثمين ولكي تستمتعوا ببقية عروضنا وألعابنا قررنا قذف كل هذه التذاكر في سلة المهملات وسيقوم كل حاضر هنا بشراء تذكرة بخمسة ريالات فقط لا غير وسوف يتم السحب عليها, ولولا أن المذيع سحب قراره فورا لحدث ما لا تحمد عقباه.
عاد السحب وطال الانتظار وانسحب الحاضرون وتركوا المذيع وجوائزه,, وهكذا انتهت اطول امسية سياحية.
بقي أن أقول إن الأمسية لم تخل من الطرافة فقد أضحك المذيع الحاضرين وهو ينطق أسماء بعض العوائل على طريقة ليلى حمادة حين شاركت بمسلسل سعودي,, وكذلك لم يكن المذيع وحده على المسرح فقد كان هناك بعض الشباب السعودي الذين تنافسوا على الكشخة وتفرجوا على المذيع الفلتة وهو يتصرف وكأنه المدير أو المالك.
يا عيني على السياحة الداخلية وعلى فين جايين؟ على الخارج هاربين .
|
|
|
|
|