| عزيزتـي الجزيرة
لم يكن يوم الاربعاء الموافق 10/4/1421ه يوما عاديا كغيره من الايام اذ ان رنين جرس الهاتف بعد صباح ذلك اليوم كان ثقيلا لكونه يحمل عبر اسلاكه خبرا ليس ككل الاخبار,, انه خبر يسير ببطء وتثاقل وتردد في القدوم او التقهقر لمعرفته ان النفس البشرية تفرّ منه وتكرهه رفعت سماعة الهاتف واذا بصوت شجي متهدج لم اعهده من قبل من ولده فهو الذي يبادرني دائما بالسلام وبالسؤال عن احوالي الا هذه المرة فقد تحجرت الكلمات في فيه وتلعثمت ولا يعرف من اين يبدأ او كيف يوصل لي الخبر الذي قض مضجعه واضطربت منه جوارحه، رحبت به فاستقبلني بخبر غير سار لمعرفتي انه لم يتصل الا لاخباري عن والده الذي مرض مرضا شديدا في مستشفى الملك فهد بالباحة ويا لهول الفاجعة: لقد اشتد به المرض واثناء ذلك لم يكمل كلامه فقلت له: ماذا حدث؟ قال لما اشتد به المرض فبعد دقائق اصابته نوبة قلبية ومن ثم انتقل الى رحمة الله، تسمرت في مكاني ولم يكن أمامي سوى ترديد الحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون ,
إن فقدنا جدنا محمد صالح التويجري ابا عبدالله ترك جرحا غائرا في نفوسنا، وعزاؤنا انه ترك اولادا سوف يحيون ذكراه بإذن الله فصلاح الآباء يدرك الابناء فهذا الخبر نزل كالصاعقة على كل محبي ابي عبدالله الذي ودع الدنيا ورحل عنها فترك لاحبابه الاحزان وترك لمجالسنا الخراب لتصبح سرابا لا تروي الظمآن,, لقد فقدت ضراس وخب الحلوة وعموم بريدة ذلك الرجل الجليل الذي تفرح لرؤيته لكريم السجايا، فهو شهم اصيل اعطاه الله قبولا وحبا لدى الصغير قبل الكبير,, رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
حفيده/ أحمد عبدالعزيز التويجري بريدة
|
|
|
|
|