| مقـالات
لا أدري لماذا نحاول دائماً كبت المشاعر الايجابية لدينا واستبدالها بسلوكيات ظاهرية أو خارجية مزيفة لاتعطي أية دلالة عما يدور بداخل أنفسنا او لنقل لايعطي لما بداخل انفسنا الفرصة اصلاً ليخرج بصورته الايجابية الطبيعية الجميلة، الأمر الذي يجعلنا نحوّل شخصياتنا الى قوالب جامدة جافة تحرم النفس من معنى التفاعل والاندماج الذي يضفي على الفرد معنى الشعور بالسعادة!!
مثلاً,,, قد تتعرض )فلانة( الى حدث سعيد في حياتها الأمر الذي يستدعي ممن حولها تقديم الهدايا لها وزفها بالتهاني والتبريكات,, اذاً هي يومياً تستقبل زميلاتها وقريباتها وكل واحدة منهن تأتي ومعها هدية دفعت فيها مبلغاً وقدره أو حتى وان لم تدفع فليس شرطاً أن )تدفع( ولكن يكفي انها قد )عنت( وجاءت وشعرت وقدرت هذا الحدث وتلك الانسانة اذاً فالمفروض أن يكون على )فلانة( اشعار من جاءها بأهمية مجيئه واهمية هديته وليس العكس ولكن نحن في المجتمعات العربية بشكل عام غالباً لانهتم بإبراز مشاعرنا خاصة الايجابي منها فلا نهتم لان نشعر من أهدانا بأهمية هديته حتى لايقول بأننا بحاجة له أو لهديته وطبعاً هذا مايغلب على تفكير الافراد لان العلاقة غالباً ماتعتمد على التنافس وحب الظهور وابراز الذات اكثر من اعتمادها على الصدق والاحساس ولن اقول الجميع ولكن الأغلبية العظمى,!!
فعلى الاقل عندما يهدي الفرد منا في مناسبة هدية ما فعليه فتحها واخراجها امام من اهداه الهدية لاشعاره باهمية ماجاء به وليس العكس بل لابد من ذلك لتقديم نوع من التقدير والامتنان لمن حاول ان يبادر بالتقدير!!
هذا مجرد مثل بسيط لاسيما المواقف الأخرى الاشد سلبية من ذلك!! فمثلاً عندما تحتاج الى خدمة معينة في اي مجال ويأتي )فلان( ليساعدك ويقدم لك هذه الخدمة أياً كان مجالها سواء صعبة أم سهلة فبمجرد انتهاء هذه الخطوة فإن الطرف الاول ينسحب وكأن شيئاً لم يكن بمعنى انه ينسى تماماً )الجميل الذي قدم له( وكأن ماكان واجباً من المفروض أن يقدم فهو لايحاول اشعار من خدمه باهمية تعاونه واهمية مجهوده ومقدار عنائه بل بمجرد كما ذكرت أن تمضي الايام يمسح مافي ذهنه تماماً ولنفس السبب حتى لايشعر )فلان( بأنه قد مَنَّ عليه او تكرَّم عليه بل ان تقديم الخدمة له لايعني انه احسن او افضل منه ولكنه كما يظن ظرف طارىء وانتهى, مثل ثالث ايضاً وهو أن البعض منا لايحاول امتداح اي سلوك ما لفرد آخر او بصورة اوضح قد لايحاول امتداح شيء ما يمتلكه غيره وكل هذا يختبىء خلفه سبب واحد فقط وهو الشعور بالافضلية والتعالي وان امتداحه لما يقتنيه غيره انما هو من باب الضعف والانهزامية، لهذا هو لابد أن يتجنب هذه الامور التي تهز صورته وتزلزل مكانته الاجتماعية علماً بانه في نهاية هذه الامثلة العابرة البسيطة نقول ان هذا السلوك السلبي الناتج عن بعض الشخصيات وليس كلها انما هو يطغى لدى المجتمع النسائي اكثر منه لدى الرجال وقد لايعود هذا لعيوب في الشخصية ذاتها بقدر ماهي اتجاهات تشربناها عبر ثقافاتنا وبررناها لمانحفظه من اسباب ومعطيات نقنع انفسنا بها ولو كانت غير منطقية,, اذاً فهل نحاول تصحيح اخطاء ثقافتنا,؟! نعم,, فلنتحدث ونعبِّر ونتفاعل ونعيش المواقف كما نشعر بها دون تزييف,,, فهل حقاً نستطيع فعل ذلك؟!
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود )قسم علم النفس( |
|
|
|
|