| الاولــى
*
* واشنطن الوكالات
أعلن البيت الأبيض الأمريكي ان الرئيس بيل كلينتون قرر تأخير سفره إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة الثماني أربعاً وعشرين ساعة بهدف متابعة مصلحة الجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بمنتجع كامب ديفيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال جو لوكهارت المتحدث باسم البيت الأبيض في تصريحات للصحافيين ان كلينتون يأسف لاضطراره إلى تأجيل موعد مغادرته إلى اليابان يوماً واحداً ,, مضيفاً ان كلينتون سيصل إلى اليابان يوم الجمعة لحضور افتتاح قمة الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا.
وأضاف لوكهارت ان الرئيس يعتبر ان قرار التأجيل يخدم مصلحة عملية السلام في الشرق الأوسط .
وكان الرئيس كلينتون قد اجتمع الليلة الماضية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد أن أجرى مفاوضات استمرت وقتاً طويلاً مع ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي غير ان المتحدث باسم البيت الأبيض رفض التعليق على ما اذا تم احراز أي تقدم.
وفي تصريحات لوكهارت كشف عن ان اعضاء الوفدين يعقدون اجتماعات منفصلة مشيراً إلى استعداد الرئيس كلينتون للاجتماع مرة أخرى مع باراك وعرفات قبل أن يغادر كامب ديفيد وان المحادثات التي أجريت على مدى الأيام القليلة الماضية كانت مكثفة.
وقد أجرى الرئيس كلينتون مناقشات مع زعماء الكونجرس ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ في واشنطن حول صفقة معونة مالية أمريكية لاتفاق السلام المحتمل في الشرق الأوسط.
وقال زعماء الكونجرس أن الرئيس الأمريكي لم يحدد أي أرقام للمعونة غير أن الأنباء تفيد بانه قد يطلب خمسة عشر ألف مليون دولار على الأقل وهو الرقم الذي وصفه الزعماء بأنه باهظ للغاية.
وتبدو الآمال ضعيفة في تحقيق تقدم يسمح بالتوصل إلى اتفاق اسرائيلي فلسطيني نهائي حول كافة القضايا لا سيما القدس واللاجئين والمستوطنات اليهودية.
وفي القدس أبدت الصحف الإسرائيلية والفلسطينية تشاؤماً حيال فرص توصل باراك وعرفات إلى اتفاق في قمة كامب ديفيد.
من جانبه صرح فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية بانه يمكن ان تكون هناك عاصمتان في مدينة القدس احداها عاصمة فلسطينية في شرق المدينة والأخرى اسرائيلية في غربها غير أنه يتعين ان تكون مدينة مفتوحة يسهل الدخول إليها وان يتم التنسيق مع الإسرائيليين بشأن كيفية ادارة الأمور فيها.
وأضاف الحسيني قائلاً: انه بالنسبة للأماكن المقدسة في المدينة فانه يمكن وضع تنظيم يحفظ حق كل جانب في السيطرة على اماكنه المقدسة وتكون له حرية الوصول إليها.
جاء ذلك في حديث أدلى به فيصل الحسيني لشبكة سي,ان,ان الاخبارية الأمريكية واذاعته الشبكة في وقت مبكر أمس.
وأكد الحسيني في حديثه ان القدس لا تهم اليهود فقط بل انها تهم المسلمين والمسيحيين أيضاً وانها لا تهم اسرائيل فقط بل تهم الفلسطينيين كذلك,, موضحاً انه اذا امكن التوصل إلى حل يحقق مصالح الجميع فسيكون هناك نموذج جديد للعالم وللشرق الأوسط على كيفية النجاح في العيش بين العرب واليهود معاً.
ورداً على سؤال بشأن مستقبل الأحياء العربية في القدس الشرقية,, قال الحسيني: إن كافة الأراضي التي تم احتلالها خلال حرب 1967 يجب ان تعود وان تكون تحت السيادة الفلسطينية.
وحدد لا أفهم سبباً ان تكون هناك سيطرة على مناطق دون السيادة عليها,, انني أتحدث عن كل القدس الشرقية .
وأضاف الحسيني: إننا نواجه كثيراً من المشكلات وعلى رأسها مشكلة اقامة دولة ولا يمكن أن تكون هناك دولة بدون عاصمة وليس أمامنا خيار سوى الاعلان عن دولة مستقلة عاصمتها القدس واعتقد انه يتعين على الولايات المتحدة أن تعترف بهذه الدولة لأنها وعدتنا بالاعتراف بها اذا تم التوصل إلى اتفاق سلام .
وعلى الرؤية الإسرائيلية لمدينة القدس فقد عنونت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس الأربعاء صفحاتها الأولى حول المقترحات التي قدمها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك حول القدس في قمة كامب ديفيد.
وأكدت هارتس انه في مقابل امتداد السيادة الاسرائيلية على غيفات زئيف ومعاليه أدوميم وافرات وغوش اتزيون مستوطنات تقع قرب القدس فان اسرائيل توافق على أن يشرف الفلسطينيون على الاحياء العربية في المدينة المقدسة .
واضافت ان طبيعة هذا الاشراف لم تتقرر بعد لكن الفلسطينيين لن يقبلوا باقل من السيادة .
وأوضحت هارتس ان باراك اقترح بناء ثلاث طرق مخصصة للفلسطينيين تمر عبر الأراضي الإسرائيلية وبتمويل امريكي.
وسيسمح احد هذه الطرق للفلسطينيين بالوصول إلى المدينة القديمة في القدس وخصوصاً إلى الحرم القدسي من دون المرور بأي نقطة مراقبة اسرائيلية.
والطريق الثاني سيكون التفافياً حول القدس ويشمل تشييد انفاق وجسور تصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وأخيراً، تشييد طريق مرتفع على أعمدة للوصل بين قطاع غزة والضفة الغربية عبر الأراضي الإسرائيلية.
وزعمت الصحيفة ان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قد يكون مستعداً لمنح اسرائيل السيادة على حائط المبكى والأحياء اليهودية والارمنية في المدينة القديمة في القدس.
من جهتها، خرجت صحيفة معاريف بعنوان باراك يقترح على عرفات السيطرة على الأحياء الإسلامية والمسيحية في المدينة القديمة بينما ستبقى الأحياء الأخرى اليهودية والارمنية تحت السيطرة الإسرائيلية.
واضافت معاريف ان عرفات قد يحصل على ممر آمن يربط بين أبو ديس المحاذية للقدس الشرقية والحرم القدسي.
وبدورها رأت يديعوت احرونوت ان التسوية التي قدمها باراك تنص على نقل السلطات المدنية إلى الفلسطينيين في الأحياء أو القرى العربية القريبة من القدس وخصوصاً الولجة وجبل المكبر والعيسوية وقلندية وشعفاط وبيت حنينا .
وتابعت الصحيفة ان وضعاً خاصاً سيمنح للمدينة القديمة وجبل الهيكل وهو الاسم الذي يطلقه اليهود على الحرم القدسي.
واعتبرت ان توسيع الحدود البلدية لمدينة القدس باتجاه المستوطنات اليهودية سيتم ربما في مقابل منح الفلسطينيين السيطرة على قطاع هالوتزا في صحراء النقب كامتداد لقطاع غزة.
ورداً على سؤال للاذاعة الإسرائيلية في كامب ديفيد، لم ينف الداد يانيف مستشار باراك التفكير في تقسيم المدينة المقدسة كأمر واقع قائلاً: إن أي اتفاق ينص على الاحتفاظ بالقدس الكبرى سيحظى بغالبية يهودية .
إلا أن عناوين صحيفة القدس الفلسطينية كانت مختلفة واكدت تمسك عرفات بالسيادة على القدس .
ورأت الصحيفة ان قمة كامب ديفيد لم تتوصل إلى اتفاق شامل لانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
هذا وعلى الصعيد الإسرائيلي أيضاً طلب بطاركة القدس للكاثوليك والارثوذكس والارمن أمس الأربعاء في بيان مشترك مشاركة ممثلين عن كنائسهم في قمة كامب ديفيد الإسرائيلية الفلسطينية وان لا يتم الفصل بين الأحياء المسيحية في المدينة القديمة في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وأكد البطاركة في رسالة مفتوحة موجهة إلى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات من المستحسن مشاركة ممثلين عن البطاركة الثلاثة ورهبانية الفرنسيسكان الكاثوليك في الأراضي المقدسة خلال قمة كامب ديفيد واللقاءات التي ستعقد مستقبلاً .
كما دعوا المشاركين في قمة كامب ديفيد إلى التأكد من عدم الفصل بين الطوائف المسيحية داخل أسوار المدينة القديمة من القدس .
واضافوا اننا نعتبر الأحياء المسيحية والارمنية في المدينة القديمة كيانات ملاصقة غير قابلة للفصل موحدة في الايمان نفسه .
ووقع على الرسالة كل من ديودوروس الأول بطريك كنيسة الروم الارثوذكس والمونسنيور ميشال صباح بطريك اللاتين وطوركوم الثاني بطريك الأرمن الارثوذكس.
هذا وعلى صعيد الموقع الأوروبي فقد أكد جونار فيبان المتحدث الرسمي باسم المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية ان موقف الاتحاد الأوروبي بكل أجهزته من القدس ثابت ولم يتغير وان الاتحاد الأوروبي لم يقم أبداً بالاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل.
ودعا المتحدث الأوروبي في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إلى التفرقة بين ما تقوله المنظمات غير الحكومية التابعة بشكل أو بآخر بالاتحاد الأوروبي وبين مواقف حكومات الاتحاد الممثل في المجلس واللجنة الأوروبيين.
وفي هذا الاطار نفى فيبان أي ارتباط للاتحاد الأوروبي بجولة يتم تنظيمها في عواصم البحر المتوسط ومن بينها القدس كعاصمة لاسرائيل.
وجدير بالذكر ان المركز الدولي للسلام والقسم السياسي والثقافي لمدينة أوسبريا الايطالية ينظم جولة لعواصل دول حوض المتوسط بما فيها القدس بدعوى انها تحت رعاية الاتحاد الأوروبي.
|
|
|
|
|