| الفنيــة
حقيقة إعلامية لا يستطيع اي مسئول او قيادي في مؤسسة بث ونشر ان يتجاهلها أو يغفلها وهي ان وسيلة تخضع لاختيارات واذواق الجماهير بما يحقق رضاهم الذي يجبرهم على متابعة هذه الوسيلة او تلك ولا ينفرهم.
وحقيقة اخرى ان الوسيلة الاعلامية مناط بها الارتقاء بتلك الخيارات ومسؤولة عن رفع الذوق العام والثانية من هاتين الحقيقتين توفرت الى حد كبير في قناة MBC - FM. المسموعة وقناة MBC المشاهدة لكن الحقيقة الاولى متعثرة بعقبات متعمدة قد يعذر المسئولون في جزء منها ولا يعذرون في جزء آخر حسب الرؤية فيما يختص ببرامج وفقرات المنوعات.
واذاعة MBC-FM وتلفزيون MBC انتهج مسلكا في التعامل مع مشاهير المطربين التي كان لهاتين الوسيلتين الفضل الاكبر في بروزهم وشهرتهم التي ملأت الآفاق لكن هذا المسلك قد يفسر بنوع من الاستفزاز لأذن وعين بعض من الجمهور الغفير الذي سجل إقبالا كبيرا منذ الساعات الاولى لانطلاقة هاتين الوسيلتين حيث كان النجاح مذهلا في ساحة تتعطش الى ما لم تحققه وسائل اخرى وبأسلوب وطرح اعلامي رائع فاق اكثر التوقعات تفاؤلا بعد أن استطاع رجل الاعلام الأبرز محليا وعربيا وليد الابراهيم ان يحاكي أكثر وسائل الاعلام العالمية تطورا تقنيا وتعاملا ذكيا مع مجريات الاحداث سياسية واجتماعية وفنية,والاخيرة (الفنية) هي التي تعنينا اكثر وانسجاما مع الدور الترفيهي البريء الذي تنفرد به القناتان عن قنوات الفضاء الاخرى,, ومن الفن عموما الغناء والمغنيين خصوصا فمن يملك حق حجب فنان وايقافه لفترة قريبة او بعيدة او منع اغنياته الى الأبد؟ ومن يخوّله الحق ان يوقف فنانا بحجم راشد الماجد او عبدالمجيد عبدالله وغيره وغيره، اوقفوا ثم عادوا ثم اوقفوا ولا ندري متى يعودون؟ لا نعلم شيئا عن مصدر الايقاف لكننا مستمعين ومشاهدين نفتقد ونتشوق الى هذه التشكيلة الجميلة والاختيار الرائع لانتاج احدهم وكنا نظن أن زحمة الفنانين او كثرة المسؤوليات الجسيمة التي تصاحب المشاريع الاعلامية الكبيرة بمثل هاتين القناتين هي السبب المحتمل وراء اختفائهم,, فكانت المفاجأة التي لم تدر في الخلد والبال ان العملية مقصودة وهي اجراء عقابي بحق احد الفنانين لأنه لم يلب دعوة مشاركة او لاسباب اخرى نجهلها، وهو ما طالعتنا به احدى الصحف وجعلتنا في حيرة من انتهاك حق مشاع للمستمعين مما يضطرنا الى الانصراف الى قنوات اخرى تتوخي الحق ولا تمنع ولا توقف واخشى ان يكون الاجراء مزاجية تسوق الى اخطاء فادحة قد تنعكس على ثقة المستمع والمشاهد وحسب ما تعلمناه من رموز الاعلام ان الثقة إذا ذهبت فمن الصعب ان تعود,, وبالامكان معاقبة هؤلاء الفنانين اذا اعتبرناهم متمردين او مكابرين او يغلّبون مصالحهم الخاصة بشكل لا يمس حق المستمع، فمثلا إيقاف اللقاءات معه وعدم اشراكه في الحفلات الكبيرة الهامة او عدم التركيز عليه كما يحدث الآن للفنان راشد الفارس او تجاهله في الامسيات الخاصة التي تنتجها القناتان واساليب كثيرة قد تكون اشد عقابا وتأثيرا من ايقافه مطلقا,, ومثل ما نلاحظ ايقاف فنانين نجد ان هناك محسوبية ومجاملة لفنانين آخرين لا يستحقون بث اغانيهم مرارا في اليوم الواحد,,ما يهمنا متى يتوقف الحظر على فنانين دون سواهم حتى لا نشوّه الصورة الجميلة لتلك النجاحات المتواصلة لقناة نعتبرها الاكثر تحفظا وتميزا والاقوى منافسة لجميع القنوات الفضائية.
محمد البدنة
|
|
|
|
|