| الثقافية
كما هو واضح من المصطلح، فهو يعني ولاء الكاتب للذات، في مقابل ولائه للموضوع، الاولى تعيب العمل الفني والأخرى تمثل طموحا له، لكن ولاء الكاتب للموضوع لا يعني تجريده من رؤيته الخاصة لذلك الموضوع ومن هنا تبدأ ذات الكاتب بالتدخل، كما أن ولاء الكاتب لذاته لاينفي او يلغي الموضوع، ومن هنا تدافع الذاتية عن نفسها.
هناك لبس كبير في فهمنا لهذين المصطلحين يستدركه بعض النقاد والمنظرين بما يذهبون إليه من ان ولاء الكاتب للذات إذا بلغ مداه بصدق واخلاص اطلق التجربة الذاتية بقوة إلى رحابة الموضوعية، وما يذهبون إليه ايضا من ان هشاشة النظرة إلى الموضوع قد تأسره في ضيق الذاتية، وهم يجتهدون في تصحيح مفاهيمنا عن الذاتية والموضوعية بقولهم: ان الأمر لا يتصل بأن تكون التجربة تجربة ذاتية للكاتب او تجربة موضوعية لا تربطه بها علاقة ولم يشارك فيها بشيء وإنما يحددون الذاتية بخروج الكاتب عن سياق التجربة وموضوعها سواء كانت تجربة شخصية,, أو تجربة متبناة، ليدس في العمل بعض ما يتصل به دون تبرير موضوعي يقتضيه موضوع التجربة، وبالمقابل حرص الكاتب على ان يجرد الموضوع حتى وان كان تجربة شخصية له ان يجرده من كل ما قد يشير الى وجوده او يتصل بشخصه.
وبشكل عام لا ينبغي ان يتوقف الكاتب عند حذره وتردده إزاء كل ما يتصل بذاته بشكل شخصي فليس هنا موضوع الأهمية وانما عليه ان يفكر كثيراً في كيف يقال ذلك الشخصي، فإن كانت لفضاءاته الذاتية ما يبرره اتساق العالم الفني للتجربة يصبح للتلك العناصر الذاتية وجاهتها الموضوعية.
|
|
|
|
|