| أفاق اسلامية
عندما تقع عيناي على احد اخبار الحملة الوطنية لمكافحة التدخين، على الفور اتذكر موقفاً لازال عالقاً في ذهني، ذلك ان احد رجال الشرطة دخل محلاً تجارياً ثم ابتاع علبة دخان، وخرج مسرعاً لا يلوي على شيء سوى احراق هذه العلبة بين شفتيه، وقتئذ همس الى ابني فيصل وكان بجواري: أليس الدخان حراماً؟ وهو ممنوع ايضاً,, فلماذا يبتاعه هذا الشرطي، وكان الاولى به ان يحاسب المحل على بيعه الدخان؟! طرقت تلك المكالمات مسامعي، ابتسمت حائراً ما بين امرين متناقضين,.
الاول: تقديري لموقف هذا الصبي الصغير.
والثاني على نقيضه,, استنكاراً لرجل الامن الذي يجاهر بشراء الدخان واستعماله بلباسه الرسمي! ذلك انه قدوة للصغار قبل الكبار.
ومعلوم ما للقدوة من تأثير على التربية وتنشئة الاجيال، وهذا السلوك يعد من الاسباب الرئيسية التي تجعل بعض الصغار ينفرون من رجل الامن الذي وضع من اجل راحتهم وخدمتهم بسبب اهتزاز الصورة التي تخيلوه فيها.
ان الذي ينبغي ممن هو في مكان القدوة والاسوة التي يحتذى بها ان يراعي تلك المكانة والمنزلة التي هو فيها ويعمل على غرس نتاجها وتشجيعها لدى الآخرين.
وما يمكن ان يقال عن رجل الشرطة يقال عن الصيدلي الذي يقابلك وقد نفث الدخان من فمه تجاهك وهو يسأل عن طلبك من الادوية,, فبالله عليك كيف يكون حال المريض القادم لصرف الدواء؟ واية رسالة يتلقاها الصغير والمراهق عندما يرى مثل هؤلاء يعبثون بمكانة القدوة,,؟انها رسالة لواضعي ومصممي خطط الحملات التوعوية ضد التدخين ان يكون تركيزهم على اولئك القدوة الذين هم ركن متين في بنيان المجتمع الذي ينبغي المحافظة عليه من عوامل الهدم والتقويض.
قال الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم |
|
|
|
|
|