| مقـالات
في جاهلية العرب كان ينظر للمرأة نظرة ازدراء، وكان الرجال يتشاءمون من المرأة ويعتبرونها سلعة تباع وتشترى، لاقيمة لها ولا مقام، كما جاء في قول للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله ان كنا في الجاهلية، ما نعير للنساء أمراً، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم,,
وكان من عادات العرب في الجاهلية اذا مات الأب، قام أكبر أولاده، فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نكاحها، فان لم يكن له فيها حاجة، يزوجها بعض إخوته بمهر جديد، فكانوا يتوارثون النكاح كما يتوارثون المال، وإن شاؤوا زوجوها لمن أرادوا وأخذوا صداقها، وان شاؤوا لم يزوجوها بل يحبسونها حتى تموت، فيرثونها، أو تفتدي نفسها.
وأما في جاهلية القرن العشرين، فلقد فتنت نساء أمتنا الإسلامية بنساء الغرب، ومالهن من حقوق، وما حققنه من نجاح، ولم ينتبهن لحقيقة واضحة للعيان، إذ تجاوزت المرأة الغربية الحدود، ونتج عن هذا التجاوز ويلات وأمراض ومعضلات، على مستوى الطفل والأسرة والمجتمع والدولة.
في بداية القرن العشرين، أطلق المسؤولون في الغرب للمرأة العنان، ومنحوها المساواة المطلقة زعموا مع الرجل، والاستقلالية في معاشها،والاختلاط بالرجال، وساعد هذا التجاوز والافراط في التحرر التغيرات التي أحدثتها الثورة الصناعية، حيث ارتفعت تكاليف الحياة، واضطر الجميع رجالاً ونساء وأطفالا الى العمل من اجل لقمة العيش، وساعد في ذلك ايضا، النظام الرأسمالي الذي يمجد الحرية الفردية العارية عن كل قيد أو شرط، وكانت المرأة في مقدمة المستفيدين من هذا النظام الذي فتح أبواب الاباحية أمام المجتمع الغربي، وهكذا أصبحت الحشمة والحياء والعفة غير معروفة في هذا المجتمع، وليس لها أي قيمة.
وأصبحت المرأة تكشف عن جميع مفاتنها ومحاسنها، وتخرج من بيتها تخالط الرجال، وتشاركهم في كل شيء، فكثر بذلك الفجور وانتشر الفساد والزنا والأبناء غير الشرعيين، وأصبح العالم يعاني الأزمات، ويشكو هذه الفوضى غير الخلقية.
فيا أيتها المرأة المسلمة اقرئي واعتبري واحذري.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|