|
| العالم اليوم
مع ان أبناء الخليج العربي والعجم قد اعتادوا على الأقوال غير السلمية والغريبة التي تصدر عن مسؤولي النظام العراقي لشذوذها وغرابتها وتناقضها مع المنطق ومع السلوك القويم، الا أن ما نسب الى المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية يوم الثلاثاء من أقوال يعلن فيها عدم اعترافه باتفاقية تقسيم الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، قول يثير الضحك قبل الاستغراب فأي انسان مهما بلغت به السذاجة والغباء يكفيه النظر الى الخارطة ليعرف ومن نظرة واحدة ألا علاقة بالعراق بالمنطقة التي جرى الاتفاق على تقاسمها وان المنطقة البحرية المغمورة بين المملكة والكويت التي تقع في جنوب الكويت وشمال المملكة العربية السعودية لا تحاذي ولا تشترك بأي نقاط حدودية كما انها بعيدة بمئات الأميال عن الحدود العراقية الدولية التي حددتها اتفاقيات الحدود التي أبرمت مع دولة الكويت التي وقعتها العراق والكويت عام 1963م والتي حددت عام 1991م وبشكل نهائي تحت اشراف الأمم المتحدة، كما ان الجرف القاري للعراق محدد منذ عام 1968 ووثيقة تصديق العراق على اتفاقية الجرف القاري هذه مودعة لدى محكمة العدل الدولية كوثيقة رسمية.
اذن ما الذي يهدف الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية من وراء اعلانه عدم الاعتراف باتفاق حدودي بين دولتين مستقلتين تملكان الارادة السياسية الحرة، والمنطقة التي اتفق على تحديدها وتقاسمها لا علاقة للعراق بها من قريب أو بعيد، فهي بعيدة جغرافيا وحدود العراق محددة دوليا وليست لها علاقة بالمنطقة التي تناولتها الاتفاقية السعودية الكويتية؟!.
هل يريد المتحدث باسم الخارجية العراقية من وراء اعتراضه التذكير بأطماع العراق في الأراضي الكويتية مما يجعله يعترض على ممارسة الحكومة الكويتية سيادتها وترجمة ارادتها السياسية الحرة على أراضيها في جنوب البلاد,, والتي تبعد مئات الأميال عن حدود العراق,,؟!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|
