| الثقافية
** سأل مذيع البرنامج التلفزيوني الروائي الجزائري عن أسباب القطيعة الأدبية والثقافية ما بين المشرق العربي والمغرب العربي، فرد الأديب بالقول,, ان السؤال هذا كان مطروحا في السبعينان والثمانينات الميلادية فترة النشاط الادبي والثقافي العربي، اما الآن فنحن نتساءل عن أسباب هذا الركود الاعلامي الذي يهمل كافة الاصدارات الأدبية الثقافية العربية من شعر وقصة ورواية ومسرح ونقد، لماذا الاعلامي العربي الآن يركز على الحفلات الغنائية والرياضية ويهمل الجانب الثقافي والأدبي الذي هو مصدر الرقي والتطور الحقيقي لأي أمة .
** وعلى هذا المستوى نستطيع ان نطرح اسئلتنا أيضا، اذ نلاحظ ان حركة النشر والابداع الأدبي في مصر مثلا لم تتأثر باهمال الاعلام والنقد على حد سواء، ما زال الكاتب هناك يوظف جزءا مهما من وقته لتطوير أدواته الأدبية وللاطلاع والكتابة والابداع، ما زال الأديب في اغلب الدول العربية كما نلاحظ من حركة الطباعة والنشر مستمرا وغير مهمل في مشروعه الأدبي غير آبه باتجاه حركة الاعلام والنقد، بينما على مستوى تجربتنا المحلية نلاحظ ان اسماء كثيرة توقفت على مستوى الابداع وعلى مستوى النقد وبعضهم ما زال يردد نصوصا أدبية كتبها منذ عقد أو عقدين رغم الوقت الذي يملكه لمواصلة مشروعه الأدبي، طبعا الاسماء كثيرة ومعروفة، وهنا نحن بصدد ظاهرة عامة ولكنها واضحة وماثلة وحقيقية تحتاج الى توقف من قبل النقاد الذين تابعوا وما زالوا يتابعون الانتاج الأدبي في ساحتنا الثقافية، هناك أسماء أدبية متميزة لا زالت تواصل انتاجها، وبالمقابل توقفت أسماء كثيرة جدا من الشعراء وكتاب القصة وكذلك النقاد، والمشكلة ان بعض هؤلاء الذين أهملوا مشاريعهم الأدبية، يكتبون بين وقت وآخر عن دور المؤسسات الثقافية الرسمية في رعاية الأدب ونصوصه وكتابه في الوقت الذي يحتاجون هم الى مساءلة عن تقاعسهم وتكاسلهم واهمالهم لمشاريعهم الأدبية القليلة التي بدأوها وكأن الامر بالنسبة لهم مجرد لعبة مسلية.
** نحن نعرف ان الكاتب الأديب قبل ان يكتب لذاته ولاسمه انه يحمل رسالة أدبية ثقافية كبيرة، ولهذا هو مطالب قبل غيره بأن يكون على مستوى المسؤولية وعلى مستوى الهموم الثقافية التي يحملها والشعارات الجميلة التي يرددها، فكتابة زاوية صحفية شهرية او حولية ليست مشروعا أدبيا لكاتب قدم في البداية نماذج متميزة من النصوص، المشروع الأدبي بحاجة الى ان يكون هما يوميا ابداعيا جميلا يعيشه الكاتب في كل لحظاته من اجل ان يتواصل في تقديم الجديد والمختلف والمتطور دائما على مستوى الرؤية والموضوع والشكل المغاير لما قدمه سابقا، لكي يظل صاحب نهر متجدد غير راكد وغير آسن المياه.
** أخيرا,, هي اسئلة قابلة للحوار الحضاري وليس الحوار الانفعالي الذي لا يقدم رؤية ولا موضوعا، اسئلة عامة بحاجة الى وقفة حقيقية مع الذات ومع الساحة الأدبية والثقافية التي نطالبها بالكثير من اجل رفعة الكلمة وسمو الرؤية تجاه حياتنا وواقعنا، اسئلة تحاول مواجهة هذه الموجة من الاعلام العربي الاستهلاكي الذي يقرأ قليلا ويربح كثيرا على حساب الابداع الجاد القادر على بناء قاعدة ثقافية وأدبية حقيقية تنطلق منها الاجيال القادمة.
|
|
|
|
|