أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th July,2000العدد:10157الطبعةالاولـيالخميس 18 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

شدو
بشراك فالقادم أحلى!
د,فارس الغزي
كما عودتكم في )شدو(، فبين الفينة والأخرى أقوم باختيار بعض الموضوعات الخفيفة التي أستقيها عندما تشح علي أفكاري العربية! من مجلات وجرائد أمريكية على وجه الخصوص, وعليه، وبما ان اليوم الخميس )حر ونوم!( كالعادة! فدعني إذن أساعدك على )الاستيقاظ!( لنقوم معا باستعراض ما )استعرضته( مجلة )تايم( الأمريكية في عددها الأخير من خيالات لا تخرج عن نطاق عادة )الربع!( هناك في امتطاء )صهوة( الخيال فالتحليق في الآفاق أو الولوج في الأنفاق,,!
حسناً، ترى هذه المجلة أنه على مشارف انتهاء القرن الواحد والعشرين سوف تتمكن دراسات الذكاء الاصطناعي جنبا إلى جنب مع الاختراعات التكنولوجية الأخرى من اختراع حاسبات آلية قادرة على فك ألغاز وطلاسم )مخ الإنسان( ومن ثم عمل اللازم من )التوصيلات( التكنولوجية بين مخه وحاسبه، مما يعني المزاوجة بين قوة وعظمة العقل الانساني من جهة، والسرعة الحسابية والدقة المتناهية للحاسب الآلي من جهة أخرى, وعليه، فسوف يكون باستطاعة الانسان التواصل مع الإنسان من خلال توصيلات خاصة )للمخ( قادرة على الاتصال بالآخر )مخياً!( تماماً كقدرة الحاسبات الآلية على الاتصال ببعضها البعض! وهنا يقع مالا )يقبع!( في الحسبان، حيث أن التوصيلات التكنولوجية/ الإنسانية بين مخك وأنت في بلدك ومخ أي انسان آخر في أي مكان على هذا الكوكب سوف تخلق )تفاعلاً إنسانياً( مباشراً وحقيقياً يتعدى حدود ما يعرف ب)الواقع الافتراضي( والذي تستطيع الحصول عليه الآن مع أي إنسان على هذا الكوكب من خلال أحد غرف الانترنت )الخاصة!(, إن الأمر هنا لمختلف جداً، حيث أن التكنولوجيا كما ذكرت آنافاً سوف تتمكن من حل )ألغاز( عقلك مما يعني مضاعفة قدراتك الحسية وغير الحسية من فكر وذاكرة ومشاعر وسمع وبصر وبصيرة إلى مستويات لا تخطر على بالك، مما سوف يخترق حواجز المكان والزمان فيعطيك القدرة على لقاء أي إنسان في أي مكان على هذا الكوكب, إنه سوف يكون لقاء )حقيقيا( بغض النظر عن كونكما لم تبرحا مكانيكما.
فعلى سبليل المثال، سوف يكون بوسعك الالتقاء )بها( في أحد المقاهي الباريسية أو ممارسة رياضة المشي )معها( على أحد شواطئ البحر الأبيض الخلابة بينما أنت قابع في كهف من كهوف جبال طويق أو أحد )نوازي!( نفود الزلفي! بل وعطفا على ما شاع في الآونة الأخيرة من )طلاق الانترنت!(، فسوف يكون لديك القدرة على الزواج منها والعيش معها )وأنت لست معها!(، مما يعني زواج )مسيار!( من المستحيل على )أم العيال!( كشفه كونه يجوب الفضاء ويسبح في الأفق ويعانق النجوم, بل إن في زواج كهذا فوائد من ضمنها تطبيقك للمبدأ القائل: مروا ذوي الأرحام أن يتزاوروا ولا يتجاوروا!! ، أو بمعنى أقرب )مع التحريف!(: زر تكنولوجيا ليظل كلا منكما في نظر الآخر آدميا! .
إن من ضمن فوائد هذا الزواج كذلك ما سوف تنعم به من )بعد قريب وقرب بعيد!( مما يعني أنك )لن تبلش!( بعائلتها خصوصا أمها! ولذا فعليك الحذر من الآن من مغبة اقحام )أمها( بالموضوع، بل لا تلتفت )لنظرية!( قرننا هذا والتي صاغها شاعرنا )خلف بن هذال( بقوله: )إسأل عن أمه كان تبغى تضمه!(,, بل بالأحرى )طَنَّش لأمه كان تبغى تضمه!(, لا تنس كذلك أن زواجاً كهذا لا يتطلب تكاليف تقصم الظهر فتقتل الحب فتؤدي إلى العنوسة!: )فحبيبتك يا ولدي!( في القرن القادم سوف تكون )معلومة/ مجهولة!( لا تهتم بالمهر اهتمام )أختها!( ابنة القرن العشرين )المعلومة عن كثب!(,, ورغم كل شيء، فإياك إياك أن تضع كل )خيالاتك( في سلة واحدة: فلربما تفاجئك عروس القرن الواحد والعشرين )بخيالات!( لا يستطيع )مخك!( الصحراوي تخيلها، ناهيك من الوفاء بها!
ختاماً، دعني أهنئك مقدماً على ما ينتظرك من )نعمة!( تكنولوجية سوف تمنحك أبعاداً استراتيجية للمناورة عاطفياً! مما سوف يمكنك من الهرب من واقع إلى واقع، وإن كنت مع الأسف الشديد لن أتشرف بحضور زواجك الميمون في القرن الواحد والعشرين ولأسباب تتعلق بانتهاء )صلاحيتي!( على سطح هذا الكوكب )حياتيا!( في قرننا هذا! ومع ذلك فمن الآن أقول لك مبارك )ومنك الخيال ومنها العيال!( وبالرفاء التكنولوجي، بل ووداعاً )إلى حين!(.
للتواصل : ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved