|
| القرية الالكترونية
من منا لايعرف أو قد سمع بالإنترنت ومن من هؤلاء لم يسمع ب ياهو )Yahoo( بل إن هناك من يخلط بين ياهو والإنترنت وقد فاجأني استفسار أحد الأفراد قدم للاشتراك بالإنترنت عقب حملة التخفيضات التي قامت مدينة الملك عبدالعزيز مشكورة بتقديمها، وقد كان أول سؤال طرحه المشترك هل بإمكاني الدخول على ياهو من هذا الاشتراك؟! وقد يجزم البعض بأن شهرة اسم ياهو يقارب شهرة الإنترنت ككل فمن قام باستخدم الإنترنت لابد وأنه سبق وأن خاض تجربة زيارة موقع ياهو الذي يحوي على مواقع متعددة بداخله مثل محرك البحث، دليل عنكبوتي، الدردشة، والمنتديات بالإضافة إلى مواقع أخرى قد لايسع المجال لحصرها الآن وهي من الضخامة بأن تحتوي على آلاف الصفحات وكم هائل من المعلومات وخدمات تجارية متعددة, كل هذه المعلومات قد تكون متاحة لدى الكثيرين الذين سبق وأن خاضوا تجربة الإنترنت ولكن بعض المعلومات عن كيف بدأت ياهو ومن قام بتأسيسها ومتى قد تكون؟ من الأمور التي يجهلها البعض.
فشركة مثل ياهو تقيم بما يعادل 63 مليار دولار ويتداول مايصل الى 12 مليون سهم من أسهمها يومياً ويصل عدد زوارها إلى عشرات الملايين من كافة أقطاب الأرض يومياً بينما يتعدى الستة ملايين زائر شهرياً من السعودية وحدها، لتصف هذه الشركة بذلك في مصاف كبريات الشركات العالمية فالبداية لم تكن كما يعتقد البعض بداية جبارة مدعومة مادياً بقوة بل كانت البداية أبسط مما نتوقع.
كانت البداية عندما قام ديفيد فيلو David Filo 30 عاماً و جيري يانغ Jerry Yang 28 عاماً اللذان كانا يحضران لدراسة الدكتوراه في جامعة ستادفورد وكانا يقومان بالمساء بجمع الصفحات والمواقع المنشورة عبر الإنترنت وإدراجها ضمن دليل ليسهل عليهم وعلى زملائهم الوصول لتلك المواقع وبطبيعة الحال وفي ظل انعدام المنافسة بدأت شعبية الصفحة )Yahoo( بالازدياد المطرد مما أضطر كل منهما لترك الدراسة الجامعية وإنشاء شركتهم الخاصة )Yahoo( التي تعني الوقح الهمجي مما دعا جيري للتفكير بتبرير منطقي لمسمى ياهو لينتهي به الأمر إلى Yet Another Hierarchical Officious Oracle وفي عام 1996م تم طرح أسهم )yahoo( للاكتتاب العام قيمت بما يعادل 120 مليون دولار وقد قاما بالتبرع للجامعة بمبلغ مليوني دولار الذي يعد في نظري عرفانا بالجميل لسماح الجامعة لهم بأخذ المشروع الذي كانت بداية تطويره في الجامعة ذاتها.
بلا شك أن الجهد الذي بذل لإنجاح )Yahoo( كان كبيراً ولكن لو كانت بدايته في زماننا هذا عام 2000 لكانت عملية نجاحه من الأمور المستحيلة حتى أن مؤسسي ياهو يدركون تماماً أنهم كانوا محظوظين جداً لأنهم قاموا بهذا المشروع مع بدايات الإنترنت, وقد نستشهد بمثلنا الشعبي من سبق لبق الذي يجسد أهمية استغلال الفرص في الوقت المبكر والمناسب.
|
|
|
|
|
