| محليــات
تبدأ اليوم الجمعة أعمال أول قمة للدول الصناعية الثماني في هذا القرن الواحد والعشرين، وتستضيف اليابان القمة في عاصمة مقاطعة أوكيناوا التي شهدت أمس سلسلة بشرية من 27 ألف محتج على القواعد العسكرية الأمريكية في أوكيناوا وذلك في محيط مقر انعقاد قمة الأغنياء.
ولا تجتذب قمة ناها اهتمام أحد كما تجتذب اهتمام دول العالم الثالث التي يبلغ اجمالي ما تدين به من أموال للدول الغنية أكثر من ألفي مليار دولار,وبسبب هذا الرقم الفلكي من الدين الذي يستنفد موارد الدول الفقيرة بأعبائه وأعباء فوائده، ويعطل تحقيق طموحات شعوبها للتنمية والرخاء، بسبب هذا الدين تحركت ما تعرف باسم مجموعة يوبيل الألفين فجمعت 18 مليون توقيع من كافة أنحاء العالم الفقير والمتعاطفين معه في الدول الغنية بهدف الضغط على زعماء الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا وهي الدول الصناعية الغنية المشاركة في القمة حتى تفي بتعهداتها التي قطعتها على نفسها خلال قمة كولونيا منذ سنة مضت والتي ألزمت بها نفسها بالغاء مبلغ 100 مليار دولار حتى نهاية العام 2000م الحالي، بينما دخل العالم في النصف الثاني من العام 2000م والدول الصناعية لم تف من تعهداتها سوى إلغاء 15 مليار دولار من ذلك المبلغ.
وبجانب ال18 مليون توقيع ستقوم مجموعة يوبيل الألفين اليوم الجمعة مع بدء أعمال القمة بمطالبة الزعماء بالتوقف عن طرح مبادرات تخدم دولهم فقط وتؤدي الى مزيد من تأخير إلغاء الديون.
وفي هذا الإطار طالب رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية أمس القمة بإلغاء ديون إفريقيا التي تزيد قليلا على 350 مليار دولار.
وليست قضية الديون وحدها التي تقلق الدول الفقيرة، فهناك أيضا قضية الفجوة المعلوماتية الواسعة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وهي الفجوة التي أحدثتها ثورة تكنولوجيا الكمبيوتر ,, فضلا عن سوء العلاقة الحساسة بين البنوك المركزية للدول ومؤسسات الإقراض الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين.
وهناك قضية الحروب الإقليمية والأهلية والنزاعات الحدودية التي تغذيها تجارة غير قانونية للأسلحة الخفيفة التي يفلت مروجوها من أحكام المعاهدات الدولية التي تحرم هذه التجارة القاتلة.
كما تبرز في القمة قضية النظام الأمريكي الصاروخي الدفاعي والتي أثارت ردود فعل روسية وصينية وكورية شمالية، بل وحتى فرنسية وألمانية رافضة لهذا النظام خوفا من أن يعيد العالم مرة أخرى إلى حرب باردة جديدة، تفجر سباقا محموما للتسلح الذي قد يهدد الأمن والسلام الدوليين,وفي هذا السباق، فإن الانتقادات الموجهة إلى عمل الأمم المتحدة التي يشهد دورها العالمي تراجعا مستمرا ستكون الانتقادات واحدة من موضوعات جدول أعمال القمة، حيث قد تتفاوت حدة الانتقادات الموجهة للمنظمة الدولية, كما قد تتعارض المقترحات بشأن إصلاح عيوب منهجها في العمل.
ومن شبه المؤكد في سياق مناقشة موضوع الأمم المتحدة، فسيكون من بين ما يحتاج إلى إصلاحات فيها توسيع العضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي، مع تصاعد أصوات تطالب بإلغاء حق النقض الفيتو الذي تتمتع به 5 دول فقط من بين 189 دولة عضو في المنظمة الدولية.
خلاصة القول إن قمة الدول الصناعية الثماني والتي لا تضم سوى دولة آسيوية واحدة هي اليابان والبقية أوروبية وأمريكية، ستكون قراراتها محل ترقب واهتمام عالميين، نسبة لما سيكون لهذه القرارات من انعكاسات عميقة على مجمل العلاقات الدولية خاصة علاقات الدول الغنية بالعالم الثالث النامي.
|
|
|
|
|