| الاولــى
*
* واشنطن رويترز
غادر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بلاده متوجهاً إلى جزيرة اوكيناوا باليابان في وقت مبكر من صباح أمس الخميس لحضور قمة مجموعة الدول الثماني في حين يبقى المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون في مقر الرئاسة بكامب ديفيد في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وكان كلينتون قد أجل سفره إلى اليابان يوماً واحداً ليواصل ضغوطه من أجل انهاء الصراع المستمر منذ 52 عاماً في الشرق الأوسط ولكن الاطراف فشلت مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق أمس الأول.
ولكن مما أثار دهشة الرئيس الأمريكي تمكنه من اقناع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك بالبقاء بالمنتجع الرئاسي ومواصلة المناقشات لحين عودته من رحلة اليابان التي تستمر ثلاثة أيام.
واضطر كلينتون نتيجة لتأجيل سفره لالغاء عدة أحداث كانت مقررة في طوكيو منها اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري ومحادثات مع ممثلي الدول النامية عن تكنولوجيا المعلومات.
وأقلعت طائرة كلينتون من مطار دلاس الدولي قبيل الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي 0900 بتوقيت جرينتش ومن المقرر ان تتوقف في الاسكا للتزود بالوقود.
هذا وجاء التحول الدرامي في ذروة اليوم التاسع من المحادثات الأكثر شمولاً وتعمقاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول القضايا الرئيسية منذ 52 عاماً، هي عمر الصراع بين الجانبين ، حسبما وصفها كلينتون للصحفيين في ثرمونت.
وقال كلينتون الذي بدا عليه الانهاك وقد بح صوته لم يستسلم أحد لليأس,, فبعد كل تلك السنوات ومع ما لتلك القضايا من صعوبة، لم يرغب أحد في الاستسلام .
وتابع كلينتون قائلاً: مازلنا نسعى جاهدين .
وقال لقد اعتقدنا جميعاً ان الأمر قد انتهى ثم اكتشفنا بعد ذلك ان أحداً لا يرغب في الاستسلام .
وفي الوقت الذي قال فيه كلينتون انه تم احراز تقدم اضاف ان الفجوات ما تزال كبيرة ، محذراً المراقبين من عدم تفسير القرار المفاجئ بمواصلة المحادثات بأكثر مما يحتمل.
وقال كلينتون ان ايهود باراك وياسر عرفات والطاقمين التفاوضيين سيمكثان في كامب ديفيد ويواصلان محادثاتهما في حضور وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت.
وكان المسؤولون الأمريكيون قد حزموا حقائبهم بينما استعد موكب كلينتون أمام الكوخ الذي كان يمكث به في كامب ديفيد ليقله إلى واشنطن حينما خرج الفلسطينيون والإسرائيليون باجماع على عدم انهاء المحادثات.
وجاء التحول في موقف الأطراف المفاوضة بعد عدة ساعات من المفاوضات المكثفة التي بدأت نحو الخامسة مساء بالتوقيت المحلي والتي التقى أثناءها كلينتون ثلاث مرات على حدة بكل من باراك وعرفات.
وقال السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض جو لوكهارت انه اثناء ذلك استخدم كلينتون كل أوقية من قدرته على الاقناع مما كان متاحاً له ثم استخدم بعضاً مما لم يكن يعرف انها لديه .
وحث كلينتون الجانبين التفكير ملياً في العواقب المترتبة على فشلهما في الخروج باتفاق والرجوع إلى الشرق الأوسط خالي الوفاض.
وفي القاهرة قال التلفزيون المصري أمس الخميس ان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون اجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري حسني مبارك الليلة قبل الماضية اطلعه فيها على نتائج قمة كامب ديفيد.
وأضاف التلفزيون ان الزعيمين تبادلا الآراء حول الخلافات العميقة التي لا تزال تفصل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
هذا ومن ناحية أخرى ومن غمرة الجهود في كامب ديفيد لانجاح القمة ذكرت صحيفة هآرتس أمس الخميس ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك وافق على مشروع بقيمة 1,25 مليار دولار لتعزيز سيطرة اسرائيل على القدس، المدينة المقدسة التي يشكل وضعها العقبة الرئيسية امام قمة كامب ديفيد.
وقالت الصحيفة ان هذه الخطة التي تمتد على خمس سنوات ستمول مناصفة من الدول ومن أموال تجمعها الوكالة اليهودية شبه الحكومية في الخارج.
واعتبرت ان باراك يريد من هذا المشروع الوطني اليهودي تعزيز ما اسماها يهودية القدس لضمان وحدة المدينة التي يطالب الفلسطينيون بجعل القسم الشرقي منها عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وجرى بحث المشروع خلال اجتماع عقد هذا الاسبوع بين رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت يميني ومدير الوكالة اليهودية سالاري مريدور ووزير المالية افراهام شوحاط والوزير لدى مجلس الوزراء حاييم رامون.
ولم يتسن على الفور الاتصال بأي مسؤول اسرائيلي لتأكيد النبأ.
ويشكل مصير القدس نقطة الخلاف الرئيسية في قمة كامب ديفيد حيث تتواصل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في غياب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
وقد احتلت اسرائيل القسم الشرقي من القدس وضمته في 1967، قبل أن تعلن المدينة عاصمتها الأبدية الموحدة في 1980 وهو قرار لم يلق اعترافاً دولياً.
|
|
|
|
|