نورٌ أشع على ربى القرعاء
يهدي القلوب لشرعة سمحاءِ
بمخيم قد زُيِّنت أرجاؤُه
بقرائح العلماء والبلغاءِ
يحوي العلوم مع الفضائل والنُّهى
في فتية الإيمان والعلياءِ
يجنون من شهد المعارف أكؤساً
تثري العقول بصائب الآراءِ
وتشنَّفُ الأسماعُ من نبع الهدى
آياً كريماً عاطر الأنداءِ
وبسنة المختار تُشرح حكمةٌ
تصل النفوس بطاعة ونقاءِ
فالشكر موصولٌ لمن قد شاركوا
بجهودهم في همة ومضاءِ
عملوا النهارَ وأسهروا أجفانَهم
من أجل نُجح مخيم القرعاءِ
وأخص بالتَّذكار فرع وزارة
بعسير ذات القمة الشماءِ
والحمد للرحمن حمدا طيّباً
إذ قد أفاء بصحبة ولقاءِ
ودعاةِ خير للشباب تفرّغوا
لزكاء توجيه وحسن بناءِ
في ظلِّ دولتنا الرشيدة إنها
لم تدخر وسعا لفيض عطاءِ
بالدعم مدرارا فليس له مدىً
تلكم وربي شيمة الكرماءِ
فهي التي حملت لواء عقيدةٍ
فيها الهدى والنور للعقلاءِ
يحمي حماها فهدُنا بحسامه
لتظل شامخةً بكل سماءِ
وشهادة التوحيد نور ساطع
متلألئ في الراية الخضراءِ
حظُّ الجزيرة سابغ ومسطَّرٌ
ذهبا يخط على حروف إباءِ
إذ جاءنا عبدالعزيز موحداً
للناس بعد تفرق وعداءِ
فأقام مملكة تسير على الهدى
بالآي ثم بسنة غراءِ
وأزال بالسيف الصقيل وعزمة
قعساءَ شر غواية عمياءِ
حتى أعاد الى البلاد أمانها
فاستبشرت باليُمنِ والسراءِ
والعلم شجَّع طالبيه فكلُهم
يدعو له دوما بخير جزاءِ
وعلى خطاه البيض سار أئمةٌ
وهمو بنوه الصِّيدُ نهجٌ وفاءِ
يا ربّ وفقهم لنصرة ديننا
في نعمة موصولة ببقاءِ
من رام فرقتنا فذاك عدوُّنا
قد باء بالخسران والإزراءِ
إنا على العهد الوثيق بحبنا
للفهد عرفاناً وصدقَ ولاءِ
فلقد سعى للخير طول حياته
وافاض بالإسعاد والنعماءِ
فأدِم عليه اللهُ وافرَ صحةٍ
وأعنه في الإصباح والإمساءِ
أمخيمَ الإيمان إنك مشرقٌ
بحضور راعي حفلنا المعطاءِ
أعني الأمير الشهم خالدَنا الذي
قد لاح نجماً في علو سماءِ
ورث النبوغَ مع الحصافة والحجا
من فيصل والأسرة النُّجباءِ
جعل السياحة روضةً فينانةً
وصناعةَ مضمونة الإثراءِ
وأعان بالتشجيع كل مثفٍ
يدعو لنشر فضيلة وضياءِ
أهلا وسهلا بالأمير وصحبهِ
عددَ النجومِ الزُّهرِ ذي اللألاء
وكذا الوزير فمرحباً بقدومه
شيخا سما بالدعوة العصماءِ
ذاكم هو العَلَم الجليل بفضلهِ
وبعِلمه المغزارِ شمسُ سناءِ
من قد تألق في النجابة والتُّقى
هو صالح من دوحة الصلحاءِ
فلقد روى التاريخ سيرةَ جدِّهِ
بمحامدٍ تُتلى وحسنِ ثناءِ
وسما بآل الشيخِ طيبُ فعالهم
نشروا الهدى نوراً على الأرجاءِ
من حولهم آل السعود بنصرةٍ
مقرونةٍ بالحب والإعلاءِ
حتى تجلّى النورُ صبحا مسفراً
وتقشّعت سحبَ من الظلماءِ
فلّيجزِهم ربُّ العباد بجنةٍ
والسعد يكسوها بكل رداءِ
ثم الصلاةُ على النبيّ وآله
ما انهلّ غيثٌ من ذرا الأنواءِ