** عندما نتحدث عن بعض القضايا الاجتماعية فإن بعضها يجد صدى طيباً وتفاعلاً من القراء,, وأتلقى الكثير من التعقيبات الشفهية أو الهاتفية أو المكتوبة,.
** ومثل هذه التعقيبات,, لا شك أنها ترفع من معنوية الكاتب وتعطيه دفعة للامام مهما كانت هذه التعقيبات,, وبصرف النظر عن أنها توافقه أو تخالفه أو حتى تهاجمه,, المهم أن الكلام وجد صدى لدى المتلقي فتفاعل معه.
** وعندما كتبت عن مجموعة من الشباب الأخيار الذين يحضرون متأخرين لأداء صلاة الجمعة أو الجماعة ثم يصر أحدهم على أن يكون في الصف الأول وخلف الإمام بالضبط ولا يهمه كم يطمر من صف وكم يتخطى من رقبة,, وكم يؤذي من مسلم,, وكم يزاحم وكم يخالف وكم يأخذ من دعوة مسلم عليه.
** أقول,, عندما كتبت عن هؤلاء الشباب لقيت الزاوية تفاعلاً كبيراً حتى من بعض الخطباء الذين قال بعضهم,, نعم,, هذا الصنف موجود مع الأسف ونعاني منه على الدوام.
** والمؤسف,, أن بعض هؤلاء الشباب الأخيار الصالحين,, لا يتقبل النصيحة ولا يمكن أن ينصت لك أو للآخر الذي ينصحه ويبين له حجم الخطأ الذي ارتكبه,, بل يرى أن الصف الأخير أو الذي قبله ليس له,.
وما دام أنه يرى أن الصف الأخير أو الصفوف الأخيرة لا خير فيها وليست له,, فلماذا لا يبكر؟
ولماذا لا يعمل من أجل أن يكون مع خير الصفوف وهي أولها؟
** إن بوسعه أن ينهض مبكراً,, وبوسعه أن يغادر منزله في وقت تكون الصفوف الأولى وروضة المسجد خالية,, فيتخير أي موقع يريد,, ويصلي ما شاء,, ويقرأ القرآن ويذكر الله ويدع عنه الدنيا ومشاكلها وهمومها,, بل وملذاتها في مثل هذه الأوقات الثمينة المعدودة,.
** وفي الحديث,, تعلمون ماذا أعد الله لشاب نشأ في طاعة الله.
** إن المؤسف,, أن بعض هؤلاء الشباب الملتزمين,, يأتي متأخراً,, وهو مع الأسف في حالة ضيق شديد,, لا يتحدث مع أحد,, ولا يسلم على أحد,, حتى لو سلمت عليه لرد عليك بتثاقل,, ولو تحدثت معه لنهرك,, ومع ذلك,, يبيح لنفسه أن يطمر جميع الصفوف ويتخطى الجميع,, ليستقر خلف الإمام,, والويل كل الويل لمن يقول أجلس,, فقد آذيت .
** نعم,, بعضهم لا يأخذ ولا يعطي ولا يسمع ولا يصغي,, ويظن أنه بلغ درجة الكمال,, وهم ولله الحمد قلة,, فأكثر الشباب الأخيار وجوههم مشرقة وضاءة بيضاء ناصعة,, والابتسامة على محياهم دائماً,, ويدركون أن تبسم المسلم في وجه أخيه صدقة,, فكيف يكون التجهم في وجه المسلم؟!!
** إنني أقول هذا الكلام,, من أخ محب مشفق على هؤلاء,, ومن شخص مخلص لهم,, وأحب لهم ما أحب لنفسي,, وأجزم,, أن هؤلاء الذين جاءوا للمسجد ولو حتى متأخرين,, هم أحب إلينا كثيراً من شباب خايسين في مراقدهم,, لم يلتفتوا للصلاة ولم يسألوا عن الوقت.
** إنه عتاب أخ محب مشفق عليهم,, وأتمنى أن أراهم في روضة المسجد في كل وقت,, وأن يكونوا من السابقين للخيرات.
|
