|
| الثقافية
اختلفت مناهج الدخول للعمل المسرحي بين المبدعين والسعوديين خاصة,, وما زال البعض يؤكد ان الصحيح طريق واحد لا غير وخلافه متاهة لا يعود سالكها,, وكنا الى وقت قريب في جلستنا ومناقشاتنا المسرحية نقع تحت تأكيد زميل أو آخر الى ان منهجه هو المنهج الصحيح الى ان ظهر جيل واسع الأفق من الشباب الممارس كرس نفسه ولم يلغ الآخر وهذه السنين لم تعد الاجتهادات محدودة او معدودة الا انها تأخذ من تاريخ المسرح الفردية والانطواء مما يجعل المتابعة والاتصال بين المسرحيين تأخذ الكثير من جوانب التحفظ.
والورش وان كانت تأخذ المسمى فقط من مفاهيم الورش المعروفة عالميا الا انها ظاهرة صحية كرسها المسرحيون جاعلين مزاج العمل وتفوقه هو المقياس لا تبعيته او نشوزه كما كان يقود المسيرة المسرحيون الرواد.
كان ايضا مفهوم الورش هو مفهوم المعمل المسرحي لا غير ولم توجد ورش التدريب التي تكرس تفاعل ممثل جديد او قادم جديد لأعمال الفن المسرحي في وسطه الصحيح ليكون في مجال النقاش الفني ويحقق انطلاقة من قاعدة ثقافية منوعة يكرسها النقاش وهو ما نحاول تحقيقه في ورشة الرياض المسرحية ,, هذا الاسلوب كنت احد المجربين فيه,, وقد قامت ورشة التدريب المسرحي بالرياض على مبدأ مقولة تثقف تعلم ثم درب نفسك ونشرحها بقولنا انك في مكان الرؤية والاحتكاك والتقليد تصل الى عالم الابداع في الورشة التي تنتمي اليها بصرف النظر عن توجهها الفردي,, فاذا كانت تطبيقا للتجارب الحديثة المنتهية ببيتر بروك ومن بعده او كانت عملا كلاسيكيا حواريا او من مسرح العبث او عكس المسرح فأنت في واحدة وتستطيع الانتماء إلى الاخرى في سبيل توسيع مدارك التدريب خلال فرقة واحدة او عدة فرق متفاوتة الاتجاه وهو الأسلم كما فعلنا مؤخرا.
هذا هو نهج ورشة المسرح التدريبية بالرياض والتي لم تضع لنفسها غرضا انتاجيا الا انها تستطيع تقديم اعمالها للقطاع الخاص او الجهات الاخرى وخاصة تلك الأعمال المميزة التي ينهيها فريق تدريبي أو آخر تحت اشراف احد المختصين في الورشة.
هذا المنهج من التجربة الشخصية كان ناجحا الى أبعد الحدود لأننا أنهينا في غضون ستة اشهر أربعة اعمال باشراف كل من سمعان العاني وبكر الشدي وماجد البشري,, وفي الطريق تجارب آخرين ستقدمها ورشة المسرح,, وهذا الانتاج لورشة تدريبية تطوعية من كل اطرافها جعل المشاركين اكثر حماسا لدعوة أساتذة وشباب للدوران في فلك الورشة لان عملها لا يقع تحت أي روتين مالي او اداري قبل الانتاج بل تنظم أمورها التدريبية على أساس مستقبل التنافس بين الأعمال المنجزة.
هذا المنهج هو الذي نقترح تعميمه لتدعيم بناء اسس الثقافة المسرحية في بلادنا العزيزة لأن هذه الثقافة ما زالت في جانبها التقني تعاني الكثير مما يجعل ادبياتها التي تطورت مع تطور أدبيات الابداع السعودي تقف حائرة ازاء الضعف في المجال البشري التنفيذي المسرحي.
والمنهج الذي اقترحه هنا يقوم على أسس منها:
1 تأسيس مواقع عمل في العاصمة وفي مناطق الأطراف وعواصم الأقاليم لتكون نقطة انارة تجمع للهواة في مجال المسرح ومن ثم يقدمون اعمالهم للعرض.
2 تزويد المواقع بمكتبات النص والنقد المسرحي المتخصص وندب مرشدين متخصصين للتوجيه من قبل الورشة عبر القنوات الرسمية.
3 تشجيع تشكيلات الفرق المسرحية ودعمها ببرامج عمل مكثفة.
4 وضع تصور لطريقة عرض غير مكلفة يتم بناء عليها اختيار الأعمال الجيدة.
5 تقديم منتخب الورش في مهرجان عام تموله رعاية الشباب ووزارة المعارف مع وزارة التعليم العالي وتشارك فيه هذه الجهات.
6 اختيار احسن الأعمال لتمثيل المملكة داخليا وخارجيا.
هذا المنهج يبدو لي ملائم جدا لبدء حركة مسرحية سعودية يدعم بها النشاطات القائمة بطريقة علمية حيث يمكن للطلاب من التعليم العام او التعليم الجامعي مواصلة اعمالهم بعد تركهم لمدارسهم وانخراطهم في الحياة التي تفصلهم عن عالم الفن وهذا يجعل الكثير من المواهب تنمي نفسها بعيدا عن الالتزام الذي تفرضه المناهج التعليمية.
اشارات
اشيد بجهد الزميل رجاء العتيبي في العمل الدؤوب للمسرح في صفحته الفنية في جريدتنا الجزيرة والأستاذ رجاء العتيبي احد المخرجين في جامعة الملك سعود وقد عرض احد أعماله الجميلة في مركز الأمير سلمان مؤخرا وحظي العمل بحضور كبير من الاعلاميين أشادوا بالشكل الترفيهي للعمل الذي شاركته فيه فرقة ماس المنتمية لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
والعمل يحكي صراعا اخلاقيا لعالم خيالي لكنه قريب من التيمات التي تتبناها عروض الجامعة هذه الايام والتي تركز الشكلانية في مضمون جماهيري من سياق ان المسرح ترفيه اولا.
عمل الأستاذ رجاء العتيبي يعتبر اول خطوة له خارج أسوار الجامعة راجين ان يكون له استمرار فاعل في المسرح السعودي الذي شهد مؤخرا ظهور كوكبة من المخرجين الجدد.
كما اشيد بالمخرج الشاب عواض عسيري الذي قدم عملا للأطفال في نادي الشباب وعواض احد خريجي شعبة المسرح بجامعة الملك سعود وهو احد المخرجين بالجامعة وقد اعتمد على وجوه جديدة من نادي الشباب والهواة والعمل يعرض لجمهور الاطفال ويقدم الكثير من التوجيهات الاخلاقية مع استثارة ايجابية الطفل عن طريق اشراكه في العمل وعدم السماح له بالاندماج السلبي.
وقدم الاستاذ المؤلف ماجد البشري عبر ورشة المسرح تصورا اخراجيا حظي باعجاب اعضاء لجنة المسرح بجمعية الفنون,, والأستاذ البشري من الوسط المسرحي منذ اكثر من خمس سنوات وقد الف ما يزيد على اربعة نصوص وله تجارب اخراجية,, وحسب اطلاعي فان تجربة الأستاذ ماجد البشري الاخراجية الحالية تعتبر الثانية بعد عمله الرائع الحفلة الذي قدمه في الجنادرية العام الماضي وحظي بكثير من التقدير,.
ويرى البشري ان الوقت لم يحن للحديث عن رؤيته فهو يعتقد ان العمل يجب ان يتحدث عن نفسه وترحيبي به ينطلق من انضمامه الى كوكبة المخرجين السعوديين الجدد.
|
|
|
|
|
