** يقولون,, إن الهروب في هذا الصيف جاء على ثلاثة أصناف من الهروب,, وربما أربعة أصناف.
** أما الأصناف الثلاثة الأولى فهي,.
** أولاً,, هروب البعض مما أسماه شدة الحر إلى مناطق باردة أياً كانت هذه المناطق,, وهروبه من زحمة العمل وزحمة المدينة إلى القرى أو إلى مناطق هادئة,, وهروبه من الإيقاع اليومي لحياته اليومية المتعبة المملة,, إلى إيقاع أكثر هدوءاً وأكثر راحة في أي مكان كان سواء في الداخل أو الخارج,, المهم أنه هرب من مكانه ومن موقعه ومن حياته اليومية إلى مكان آخر يشعر أنه أكثر هدوءاً وأكثر راحة,.
** ثانياً,, الهروب الثاني,, هو هروب البعض في هذا الصيف إلى أي مكان آخر,, بل ربما اقتصر هروبهم إلى ترك أعمالهم وأخذ إجازة صيفية والبقاء في المنزل تحت عزلة عن الآخرين,, وسبب هذا الهروب هو الخوف من الواسطات فمثل هذا الشخص يقع في حرج شديد مع كل الناس من أقارب وأصدقاء ومعارف وزملاء وآخرين وآخرين,.
فالحل الأمثل في نظره,, هو ترك العمل أو التواري عن الأنظار حتى تنتهي مشكلة قبول ونقل,, وتعيين وما شاكلها من أمور كلها حرج شديد,, فهو إذا بقي تحت الأنظار وفي مكانه وفي موقعه وفي منزله,, فإما أن يقع في احراجات شديدة ومشاكل,, وإما أن يغضب هذا وذاك,, ويزعل هذا وذاك,, فالأفضل له أن يهرب ويترك الناس وشأنهم حتى تخف هذه الأمور بعد شهر أو شهرين من الآن,, والمسألة كلها إجازة صيف,, والناس لهم غاية لا تدرك,.
وصاحب الحاجة أعمى,, وخروجاً من هذا المأزق يلجأ أكثرهم للإجازة حتى ولو لم يردها,, حتى ولو احتاجه العمل,.
** ثالثاً,, الهروب الثالث,, هو الهروب من المسافرين للخارج وعدم الرد على أي كول خارجي,, ولكن كيف,, ولماذا؟
** إن أغلب المسافرين للخارج,, إما من متوسطي الحالة المادية أو دون المتوسط,, أو ربما من فئة طفران ومتى انتهت الطفسة التي معه,, أخذ الهاتف ليتصل على فلان وعلان ويطلب من كل شخص أن يحوَّل له المقسوم على البنك الفلاني ورقم الحساب الفلاني,, والناس اليوم,, يسهل اصطيادهم من خلال الجوال,,
ولهذا,, فإن الشخص الذَّهين هو الذي يهرب هذه الأيام من أل كول الخارجي,, حتى لا يقع ضحية حوَّل لي مبلغ عشرين أو ثلاثين ألف ريال,, فالأفضل,, هو عدم الرد على أي هاتف خارجي,, والكاشف موجود في الجوال وفي المنزل,, ولا مجال لا صطيادك بدون إرادتك,, هذا,, هو الهروب الثالث.
** أما الهروب الرابع والأخير,, فهو هروب بعضهم من أم العيال والعيال مع الشلة وزرق أحد الدول القريبة أو البعيدة مع الشباب ,, والشباب هؤلاء,, عادة فوق الخمسين أو الستين,, وربما السبعين,, والعبث هناك تحت ذريعة السياحة والتمشي وتغيير الجو,, مع تضييع العيال هنا لعدة أشهر,, بل إن أكثرهم يماري بهذا الهروب ويتفاخر أمام الشلة بأنه هارب من أم العيال ومشاكلها وصداعها وصَجَّة البزارين .
** وبعد هذا,, هل انتهت الهروبات كلها في هذا الصيف,, أم أن هناك هروب خامس وقد نسيناه؟,, ابحثوا عنه,, أو,, خلوها مستورة .
عبدالرحمن سعد السماري
|