| مقـالات
في الصيف وحين يُجاز الناس تتعالى الزغاريد وتشتعل الأنوار، ويجتمع الأقارب والأباعد في حفلات الزواج مهنئين ومندهشين,,!!
نعم لقد باتت حفلات الزواج تبعث على الدهشة بل وحتى مجرد الدعوة لها أصبحت تثير شيئا من الاستغراب وربما الضحك أحياناً,,!!
فأن تأتيك بطاقة دعوة على ورقة شجرة! أو قطعة من زجاج أو قماش ولاشك ان تأتينا يوماً بالحبر السري,,! ألا تستثير دهشتك ولكن حين تعرف نوايا الداعين لا تملك إلا أن تهز رأسك فقط فالمهم لديهم أن يبتدعوا شيئاً جديداً لأول مرة يراه الناس,,!
ثم يأتي حفل الزواج وما فيه من فقاعات الصابون (؟!) وخرير المياه ودخان بلا نار وسيارات وخيول داخل قاعات الاحتفال وغيرها الكثير والغريب المهم أن يكون حفلاً يتحدث عنه القاصي والداني, إذن لم تعد حكايا جدتي رحمها الله تعالى وأموات المسلمين خيالاً صدقناه صغاراً وابتسمنا له كباراً وهي تصف أعراس أبطال قصصها بل بات الخيال حقيقة وهو يتخطى دوره في الإعلان عن الزواج إلى الإعلان عن رقي الحالة الاجتماعية (والمالية) للعائلتين الداعيتين,,! أو محاولة بث هذا الاعتقاد لدى المدعوين,, وغدت تلك الليلة مسرحاً للاستعراض في كل شيء,, وأي شيء,,!
والنفوس ملتهبة مشحونة أن يُوفق ليس العروسين بل القائمون على الحفل ليتم كل شيء كما خطط له,, ويصبح حفلاً يفوق حفلات الآخرين, لكن حين تشرق شمس ذلك اليوم يصبحوا وقد انفقوا الآلاف وخسروا الكثير ومحت شمس اليوم ما حدث في البارحة,,!
وحين تقترب من المغيب يكون الناس قد نسوا ما رأوه واستعدوا لغرائب جديدة يقضون معها ساعات فارغة جديدة أيضا,,!
المؤلم حقاً في كل ذلك أنك لو طلبت من أولئك المتفاخرين ثمن بطاقة دعوة أو فقاعة صابون لتمسح دمعة يتيم أو محتاج لقدموا ألف عذر و,, بخل.
منيرة ناصر آل سليمان
|
|
|
|
|