|
| عزيزتـي الجزيرة
تضرر الكثير من المسنين والمسنات بقطع ما كانوا يتقاضونه في السابق من مساعدات الضمان الاجتماعي السنوية والتي كانت توفر لهم قدرا مناسبا من الاستقلالية المالية والاكتفاء الذاتي ولا تعوزهم الى طلب المساعدة من الآخرين حتى وان كانوا ابناءهم او أخوانهم او عشيرتهم,, وقد حدث هذا وفقا للتدابير الاخيرة التي تبنتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بقطع مساعداتها عن كل فرد من المشمولين بها متى كان له أولاد موظفون يتقاضون مرتبات تعتبرها الوزارة كافية للانفاق على أنفسهم ومن يلتزمون اسريا واجتماعيا بالانفاق عليهم ومنهم الآباء والأمهات, ومع احترامنا الشديد لوجهة نظر المسؤولين إلا اننا كمواطنين نستغرب هذا التدقيق الشديد على مساعدات الضمان الاجتماعي دون غيرها من المساعدات والعوائد والمقررات وغيرها من أوجه الصرف الحكومي المماثلة التي لا تزال الحكومة أيدها الله تجريها على أصحابها دون منّ ولا أذى وبأبسط الأجراءات ولا غرابة فالحكومة والشعب في هذا البلد شيء واحد وما تنفقه الحكومة على شعبها بأي صفة هو محل تقدير الجميع وعرفانهم والشعب الوفي لا يسعه إلا الشكر والثناء والدعاء لولاة أمره المباركين, وأحسب ان أكثر من تلهج ألسنتهم بالدعاء لولاة الأمر هم كبار السن الذين يشكرون على القليل والكثير والذين اقعدهم العجز او المرض عن طلب الرزق وصاروا بحاجة الى هذه المساعدات التي كفلتها الحكومة وفقها الله لأصحاب الحاجات، ولا شك ان حرمان البعض من المسنين والمسنات مماكان يصرف لهم من مساعدات مالية وربط ذلك بوجود ابنائهم الموظفين هو تدبير اجتهادي يحتاج الى المراجعة وإعادة النظر وفقا للتصورات العقلية التالية:
1 ان أغلب الموظفين خاصة من هم في بداية حياتهم الأسرية يعرف عنهم آباؤهم وأمهاتهم عدم قدرتهم على الصرف عليهم وهم يعذرونهم ويظهرون امامهم كما لو كانوا في غير حاجة اليهم لما يعرفونه من ظروفهم المالية الصعبة بسبب التزاماتهم الكثيرة من تسديد ما تبقى من تكاليف الزواج وأجرة المنزل وأقساط السيارة ومصاريف البيت والأولاد, وغيرها من الالتزامات الحياتية التي لا تخفى على أحد.
2 المساعدات التي يلتزم البعض بتقديمها للآباء والأمهات تكون في الغالب مساعدات وهدايا عينية من ملابس وأطعمة ومصاريف كهرباء وهاتف وعلاج وغيرها من الاحتياجات الضرورية اما المساعدات المالية التي يحتاج اليها الأفراد في مصاريفهم النثرية الخاصة فإن وجدت فقليلة جدا بدعوى انهم يسددون بالنيابة عنهم تكاليف ما يحتاجونه, وقد كانت مساعدات الضمان الاجتماعي ذات اهمية خاصة في تغطية هذا الجانب من الحاجة لدى هؤلاء.
3 لا أظن ان الهدف من مساعدات الضمان الاجتماعي هو تأمين معيشة الكفاف ولكنني أظن والله أعلم ان هدف النظام هو تأمين حد أدنى من المعيشة الكريمة لكل الأسر والأفراد بما يتناسب والحالة المعيشية العامة السائدة في المجتمع ولذلك لا ينبغي ان يكون وجود مصدر مساعد للدخل لدى الوالدين سببا للحرمان من مساعدات الضمان الاجتماعي ولكن الذي ينبغي لصرف هذه المساعدات او عدم صرفها هو توفر او عدم توفر الحد الأدنى للمعيشة وفقا لمقاييس وتقديرات واقعية وليست مجرد تقديرات نظرية اجتهادية تحتاج الى مزيد من البحث والدراسة وإعادة النظر حرصا على الا تحرم هذه الفئة الطيبة مما تستحقه من فضل ولاة الأمر ومكرماتهم التي لا تزال تتدفق على الجميع وبالله التوفيق.
محمد الحزاب الغفيلي محافظة الرس
|
|
|
|
|
