| مقـالات
بعض الأئمة وهم قلة يدخل المسجد ويخرج منه و (ليس لبيت الله حظٌّ من نوافله) لا التحية ولا غيرها؛ وهذا إذا اطَّرد واستَقَرَّ (عادة) بلا مسوِّغ، فهو من الحرمان وإباء الخير (عياذاً بالله).
أجل، إن بعضهم ما أن يَلِج المسجدَ ويلمحَه المؤذن حتى يَهُبَّ للإقامة، وبانتهاء آخر جملة منها يكون الإمام بلغ المحراب، فيُهِلُّ مُحرِما بالصلاة؛ ثم إذا سلّم وقال من الذكر مايقول، فَزِع إلى الباب عَجِلا,, وعلى هذا فهو لايقف على أرض المسجد إلا (الوقفاتِ الرُّكنيةَ) في المكتوب (ليس غيرُ),, مع أن أولئك الإخوان هم من (طلاب العلم) ولم تسند إليهم هذه الأمانة إلا لتحقُّق شروطها فيهم؛ فما أخلقهم أن يعلموا أن المؤمن إذا كان قد نُدِب إلى أن يجعل لبيته نصيبا من نوافله، أن يكون المسجد أولى بهذا النصيب مما سواه.
فلو أن مَن هذه صفته من إخواننا وهم كذلك إن شاء الله يجتهد في التبكير إلى المسجد (ولو بما لا يَسَعُ إلا الرواتب) لِيَنحَلَ بيت الله سهما منها، لكان خيراً له.
أما التمام لمن يَنشُده، فأن يأتي الإمام (مبادراً)، ويَستَنَّ باثنتين أو بأربع (حسب المقتَضِي) ثم يجلس ينتظر الصلاة قارئاً ذاكراً؛ ومستعداً لمن يستفتيه (إن كان عنده مايفتي به),, ثم كذلك ليرى من اجتماع الناس ما تحسُن به الإقامةُ فيأذنَ بها,, بدلا من كونها (ضربةَ لازبٍ) يعلنها المؤذن (حتما) بمجرد أن يلمح صاحبَه يَدلُف مقبلا (من الباب إلى المحراب).
|
|
|
|
|