في لحظات البؤس,, تبحث عن ذكرى عريقة,, ليخط لها الماضي من ألمها وثيقة,, تحاصر الحقيقة وتغوص في ذاكرة عميقة,.
* لن أكون ذئباً في يوم ما,, بل مشفقا على ندى وردك التائه بريحه الذكي,, فلا داعي للقلق مما أقول,, ولن أكون من شر ما الله خلق.
ويرسو الصمت في شاطئ الشفاه,.
لتقول : لكن أنت رجل!!
* نعم أنا رجل,, ورجولتي تطالبك بإحراق كل ذكرياتك العاطفية فقط,.
أي ذكريات,,؟! أم وريقاتي ويراعتي,, وشمعة تضيء دجى ليلي؟ هل تعني لحظات السكون الرائعة التي أعيشها فأدون في مذكرتي كل ذكرى أهواها؟ ! إن الذكريات التي تقول هي أحداث يومي وأمسي ولحظات من غدي,.
* إذا لابد من إحراقها، وإلا بدلاً من أن تكوني تبحثين عن الحقيقة ستكونين تلك التي تبحث عن الخلاص؟! عن النهاية,, نهاية الحياة,, بل نهاية الذكريات.
وصمت آخر يكاد يحطم موانئ الهدوء,.
هزت رأسها ولك ما تريد.
حملت ذكرياتي المدونة في وريقاتي وتستجيب لما يقول ,, ذهبت إلى ركن سحيق,, أشعلت النار لم تشعر بأنها نار عادية بل هي جحيم يكاد يحرقها,.
جلست متهالكة أمام وريقاتي المتناثرة,, قبلتها,, احتضنتها مدت يديها لتلقي بها,, تراجعت,, هل سأحرق بعض حياتي؟! بكت,, وبكت واستسلمت لسيل الدمع.
لم يصدق أنها أحرقت بعض ذكرياتها,.
*الآن أصبحت حرة ,, لا عاطفة ولا حب يؤرقك,, إذن لا مكان لي الآن,, ودمت سعيدة ,, بعاطفة جديدة,.
إلى أين ,,؟
إلى اللقاء.
ولكن أنا !!
* ما أنت إلا سراب كلما اقتربت منه خطاي يمتطي طرفي وينطلقّ,, هواك أشعل في أعماقي جمرته فأحرق الصبر، وانسل يحترق,.
ودعها ,, وأخرجت هي آخر الآهات لتظل مدينة لرجل ما ,, وهذا ما لا تريد,.
وتمر السنون وها هي تدون إحدى الذكريات حفيدة لذكراها الموؤودة التي أنجبت لها الكثير من الذكريات بحلوها ومرها ,, تذكرت ذاك الرجل,, الذي كان السبب لصراعها، وكل متاهاتها في دهاليز الألم والمرارة بمعناها,.
إنه قد شاركها في تجرع الحرمان,, خسر كل شيء بيته ,, سيارته ,, أحلى هدية في نظره يقدمها لوردة تائهة العبير,.
تجرع الحرمان من كل شيء ,, حتى العاطفة التي أمرها بإحراقها ,, حرم منها ,, لأنه أراد أن يعبث بها ,, لقد تذوق نكهة الوأد حياً كيف يكون ,, نازع الموت تحت الأنقاض، وحطام منزله ,,تمنت لو احترق جزء منه ليذوق طعم اللهب,, وجحيم النار كيف يكون,.
وتعود بالذاكرة لحاضرها اليتيم,.
فشكرت الرجل الذي اسمعته ذكراها العريقة وقبل خروجه ,, قالت: سأظل تلك الوردة التي يلاحقها ذاك المحروم وأمثاله,, إلى نهاية ذكرياتي ,, لست تلك الوردة التائهة بعبيرها الذكي.
بحور الأمل
|