أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 19th July,2000العدد:10156الطبعةالاولـيالاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
تسويق الاستثمار الأجنبي
د, محمد الكثيري
لم تكن بعض المحاضرات التي قدمت ضمن ندوة تشجيع الاستثمار الأجنبي والتي عقدت مؤخرا في العاصمة البريطانية لندن في المستوى المطلوب، غلب عليها الأسلوب البيروقراطي في التقديم نتيجة لمواقع مقدميها الوظيفية والذين يغلب على تقديمهم اسلوب السرد القصصي والتغني بالأرقام المجملة والحديث عن العموميات التي لا يستطيع متلقيها أن يخرج بإجابة قاطعة للأسئلة التي تدور في ذهنه, هذه خلاصة ما خرج به بعض الكتاب الذين تناولوا بالحديث تلك الندوة, كان انطباع هؤلاء ليس جيداً، بل ان بعضهم ذهب إلى ما هو ابعد من ذلك في وصفه للأوراق المقدمة.
شيء جميل وتوجه رائع أن تقام هذه الندوة مع بداية ممارسة الهيئة العامة للاستثمار لأعمالها, والشيء الأجمل أن ينبري بعض الكتاب لتقويم تلك الندوة والوقوف على ما قدمته وتحديد ما حققته من ايجابيات وما واجهته من سلبيات, وكل هذا يصب في مصلحة مثل تلك الندوات والأنشطة وتطويرها مستقبلا والذي يقود بلا شك إلى تحقيقها لأهدافها.
إلا ان الشيء الذي لابد من التوقف عنده بالاضافة إلى تقويم تلك الندوة والأوراق التي قدمت فيها هو العمل على معرفة سبب اخفاق المتحدثين وعجزهم عن تقديم المعلومات التي تهم المستثمر الأجنبي وتساهم في الاجابة على أسئلته بالطريقة المناسبة التي ينشدها ذلك المستثمر, يبدو أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تلك النتيجة هو عدم قدرة مقدمي الاوراق على قراءة عقلية الطرف المتلقي والطريقة التي يتعامل بها مع مثل هذه المناسبات بل ومعاملته في بعض الأحيان الطريقة نفسها التي يتعامل بها هؤلاء مع رجل الأعمال المحلي, حيث اعتدنا في محاضراتنا وفي الأوراق التي يقدمها المسئولون هنا على التحدث عن الماضي والتغني بالانجازات وعن مقدار ما انفق على المشاريع, هناك حضر المستثمر الأجنبي وهو يبحث عن المستقبل وعن معرفة الصناعات الواعدة واستكشاف مجالات الاستثمار المناسبة وعن غير ذلك من الأمور التي تساعده في اتخاذ قراره المستقبلي الذي سيستثمر بناء عليه مبالغ طائلة يريد قبل أن يقرر حيالها التأكد من الطريق الذي ستسلكه.
ان القضية هنا ليست إلا تسويقا في تسويق فالندوة اقيمت لجلب الاستثمارات إلى المملكة، أي لتقديم المملكة وتسويقها كبلد مناسب للاستثمار الأجنبي, مما يعني ضرورة أن تنطلق الندوة بما احتوته من أرواق ومحاضرات من هذا المنطلق متبعة الأسلوب التسويقي الذي يقوم في مبادئه على معرفة رغبة المستهلك - الذي هو هنا المستثمر الأجنبي - والعمل على تحقيق تلك الرغبات, ان هذا يقودنا إلى القول إن مثل هذه الندوات وما يشابهها من أنشطة في هذا المجال ليست إلا جهودا تسويقية تسعى لجذب الاستثمارات إلى المملكة واقناع المستثمر الأجنبي وجذبه للاستثمار فيها مما يعني ضرورة توافر البعد التسويقي في كافة تلك الأنشطة، بما يحمله ذلك البعد من دراسة للمستثمر الأجنبي وخصائصه ودوافعه للاستثمار واختلاف تلك الخصائص والدوافع من مستثمر إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر, وحينما نتبنى مثل ذلك المفهوم فانه سينعكس على محتويات ما نعرضه من أوراق وما نقدمه من جهود ستصل في النهاية إلى عقل ذلك المستثمر وستجيب على كل ما يدور في رأسه من أسئلة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved