| محليــات
* حوار : صالح آل ذيبة
تشهد الخدمات الصحية بمنطقة نجران تطورا كبيرا في خدماتها المؤداة والمقدمة للمرضى والمراجعين ويرجع ذلك الى التوسع الكمي المتمثل في زيادة عدد المرافق الصحية المنتشرة في مختلف أرجاء المنطقة من خلال اعتماد عدد من المستشفيات والمراكز التخصصية في فترة قصيرة جدا, حيث شهدت المنطقة في الآونة الاخيرة انشاء مركز سلطان للكلى الذي يقام حاليا على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز واعتماد مستشفى للنساء والولادة ومستشفى لمحافظة بدر الجنوب وقريبا افتتاح مستشفى محافظة حبونا هذا بخلاف التوسعات في المرافق الصحية الحالية .
الجزيرة استضافت مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران الدكتور عبدالعزيز بن فهد العقيل الذي يبذل جهودا كبيرة ومستمرة للوصول بالخدمات الصحية بالمنطقة الى مستوى الآمال والتطلعات ليحدثنا عن هذه المشاريع وجوانب أخرى تتعلق بالخدمات الصحية بالمنطقة .
* كم بلغ عدد المستشفيات بمنطقة نجران وعدد أسرتها؟
- يوجد بالمنطقة خمسة مستشفيات هي: الملك خالد ونجران العام وشرورة العام والنفسية والصدر والحميات، وسعتها السريرية تتجاوز ستمائة واربعين سريرا .
* وهل تتوفر بها كافة التخصصات والأجهزة التشخيصية الحديثة ؟
- نحمد اللّه بأنه في الآونة الاخيرة تم تدعيم مستشفيات المنطقة وأقسامها التخصصية بالكثير من الأجهزة التشخيصية التي ساعدت على تقديم خدماتها للمرضى الذين كانوا في السابق يجرون التشخيص خارج المنطقة, أما من حيث التخصصات ففي المنطقة عدد من المراكز الطبية المتقدمة التي تعمل بالتنسيق مع الجامعات السعودية والمستشفيات والمراكز التخصصية بالمملكة ويعمل بها أيضا عدد من الأطباء السعوديين الأكفاء عن طريق التنسيق الدائم والمستمر مع هذه الجامعات والمستشفيات .
* يلاحظ عدم انسجام الطاقة الاستيعابية السريرية داخل بعض المستشفيات بالمنطقة مع حجم المرضى المحتاجين الى تنويم من خلال زحام الأسرة داخل غرف التنويم فما الحلول لذلك ؟
- اتفق معك في ذلك ونحن وضعنا ذلك في الاعتبار من خلال الدراسات المتضمنة احتياجات المنطقة لمواجهة مثل هذا الزحام ولتحقيق خدمة صحية تتفق مع توجيهات الدولة الرامية الى ايصال الخدمة الى كل مواطن , فتم اعتماد مستشفى للنساء والولادة ويجري الآن العمل بمستشفى حبونا العام بسعة خمسين سريرا وتم اعتماد مستشفى بمحافظة بدر الجنوب , كل هذه المشاريع الصحية ستخفف كثيرا من الزحام الذي تواجهه مستشفيات المنطقة .
* كم عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية بالمنطقة وهل هي موزعة توزيعا يفي بحاجة السكان في المحافظات والأحياء والقرى ؟
- يوجد بالمنطقة 62 مركزا للرعاية الصحية الأولية منتشرة داخل المدينة وفي المحافظات والمراكز التابعة لها وهي موزعة توزيعا جغرافيا مناسبا ولكن مع التوسع العمراني والزيادة السكانية لا شك بأن ذلك يحتاج الى اعادة توزيع هذه المراكز بما يتفق مع سياسة الدولة في استفادة الجميع من الخدمات الصحية .
* يلاحظ النقص الواضح في الطبيبات المتخصصات داخل المستشفيات والطبيبات العامات في مراكز الرعاية الصحية الأولية فما الأسباب ؟
- إذا كان هناك نقص بسيط فهو لم يؤثر على الخدمة المقدمة ونحن نبذل وما زلنا قصارى جهودنا من أجل التعاقد مع طبيبات نساء وولادة ورغم الصعوبات التي واجهتنا استطعنا وللّه الحمد تغطية جزء كبير من الاحتياجات وسلكنا في معالجتنا لهذا النقص طريق التعاقد مع طبيبات مرافقات لازواجهن والتعاقد معهن داخليا وبإذن اللّه سيتم استكمال البقية علما بأن هذا النقص على مستوى مستشفيات المملكة في بعض التخصصات .
* يشتكي بعض المرضى من عدم توفر بعض الأدوية التخصصية بصيدليات المستشفيات أو مراكز الرعاية الصحية الأولية وبصفة وقتية وعقب ذلك تظهر فما الأسباب ؟
- وزارة الصحة تعيد دائما التقييم في التعاقد مع شركات الأدوية لتأمين الدواء المناسب للمواطن والمقيم , والنقص في الأدوية قد لا يكون صحيحا لوجود بدائل كثيرة وفرتها الوزارة وان وجد نقص فهو لأيام قليلة جدا وتعاون المناطق فيما بينها يغطي هذا النقص, علما بأن الوزارة وحرصا على صحة المرضى تتخلص من الأدوية قبل انتهاء صلاحيتها بوقت كاف .
* يلاحظ قدم وتهالك بعض الأثاث الطبي في المستشفيات والمراكز مثل أسرة المرضى والكراسي وغيرها ويرجع ذلك لانتهاء عمرها الافتراضي ولسوء الاستخدام من قبل المرضى والمراجعين فما الحلول وهل بالإمكان دعمها بالأثاث الجديد ؟
- نعم قدم الأثاث في المرافق الصحية ظاهرة موجودة نظرا لعدم تخصيص مبالغ للتغيير فالتوسع للمرافق الصحية بالمنطقة مستمر، وطبيعي ان تحتاج هذه المرافق الى اثاث طبي ومكتبي ورغم النقص في هذا الجانب إلا اننا مستمرون في التحسين وان كان بطيئا, إلا اننا نسعى من الجانب الآخر الى الصيانة الدورية المستمرة للحفاظ على الأثاث , وقد أثثنا جزءا كبيرا من أقسام التنويم في المستشفيات الى جانب المكاتب المستندة , واما الأجهزة الطبية فنحن نضع الخطط في عملية احلالها بالتنسيق مع الوزارة وقد تم وللّه الحمد تأمين أجهزة كان لها الدور الفعال في عملية التشخيص والعلاج في المؤسسات الصحية .
* تفتقر بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية لبعض التخصصات مثل الأسنان والأشعة والمختبرات فهل هناك خطة لدعم هذه المراكز بمثل هذه التخصصات ؟
- لو لم يكن هناك خطط لما قطعنا شوطا كبيرا في هذا الجانب لايماننا بأن الرعاية الصحية هي الرعاية المتكاملة وهي حق لكل فرد ولا بد من التطوير لهذه الخدمة , حيث زودت عدد من المراكز بعيادات الأسنان والمختبرات والأشعة وأصبحت المراكز التي لم تتوفر بها هذه الأقسام قليلة جدا وستأخذ نصيبها قريبا بإذن اللّه تعالى , كما تم استئجار عدد من المباني الحديثة بدلا من القديمة لمواكبة التطور في الأداء ولاستيعاب الأجهزة والمعدات التي تم وسيتم تأمينها .
* تشهد طوارئ مستشفى الملك خالد ونجران العام زحاما دائما فهل هناك حل لهذه الزحامات أو توسعة لأقسام الطوارئ .
- مواجهة الازدحامات هي شغلنا الشاغل وقد تمت توسعة هذه الأقسام بصفة مستمرة وأصبح وضعها الحالي جيدا ولكن المشكلة تكمن في أن غالبية المراجعين لأقسام الطوارئ هم الذين يسببون الازدحامات والسبب أن حالاتهم ليست طارئة وانما عادية جدا وعندما يطلب منهم مراجعة الطبيب في العيادة يصرون على العلاج بالطوارئ وهذا لا شك ليس في صالح مرضى الطوارئ الذين هم في امس الحاجة للعناية الطارئة فتعاون المراجعين كفيل بانهاء هذه المشكلة .
* بعض العاملات التابعات لشركات الصيانة بالمستشفيات يقمن ببيع وتسويق بعض الألعاب والمشغولات داخل الأقسام فما الحل الجذري لهذه الظاهرة من وجهة نظركم ؟
- هذه الظاهرة موجودة في غالبية المستشفيات بالمملكة ولعل عدم التزام الشركات في تعهداتها للعاملين معها سبب لذلك فرواتبهم تتأخر , وقد وضعنا لهذه الظاهرة تصورا من كافة الجوانب وأخذنا في الحسبان بأنه يجب معالجة مشاكل الشركات في تأخير استحقاقات منسوبيهم ومتابعة استحقاقات الشركات في وزارة الصحة والمالية الحرص على استمرارية ذلك كما تمت مراقبة هذه الظاهرة من قبلنا وبالفعل وجدت بعض الحالات وتم القبض على عدد من العاملات وتمت مجازاتهن وشددنا المراقبة الدائمة على المستشفيات وتكاد تكون هذه الظاهرة معدومة حاليا ولكن تعاون المنومين وأهاليهم مطلب ضروري لأننا لانرضى بأن تكون المستشفيات مصدرا لاستغلال المرضى .
* يلاحظ فتور في أداء بعض شركات التشغيل والصيانة فكيف تتم متابعة ذلك والتعامل مع هذا الفتور لكي تؤدي واجباتها على الوجه الأكمل ؟
- هناك أنظمة ولوائح جزائية تجاه من لم يؤدي عمله المناط به على الوجه الأكمل , نعم هناك أوجه نقص لكنها لم تؤثر على أداء الخدمات الصحية المقدمة للمرضى أو المراجعين ولدينا ادارة هندسية وقسم للتشغيل والصيانة لمراقبة اداء الشركات العاملة بالمرافق الصحية بالمنطقة كما ان هناك لجان متابعة .
* يقال بأن من يعمل يخطئ وحجم الخطأ يختلف من موقع لآخر إلا أن الأخطاء الطبية حجمها فادح جدا فكيف تتعاملون مع الأخطاء الطبية في القطاع العام والقطاع الخاص ؟
- لا شك بأن من يعمل يخطئ ولكن في العمل يتم التعامل مع الخطأ من منطلق هل هو متعمد أم لا ثم هل سبق أن تكرر أم لا ومدى تأثير هذا الخطأ ونتائجه وعلى ضوء ذلك يتم وضع العقوبة للاخطاء ,
اما الأخطاء الطبية فلا ينظر اليها من كونها متعمدة أم لا لأن الطبيب لا يمكن أن يتعمد الخطأ وهو الحريص قبل غيره على صحة مريضه ورغم ذلك يتم التعامل مع الأخطاء الطبية بحزم من خلال لجان طبية تدرس مثل هذه الأخطاء وترفع الى اللجنة الطبية الشرعية لإيقاع العقوبة بحق كل من يرتكب الأخطاء الطبية, واعضاؤها استشاريون وقضاة وفي مثل هذه الحالات ليس بالضرورة ان يطلب المتضرر ذلك فقد تقوم بذلك من خلال المتابعة لعمل هؤلاء الأطباء ولدينا الكثير من هذه الحالات , وللمعلومية هناك أخطاء طبية على مستوى العالم يرتكبها أطباء متمرسون لا تسجل كأخطاء على الأطباء .
* التوجيهات السامية ترمي الى سعودة كافة الوظائف فأين وصلت صحة نجران في هذا المجال خصوصا الوظائف القيادية والفنية ؟
- سعودة جميع الوظائف في القطاع الصحي صعبة نظرا لاحتياجنا للكوادر الطبية والتمريضية لسنوات قادمة حسب التخطيط والاحتياج الوظيفي والشؤون الصحية بمنطقة نجران تحرص على تنفيذ تطلعات الحكومة الرشيدة وقد بلغت نسبة اشراف الكفاءات السعودية على الوظائف القيادية الادارية 100 بالمائة الى جانب تكليف مديرين سعوديين لمراكز الرعاية الصحية الأولية التي ما زالت خطتنا آخذة في الاعتبار سعودتها متى ما توفرت الكفاءات المؤهلة والجديرة وفق المعايير التي تتضمن تحقيق الهدف المنشود .
علما بأن نسبة التوظيف العامة خلال عشر السنوات الماضية بلغت اكثر من 300 بالمائة وهي نسبة كانت متوازنة لجميع المجالات العملية ومتنامية مع التوسع الكبير الذي شهدته الخدمات الصحية سواء على مستوى استحداث المراكز الطبية المتخصصة او الزيادة في عدد مراكز الرعاية الصحية الاولية .
* في ظل الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة لكل ما يخدم المواطن , وفي ظل حرص سمو أمير المنطقة وطموحكم للرقي بالخدمة الصحية في هذا الجزء من الوطن الغالي هل يرى سعادتكم انه قد تحقق ما يطمح له الجميع ؟
- دعم حكومتنا الرشيدة وللّه الحمد مستمر في شتى مجالات الحياة وكل ما يهم المواطن وما نجده من متابعة من سمو أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز من الصعب وصفه لأنه يولي الخدمات الصحية الكثير من الاهتمام وبفضل جهود سموه تحققت عدد من المشاريع الصحية للمنطقة الى جانب ما حظيت به المنطقة من دعم من قبل معالي وزير الصحة الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي , ورغم كل ما تحقق الا ان طموحاتنا كبيرة واعمالنا مستمرة للعمل على تحقيق آمال وتطلعات المستفيدين من الخدمات الصحية .
* تشهد منطقة نجران حاليا نهضة صحية هل لنا ان نطلع على ما تقوم به صحة نجران حاليا من مشاريع: اسمائها - مواقعها - مبالغها - مدة التنفيذ ؟
- يجري العمل حاليا في مشروع مستشفى حبونا العام بتكلفة عشرة ملايين ريال تقريبا وسعته خمسين سريرا وسوف يطرح تشغيله عما قريب ان شاء اللّه , كما يجري العمل بمشروع مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للغسيل الكلوي بتكلفة أربعة عشر مليون ريال على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة , كما تم اعتماد مستشفى للنساء والولادة سعة مائة وخمسين سريرا وبتكلفة خمسة وستين مليون ريال وسوف يضع حجر اساسه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران في شهر رجب القادم ان شاء اللّه واعتماد مستشفى لمحافظة بدر الجنوب بتكلفة خمسة عشر مليون ريال وسعة خمسين سريرا , هذا الى جانب توسعات في عدد من الأقسام بمستشفيات المنطقة تشمل الطوارئ والعيادات وثلاجات للموتى .
* ما تقييم سعادتكم للخدمات الخاصة بالمنطقة ؟
- القطاع الخاص يعتبر مساندا للقطاع الحكومي , وفي المنطقة تقدم المستشفيات والمستوصفات الخاصة خدماتها وفق امكاناتها ونحن نضع الدراسات والتصورات لهذه الخدمات وسوف نضع خططا وفق احتياجاتنا المستقبلية .
* ما ابرز الانجازات الصحية التي ستشهدها المنطقة مستقبلا بإذن اللّه ؟
- كما ذكرت في اجابة سابقة العمل متواصل وننتظر وضع حجر أساس مستشفى النساء والولادة والأطفال ومستشفى محافظة بدر الجنوب وكذلك سيتم في القريب افتتاح مستشفى محافظة حبونا الى جانب التطوير في المرافق الحالية .
* هل من كلمة أخيرة ؟
أتمنى من اللّه التوفيق للجميع خدمة للوطن الغالي وشكري وتقديري لجريدة الجزيرة على جهودها من اجل تسليط الضوء على ما تقوم به وزارة الصحة من خدمات في هذا الجزء الغالي من بلادنا , وفق اللّه الجميع لما يحبه ويرضاه .
|
|
|
|
|