| الاقتصادية
* تحقيق :فارس القحطاني
يمثل القطاع الخاص جزءا مهما في اقتصادنا الوطني وله دور فعال في ارتقاء الصناعات الوطنية وتطورها وكذلك توظيف السعوديين مدعوما بقرار مجلس الوزراء رقم 50 بتاريخ 21/4/1415ه الذي أقر سعودة الوظائف في بعض القطاعات كشركات الأسمنت والفنادق والتعليم الأهلي وبنسبة معينة ولكن هناك محددات أساسية لقضية توظيف الكوادر الوطنية في القطاع الخاص وهي:
العشوائية بين مخرجات نظم التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل,
2 قضايا الإعلام والتوعية,
3 أوضاع وعلاقات الأجهزة القائمة على خدمات سوق العمل,
4 القضايا المتصلة بأنظمة وتشريعات سوق العمل,
وهذه المحددات تشكل عاملا مهما في تفعيل القرارات الصادرة للسعودة وتشكل الهيكل الذي تعتمد عليه آلية التنفيذ ولربط التنظيم بالواقع نفتح الملف الخاص بها ونلتقي بالشباب السعودي لإبداء آرائه وإيصالها للمسؤولين ونضع نظرتهم المستقبلية في محك التطلعات وبحث المعوقات للوصول إلى حد أدنى من الرضى بين الشباب والقطاع الخاص,
المعوقات أمام المتقدم
وحول قضية السعودة في القطاع الخاص التقينا مع المواطن عبدالرحمن نفاع العمري حيث قال إن القطاع الأهلي قطاع لابد منه بالنسبة للشباب السعودي حديث التخرج وفي هذا القطاع يوجد بعض المعوقات ومن ضمنها شهادة الخبرة التي يجب أن تتوافر لدى المتقدم، ويقول بأنه مر بهذه التجربة في أكثر من شركة ومؤسسة وفوق ذلك يطلب من المتقدم ايجادة اللغة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة وكذلك إجادة استخدام الحاسب الآلي,
وأضاف ان الطالب الجامعي أو خريج الثانوية العامة لا يجد الوقت الكافي للالتحاق بالمعاهد الدراسية سواء في اللغة الإنجليزية أو دراسة الحاسب الآلي وذلك لأن الطالب يجهد نفسه من أجل الحصول على معدل يؤهله للدخول إلى مضمار العمل أو دخول الجامعات لاستكمال دراسته العليا,
دور مكتب العمل
أما قضية الخبرة فإن الطلاب يتقدمون إلى مكتب العمل للحصول على وظيفة صيفية من أجل الهدف المادي ويقول بأن أصحاب المؤسسات والشركات يطلبون من الطالب المتقدم لهم بأن يحضر كل نهاية شهر لقبض المكافأة طول فترة الدوام الصيفي، دون إعطاء الطالب لديهم أي شهادة خبرة بأنه عمل لديهم للفترة الصيفية وهذه الشهادة تفيد الطالب المتقدم للقطاع الخاص خصوصاً بأنها أحد متطلبات العمل في القطاع الخاص,
مضايقات العمل
وحول العمل في القطاع الخاص يقول العمري بأنه عمل في القطاع الخاص لمدة وجيزة وقد وجد مضايقات للشباب السعودي من ضمنها زيادة ساعات العمل الرسمية دون احتساب أي أجور إضافية وكذلك الرواتب التي يحصل عليها الموظف نظير عمله لا تكون مجزية وهذا ما يدعو الشباب السعودي إلى ترك هذا القطاع الذي يشكل أحد الأعمدة المهمة في اقتصاد الدولة,
وعن نفس الموضوع التقينا بالمواطن بدر عبدالعزيز المطلق الذي أفاد بأن موضوع السعودة موضوع لا يزال في بداياته وأن الطالب المتقدم للعمل في القطاع الأهلي في الفترة الصيفية يرى أن الخبرة لها أهمية في مستقبله بعد انتهاء دراسته الجامعية وشهادة الخبرة قد تسعفه في الحصول على عمل, ولكن وإذا وجدت شهادة الخبرة يطالب بشهادة في الحاسب الآلي أو اللغة الإنجليزية، ويرى بأن هذه الشهادات تشكل نوعا من المعوقات تجاه السعودة في القطاع الأهلي,
وفي رده على كيفية تعامل الأجانب مع السعودي في مجال العمل في القطاع الخاص قال بأن المدير الأجنبي يبدأ بالضغط عليك ولا يحاول أن يتفهم الوضع كونك طالب صيفي أو جديد في العمل لذلك تراه يزيد في ساعات الدوام ولا تستطيع أن تحاسبه أو تطالبه بأبسط حقوقك وهو الالتزام بساعات العمل الرسمية لأنه قد يرفع عنك تقريرا لإدارة الشركة وتقوم بدورها بفصلك دون اتاحة الفرصة لك للدفاع عن نفسك لأنه بكل بساطة قطاع خاص ويرى أن العمل في القطاع الحكومي هو الأنسب لأن الشخص يتعامل مع سعوديين ويستطيع أن يتفاهم معهم والأخذ في طبيعة العمل ولكن القطاع الخاص يطالبك بالعمل على حساب راحتك ولا يراعي ظروفك النفسية أو الاجتماعية، وكذلك فإن القطاع الحكومي في نظري يؤدي إلى الاستقرار في العمل وكذلك الراحة النفسية أضف إلى ذلك أن القطاع الحكومي تكون الترقيات فيه أسرع من القطاع الخاص ولا يوجد فيه أي تعقيدات,
الدوام فترتين لا يتناسب مع الزيادة
والتقينا بالمواطن بدر العنزي وفي رد حول موضوع السعودة قال: الدوام على فترتين لا يتناسب مع زيادة ساعات العمل لموظف يذهب إلى الدوام من الساعة السابعة والنصف صباحا ويعود للمنزل الساعة الثانية والنصف ظهرا ثم يعود للعمل في تمام الساعة الخامسة وحتى الساعة الثامنة مساءً وهذا يزيد من ارهاق الموظف جسمانيا حيث يقل انتاجه وكذلك الذهاب للعمل يوم الخميس وبذلك يعتبر الموظف يذهب إلى العمل طوال الأسبوع ما عدا يوم الجمعة,
أما العمل في القطاع الحكومي فإن هناك ساعات عمل رسمية لا تزيد أو تقل وكذلك لا يذهب الموظف للعمل في أيام الإجازات التي تعتبر متنفسا للموظف بعد ضغوط العمل اما موظف القطاع الخاص فإنه قد يضطر إلى أخذ أعماله إلى البيت لإنجازها ولا يوجد لديه فترة بين أيام العمل وأيام الإجازة، لذلك يفضل الشاب العمل في القطاع الحكومي ويتجنب القطاع الخاص,
وحول موضوع السعودة التقينا بالمواطن أحمد القحطاني حيث قال إن الشركات والمصانع والمؤسسات لا تزال لديها تلك النظرة حول جدية ونشاط الموظف السعودي حيث تعتقد أنه لا يزال يبحث عن الراحة وعن المكاتب المكيفة والعمل المكتبي كما في القطاع الحكومي, ولكن هذه النظرة يجب أن تتغير مع متغيرات العصر، حيث لم يعد هناك وظائف حكومية كافية لمخرجات نظم التعليم على مختلف مراحله لذلك فإنه لابد من وجود توجيه منذ البداية في المراحل الدراسية للتعريف بالأعمال غير المكتبية مثل المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وما قد يحصل عليه من فرص وظيفية وخاصة للفنيين وإحلالهم محل العمالة الوافدة في مختلف المجالات سواء في المصانع والشركات أو الفنادق والتعليم الأهلي، لذلك فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تأل جهدا تجاه هذه المشاريع ذات النفع العام لكل مواطن في هذا الوطن الغالي، لذلك لم تعد الوظائف سانحة كما كانت سابقا حيث تبدل حال المواطن السعودي من البحث عن الراحة في العمل إلى العمل والكدح للحصول على مبتغاه,
|
|
|
|
|