| الثقافية
دائمة للشِّعر العربي:
قبل عدة شهور قرأت للأستاذ محمد رضا نصر الله اقتراحا بشأن (الرياض عاصمة للثقافة العربية 2000), وهو من بين المقترحات الكثيرة التي طرحت في الصحافة أجملها بحق, وذلك للعمق الثقافي والتاريخي والمعرفي الذي انبثق منه, ونظرا لاختفاء عدد جريدة الرياض ذاك من بين يدي بسرعة خاطفة في موقع العمل فانني استميح الاستاذ نصر الله العذر لكي الخص الفكرة: فهو يشير الى كون الرياض ومنطقة وسط الجزيرة بشكل عام منبتا ومسرحا لكبار الشعراء العرب القدامى ومكانا تاريخيا وثقافيا غائرا في وجدان الشعر العربي والشعراء العرب فان الرياض يمكن تكريسها موئلا لأفئدة الشعراء العرب وبالتالي عاصمة دائمة للشعر العربي.
> وأنا أرى ان هذه المعاني يمكن الأخذ بها من نواحي تنفيذية وإنشائية CONSTRUCTION لكي يتم طرحها على الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والغرفة التجارية لكي تقوم الجهات المعنية ورجال الأعمال باقامة المنشآت العظيمة والمجسمات, ويمكن للجسر الذي سيقام على طريق الأمير عبدالله بين شارع العليا العام وطريق الملك عبدالعزيز ان يكون في نفس الوقت حديقة معلقة مكرسة للشعر والشعراء تزهو بها مدينة الرياض,, إلخ.
(2) حديقة امرىء القيس المعلقة:
ايقظتني زوجتي هذا الصباح وهو أول أيام إجازتي فقلت في نفسي لا أريد تمرا ولا قهوة هذا الصباح ولا ساندويتشا اركض به بين السيارات المتدافعة عل الخط السريع, لكنها ألحت في ايقاظي فجلست منزعجاً وطمأنتها الى المعروض الذي سوف تقدمه للدكتور بدر الربيعة.
ثم عدت ألملم عسل النعاس علني أعود فأغطس في غدير بناحية من نواحي الطائف, وفعلا شيئا فشيئا غفوت, وبعد حين لا أعرف طال أم قصر وجدتني ابحث عن ورقة وحولي كثير من الخشب الطازج الرحيم ونَجَّار يتحرك بين غرفة صغيرة وصالة مستطيلة وكثير من الأشياء والناس الذين اعرفهم ثم رايت على طريق الأمير عبدالله بين طريق الملك عبدالعزيز وشارع العليا العام حديقة امرىء القيس المعلقة وهي عبارة عن جسر وحديقة في وقت واحد, وعند ما فتحت عيني المغمضتين وجدتني مغمورا في أعشاب الشعر ومياهه الرائقة, ابحث عن بياض لأدون فيه ملاحظاتي, وتذكرت أمي وهي تقول (جزى الله الأسباب خير) تقولها وهي تحدق في المجهول كمن وقع على تجربة أو معرفة لم يكن يتوقعها, فلو لم تزعجني أم يارا هذا الصباح لما وقعت على هذا الحلم الجميل الغامر, جزى الله الأسباب خيرا, انه يقترب من قولنا (رب ضارة نافعة) لكنه يبدو أكثر عمقا وربما اتسع لوقائع اخرى غير ضارة, انه يضع نقاطا من الضوء على مغاليق الأسباب التي هي مفاتيح المعرفة البشرية.
لن ندخل في الفلسفة هذا الصباح لكننا سندخل قليلاً في مجامر التجربة وما يعمره البشر على هذه البسيطة من معالم تظل ماثلة كشهادة ملموسة لمس اليد والعين على رسوخ الناس في تلافيف الأرض وطواياها وإعمارهم لها بالأيادي والأذهان والإرادة العالية,ولا فكاك لنا من أن ننشىء أشياء ملموسة وماثلة وإلاذبنا مع الزمن كمدن تذوب في الزبد بين المد والجزر, ولا ينقصنا سوى كثير من التحدي والإرادة وقليل من المال والخيال الجرىء المبدع والرجال والنساء المكتظين بالرفاهية والتوق العظيم وهم كثر في هذه البلاد المحفورة على قلب الكرة الأرضية مثل غرة فرس بين المياه.
|
|
|
|
|