| القرية الالكترونية
شئنا أم أبينا، وبغض النظر عن أية محاولات لايقاف الزحف الجامح لعالم الإنترنت على عالمنا والتصدي البائس لغزوه نجد انفسنا أمام نتيجة واحدة هي انه سيكون، إن لم يكن حدث أصلا لمجاهيل الشبكة العنكبوتية ومحتوياتها تاثير متزايد على حياتنا,, وما النشاطات والأعمال التجارية إلا واحدة من تلك المجالات التي بدأت الشبكة العنكبوتية في بسط نفوذها عليها، بشكل أضحت مفاهيم من مثل Commerce و E. Busness مفردات دارجة في قاموس مصطلحاتنا اليومي.
ولأن النشاطات الإعلانية تمثل شريان حياة نابض بالنسبة لمختلف المؤسسات التجارية وضرورة مهمة للوصول الى مستوى عال في انجاز الأعمال التجارية ورفع مستوى المبيعات وبالتالي تحقيق الارباح، كان لابد ان يصاحب دخول المؤسسات التجارية لعالم الإنترنت، إنبعاث نوع جديد، أو بالاحرى تولد مفهوم جديد لكيفية الإعلان عبر الإنترنت.
ولإعطاء وصف للكيفية التي يتم من خلالها وضع وتنفيذ حملة إعلانية ما على الشبكة العنكبوتية والاحتياطات التي لابد من مراعاتها عند القيام بمثل هذا الشيء لابد من الإشارة بدءا الى ان الشبكة العنكبوتية في وقتنا الحاضر تتميز بأنها عالمية المدى، أي أنها موجودة في كل مكان ويسهل الوصول اليها من اي موقع، هي شبكة لا حدود لها واللغة التي تتكلم بها هي اللغة العالمية التي ينطق بها جميع من يزور هذه الشبكة، كما ان هذه الشبكة تمثل صورة او نسخة اخرى من عالمنا الذي نعيشه، غير انه عالم جديد انحصر داخل الشاشة التي عبرها نلج الى الشبكة العنكبوتية، وفي الدول الغربية المتقدمة، اصبح في إمكان الافراد وعلى نطاق واسع ان يقوموا بإنهاء اجراءاتهم البنكية وشراء السيارات وارسال طلبات وجبات معينة عبر الانترنت، ويوما بعد يوم تبدو قائمة العمليات الالكترونية التي تتم عبر الانترنت اكبر وأكبر، وهو ما يعني ان في إمكان مختلف المؤسسات التجارية ان تستفيد من العدد المتنامي لزبائن الانترنت لتوسيع نطاق الدعاية لمنتجاتها,, كما أنه من الجلي ان القدرة العجيبة للإنترنت للوصول الى عدد أكبر من الزبائن تؤثر على الكيفية التي من خلالها يتم الاعلان والدعاية الالكترونية، إضافة الى ذلك كله فإنه ونتيجة لأن مختلف الاعمال التجارية في الوقت الحاضر يمكن ان تحدث في اي وقت ومكان، لم يعد لوسائل التسويق عبر الطرق الاعلامية التقليدية ذلك الاثر الذي يضمن المنافسة والوقوف أمام الآخرين، وبكلمة اخرى، فإن التركيز على مبيعات الانترنت يعني الحاجة لأن تقوم المنشأة التجارية باتباع استراتيجية معينة تعكس احتياجات زبائن الانترنت، كما ان عدم الالتفات الى الفروقات الواضحة بين الانترنت والوسائل الاعلامية الاخرى يعتبر خطأ فادحا.
وبحسب رأي أحد الخبراء العاملين في هذا المجال، فإنه يتعين على المنشآت التجارية ان تأخذ بعين الاعتبار ضرورة ان يتم التعامل مع الإعلان عبر الانترنت على انه احدى طرق إقامة علاقة دائمة ومستمرة مع الزبائن لوجود حاجة ماسة لأن تكون المنشأة قادرة على جذب انتباه المتابعين وتحقيق رغباتهم حتى وإن لم يقم الزبون بزيارة موقع تلك المنشأة والمنطق ان الزبائن سيقومون بزيارة الموقع الالكتروني للمنشأة يعني عدم القدرة على البقاء في وجه المنافسة شديدة، ذلك ان بناء المواقع الالكترونية وتطويرها واستخدامها في مجال بيع مختلف المنتجات لمنشأة تجارية معينة يحتاج الى شرط أساسي هو ان تتم زيارة هذا الموقع من قبل الزبائن، غير ان الشرط الأهم هو إرشاد الزبائن الى كيفية الوصول الى هذا الموقع، مع التنبه الى ان زبائن الانترنت يدركون جيدا ان عالم الشبكة العنكبوتية مليء بمختلف المنشآت التجارية التي تقوم بتصنيع نسيج ما بدرجات متفاوتة من الجودة، وان الوصول الى اي من هذه المواقع يتم بمجرد نقرة واحدة على الفارة على عكس ما يحدث في عالمنا الواقعي حيث تساعد المسافات بين مختلف الاماكن التجارية وتتوزع المتاجر على نطاق مسافي واسع, هذا الامر يعني انه وفي ظل دخول اعداد متزايدة من المنشآت التجارية لعالم الشبكة العنكبوتية، يبحث زبائن الانترنت عن المواقع الالكترونية الاسهل للوصول والأوضح في مجال التعرف عليها والأهم من ذلك، تلك المواقع التي تقدم خدمات موثوقة عند الشراء.
هناك ايضا جانب آخر يلعب دورا مهما في تحفيز الشركات والمنشآت التجارية على ان تهتم بالاعلانات التجارية عبر الانترنت وهو امر ذو علاقة بالناحية المادية إذ انه ومن خلال استخدام ميزانية مساوية او اقل من تلك التي يتم صرفها على الاعلانات التقليدية للإعلانات الشبكية العنكبوتية، ستكتشف مثل هذه الشركات ان عائد الاعلانات عبر الانترنت اكثر بكثير من عائد الاعلانات التقليدية والتي تتطلب نفقات كبيرة في مجال التصميم والطباعة والاخراج إضافة الى ذلك تتميز إعلانات الشبكة العنكبوتية بإمكانية تطويرها وإضافة التغييرات اليها واخراجها بعدة نسخ وتصاميم متنوعة بشكل اسهل واسرع، وهو الشيء الذي يعني بلغة الارقام ان كلفة تصميم إعلانات الشبكة العنكبوتية ووضعها على الانترنت هي اقل بكثير من الاعلانات التقليدية مع الاخذ بعين الاعتبار ان اعلانات الانترنت لا تكلف اية مبالغ مالية لعمليات الطباعة والانتاج لانه لا وجود لهذه المراحل مع هذا النوع من الاعلانات, أخيرا، توفر اعلانات الشبكة العنكبوتية حرية اختيار الالوان ونوع ابناط الكتابة والرسومات والشكل العام من دون اية كلفة إضافية.
وكما يشير احد الخبراء، فإن اعلانات الانترنت تؤثر تأثيرا مباشرا على السياسة التسويقية لشركة ما بسبب القابلية التي توفرها هذه النوعية من الاعلانات لما يعرف بالاستبدال الآني، ذلك ان واحدا من اهم العلامات التي ترغب شركة ما في معرفتها هو عما إذا كانت الحملة الاعلانية والتسويقية التي تقوم بها هذه الشركة لتسويق منتج او خدمة ما قد أتت ثمارها، وفي مجال الاعلانات التقليدية، يحتاج إعداد حملة تسويقية الى عدة اشهر من الاعداد والتصميم ووضع الخطط وتحديد جميع التفاصيل، كما يحتاج الامر الى فترة زمنية لمعرفة ما اذا كانت هذه الحملة ناجحة غير ان الامر يختلف تماما مع الاعلانات عبر الانترنت إذ يمكن معرفة مدى نجاح الحملة ما بين ليلة وضحاها مع القابلية لنشر الاعلان في غضون ساعات وإضافة التغييرات الضرورية اليه في حالة الحاجة في أي وقت وخلال بضع دقائق, وبمعنى آخر فإن الاعلان الالكتروني يوفر للقائمين على امر الشركة اثنتين من المزايا: السرعة والمرونة,بقي اخيرا أن نشير الى وجود شركات اعلانية الكترونية على الشبكة العنكبوتية تعمل على تقديم خدمات متعلقة بهذه النوعيات من الاعلانات وأهم هذه الخدمات مساعدة الشركات في الوصول الى اكبر عدد ممكن من الزبائن,, ومن مثل هذه الشركات Be Free Inc الموجودة على الموقع www.be free. com التي تستخدم طرقا معينة من مثل التسويق عبر المصادر المساندة للمساعدة في نشر الإعلانات بكل طريقة ممكنة.
عبدالعزيز أبانمي
|
|
|
|
|