| الاقتصادية
لوحات الميجا كوم mega com المضيئة مكلفة الثمن جداً وتستخدم عادة للمنتجات الجديدة أو المطورة أو الخدمات المطروحة حديثاً أو العروض الترويجية المغرية,, وذلك لخلق (وعي) زائد (ولاء) لدى العملاء نحو هذه المستجدات في السوق, انها وسائل قوية ومكلفة واستخدامها في التسويق الخيري أو التوعوي أو غير الربحي هو ضرب من الجنون لا ندري من أين ابتلينا به, لفت انتباهي مؤخراً إعلانات على لوحات الميجا كوم هذه عن طلب التبرع لمشروع مساعدة الشباب على الزواج!! تخيلوا مشروع يسأل الناس (صدقة) أو تبرع باستخدام وسيلة تكلف الملايين، كيف يمكن (هضم) هذا؟؟ وهل طلب مساعدة للمحتاجين في موسم الزواجات يشابه من قريب أو بعيد الحملات الإعلانية الضخمة لمنتجات أو خدمات ترغب في ترسيخ أسمائها في السوق؟ فعلا، كما يقال آفة التقليد أعيت من يداويها .
التسويق في الجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الربحية يُعنى بزيادة الإيرادات أي التبرعات وليس هدفه زيادة الأرباح أو توسيع الحصة السوقية أو مناوشة المنافسين، لذلك تختفي بعض الوسائل التي هي مهمة في التسويق الربحي مثل الإعلانات عن طريق اللوحات المضيئة من على قائمة اختيارات المسؤول عن التسويق أو العلاقات العامة في الجمعيات الخيرية ومن لف لفيفها, ويتم إعطاء الأولوية هنا للاتصالات الشخصية والزيارات والتسويق الجماهيري (توزيع ملصقات ونشرات على المستهدفين) ومن ثم الإعلان وطبعاً في الوسائل غير المكلفة.
ومسألة أخرى، قبل فترة شنت الجوازات حملة إعلانية كبيرة عبر اللوحات المضيئة المسماة موبي muppi تحت شعار (الجوازات في خدمة الشعب)، وهذا التصرف يقال عليه ما يقال عن سابقه، ويوضح بجلاء كيف أن بعض الجهات الخدمية وغير الربحية تنزلق إلى متاهات تسويقية هي أساسا في غنى عنها, الجهات الحكومية والمؤسسات غير الربحية (مرة أخرى) لا يجدر بها ولا يلائمها أن تتجه نحو الوسائل الإعلانية المكلفة لأنها لا تبيع ولا تهدف إلى الربح ولا تريد من (زبون) أن يدفع مالاً مقابل (قيمة) معنوية أو مادية, لا يجوز لهؤلاء أن يتجشموا مصاعب التسويق وتكاليف التنافس ولا أن يصابوا بويلات الإعلان (الذي يسحب الأموال سحباً وقد يصيب وقد يخيب), أما رسالتهم المراد توصيلها إلى جماهير (وليس عملاء) فهناك عشرات الطرق والأساليب أخرها أهمية وأقلها نجاعة الإعلانات المكلفة تلك.
في هذه الجهات والمؤسسات الخيرية ليس هناك استثمارات أعمال تجارية أو صناعية ولا عوائد متوقعة ولا منافسة تجفف الحلوق، وإنما هي (خدمات) مجانية ونشاطات تعاونية وجهود تطوعية يراها المستفيد (بأم عينه) ويشعر بها وتتكون الانطباعات وتتولد ردود الأفعال المطلوبة لديه من خلال الخدمة والكفاءة والأداء والثقة وغيرها وليس هذا المستفيد أو عموم الجماهير المستهدفة بحاجة لرؤية إعلانات فخمة عند إشارات المرور أو على قارعة الطريق واكتاف الخطوط السريعة.
|
|
|
|
|