|
| المجتمـع
* تحقيق :سمر النصار
المنغولية أو متلازمة داون تصنف بعض الأطفال على أنهم أطفال متخلفون من واقع نسبة الذكاء لديهم وقد استخدمها تيرمان عام 1916 مسميات مثل المورون ,, والابله والمعتوه، هذه المسميات قد توقف استخدامها عالميا واستبدل بمسمى حالات التخلف البسيط والمتوسط والشديد، واستخدم وكسلر عام 1951م نفس مسميات تيرمان لكنه وضع بعض الاختلافات في وحدات نسب الذكاء التي تحدد كل فئة، أما فروسمان عام 1973-1983 فقد صنف التخلف العقلي بالرجوع إلى شدة الاعراض المصاحبة للحالة.
وقد تبنت الجمعية الأمريكية هذا التصنيف واعتبرت أن هذه الحالات هي التي ينخفض أداؤها الذهني العام عن المتوسط بانحرافين معياريين على الأقل، وبذلك ضيق حدود التخلف العقلي حيث أصبح واقعاً تحت 70 درجة على 50 مقياس وكسلر وتحت مقياس 68 درجة على مقياس بينيه وقد كان لالجزيرة حوار مع الدكتورة بتول الحلو استاذ مساعد قسم علم النفس الاكلينكي جامعة الملك سعود عن مرض المنغولية أو متلازمة داون Down Syndrom .
* ما اسبابها؟ كيفية التعامل معها؟ والاسس التي يصنف بها الاطفال على انهم متخلفون عقليا,, وكانت تلك الايضاحات,, ما الأسس التي يصنف بها بعض الأطفال على أنهم مختلفون عقلياً؟
يصنف بعض الأطفال على أنهم أطفال متخلفون عقلياً، من واقع نسبة الذكاء لديهم وقد استخدم تيرمان عام 1916م مسميات مثل المورون والابله والمعتوه، هذه المسميات قد توقف استخدامها عالمياً واستبدل بمسمى حالات التخلف البسيط والمتوسط والشديد، واستخدم وكسلر عام 1951م نفس مسميات تيرمان لكنه وضع بعض الاختلافات في وحدات نسب الذكاء التي تحدد كل فئة أما فروسمان في عام 1973 -1983م فقد صنف التخلف العقلي بالرجوع إلى شدة الأعراض المصاحبة للحالة، وقد تبنت الجمعية الامريكية هذا التصنيف واعتبرت أن هذه الحالات هي التي ينخفض أداؤها الذهني العام عن المتوسط بانحرافين معياريين على الأقل وبذلك فقد ضيق حدود التخلف العقلي حيث أصبح واقعاً تحت 70 درجة على مقياس وكسلر وتحت مقياس 68 درجة على مقياس بينيه .
الطرق الأخرى
* هل هناك طرق أخرى نستطيع أن نصنف بها المتخلفين عقلياً؟
نعم هناك تصنيفات أخرى منها التصنيف حسب الاسباب حيث أننا لابد أن نضع في الاعتبار بعض الجوانب الطبية البيولوجية التي تؤدي إلى التخلف العقلي، منها التسمم، والعدوى بالزهري، أو الحصبة الألمانية، والجروح لحظة الولادة، وتليف الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي، استقساء الدماغ، صغر الدماغ، النيوبلاز داخل الدماغ، عيوب التمثيل الغذائي، عيوب الكرومزوماد بالإضافة إلى أن هناك التصنيف بوصف اللزمات، وهذا هو التصنيف الذي يهمنا في هذه الحالة حيث تتناول متلازمة داون الذي يكون السبب الرئيسي فيها هو عيوب الكرومزوماد.
متلازمة داون أو المنغولية
* ماذا نعني بمتلازمة داون أو المنغولية ؟
سميت متلازمة أو زمنة داون نسبة لمكتشفها لانجدون دون (Langdon Down) وتعتبر متلازمة داون أحد أنواع التخلف العقلي الذي نجد كثيرا من الناس يعرفون هذا النوع حيث تمثل نسبته في المجتمعات حوالي 10% من حالات التخلف العقلي، ويمكن التعرف عليه خلال مرحلة الحمل، ومعدل حدوثه 1/600 من المواليد الأحياء ويكثر حدوثه نتيجة لحمل المرأة وهي في سن ال35- فما فوق وتحدث اصابة الجنين بالمنغولية وهو في داخل الرحم، وتلعب الوراثة متمثلة في دور الجينات في مرحلة الاخصاب دوراً مهماً في متلازمة داون المنغولية .
دور الجنيات
* كيف يكون للجينات دور في الاصابة بالتخلف العقلي عموماً ؟
أولاً يجب أن نوضح أن لكل شخص سليم 46 كروموزوما امشاج أو خيوط مرتبة في 23 زوجا نصفها يأتي من الأب والآخر يأتي من الأم ولكل كروموزوم نظير له ليمثلان معاً زوجاً يختص بمعلومات منفردة أما الزوج ال23 فهو خاص بتحديد جنس الجنين ذكراً كان أم أنثى حيث يكون عند الأنثى (س,س) وعند الذكر (س,ص).
ويعرف بالكريوتاب (Karyotype) فعندما يكون المولود بنتاً فإنها تأخذ (س) من الأم و(س) من الأب وتصبح (س س) وعندما يكون المولود ذكراً فإنه يأخذ من الأم (س) ومن الأب (ص) حيث يصبح (س ص) معني هذا أن الرجل هو المسؤول عن نوع الجنين ذكراً كان أم أنثى حيث يعطي (س) إذ شاء الله أن تكون أنثى ويعطي (ص) إن شاء الله أن يكون ذكراً وكل شيء بإذن الله تعالى (إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ).
ولكل زوج من هذه الكروموزمات رقم معين يعرف به، فعند تعرض الأم الحامل لعوامل مثل الاشعاع أو الاصابة ببعض الفيروسات أو بعض المواد الكيميائية أو سوء تعاطي العقاقير بمعنى زيادة شربها أو تعاطيها بنسبة عالية عن الحد المسموح به مثل القهوة، الشاي، الكولا، الكاكاو، التباكو،) أو المخدرات أو الكحول، قد تحدث طفرة وراثية في الكروموزمات هذه الطفرة قد تسبب في حالة من حالات التخلف العقلي، وأحياناً قد يحدث شذوذ في الكروموزمات من 1 إلى 22 أو في ال23 المسؤول عن جنس الجنين .
* كيف يكون للجينات دور في الاصابة بمتلازمة داون (المنغولية) ؟
دور الجينات في الاصابة بمتلازمة داون المنغولية في حالة المنغولية يحدث انقسام ثلاثي للكرموزوم 21 يعرف بالانقسام الثلاثي فبدلاً من أن يحدث الانقسام الاختزالي فإن الخلية الجنسية (البويضة أو الحيوان المنوي) الكروموزمات تحتفظ بكرموزومين بدلاً من كروموزوم واحد حيث يكون الطفل الجنين المنغولي حاملاً لثلاثة كرموزومات بدلاً من اثنين فالزيادة في هذه الكرموزومات تحدث نتيجة لعدم انفصال زوج الكروموزوم قبل حدوث الحمل في بعض الأحيان يحدث عدم انقسام للخلية الجنسية (الانقسام الاختزالي) الذي تنقسم فيه الكرموزومات إلى النصف، حيث لا تتساوي الكرموزومات في التوزيع بين الخليتين الجديدتين الناتجتين عن الانقسام نتيجة لعدم هذا الانقسام فإن احدى الخلايا تحصل على كرموزوم زائد بينما تفتقر الاخري له من جراء ذلك تصبح خلية واحدة حاملة ل24 كرموزوما وأخرى ل23 كروموزوما فإذا خصبت هذه الخلية المكونة من 24 كروموزوما خلية جنسية (طبيعية) أخرى مكونة من 23 كروموزما تنتج عن ذلك جنيناً حاملاً ل47 كروموزوما بدلاً من 46 وهذا هو السبب الأساسي للاصابة بمتلازمة داون، هذه الحالة تحدث بكثرة في الحمل عند عمر متقدم بين 35 فما فوق لذلك فإن علماء النفس والاطباء ينصحون بمراعاة العمر عند التفكير في الانجاب .
صفات المنغولي
* ما الصفات الجسمية التي تميز المنغولي ؟
يمكن أن نميز المنغولي من ملامح وجهه، حيث يكون الوجه مسطحا والأنف صغيرا وقنطراته منخفضة، وتميل مؤخرة الجمجمة إلى التسطح، والشعر يكون ناعماً ولونه مرتبطاً بلون شعر الوالدين، وبالنسبة للرقبة فهي تكون عريضة وقصيرة مع ارتخاء الجلد إلى جانبي الرقبة وفي مؤخرتها، ويكون جلد المنغولي جافاً وخشناً بالإضافة إلى وجود مشاكل الجلد ونلاحظ أيضاً تشوهات في الأسنان، ويبدو ظاهرا التباعد في العينين مع وجود طيات جلدية في الركن الداخلي لهما، وعند الكشف على العينين نجد بقعا ملونة في العينين، وعيوب الانكسار (كطول النظر وقصر النظر) والحول يكثر بين المنغوليين وبالنسبة للأطراف نجد أن اليدين والقدمين صغيرتان والأصابع صغيرة حيث يكون الأصبع الصغير (الخنصر) صغيراً ومنحنياً نحو الداخل بدلاً من استقامته ولكن مع تقدم العمر يمكن أن يتحسن الوضع .
أسباب الوفاة
* ما اسباب حالات الوفاة بين المنغوليين ؟
معظم الدراسات التي تبنت الكشف عن حالات الوفاة بين المنغوليين وضحت أن السبب يكون نتيجة لمشكلات الجهاز التنفسي، وذلك إما لعيوب في جهاز الرئة أو العدوى أو يكون السبب عيبا في القلب أو صغر الجمجمة ومن ثم صغر حجم المخ أو نتيجة لانخفاض مستوى امتصاص فيتامين (أ) الذي يمكن تفاديه بتناول الوجبات الغنية بالخضروات الليفية (الخضراء) والصفراء والفواكه، أما نقص مخزون فيتامين (ب) الذي يتسبب أيضاً في موت المنغولي يمكن زيادته لتناول الحبوب والبقوليات، ومن الأمراض الشائعة لدى المنغوليين سرطان الدم .
* هل هناك فروق في النمو بين الأطفال المنغوليين والعاديين ؟
هناك فروق بين الأطفال العاديين والأطفال المنغوليين وهذه الفروق تبدأ في الظهور والازدياد مع تقدم العمر حتى سن الرابعة أو الخامسة وذلك بالنسبة للادراك السمعي واللمسي والاستدلال التجريدي وكذلك في القدرات التصورية، ويمكن أن أضيف أن الأطفال المنغوليين يتميزون ببثهم للسرور والمرح والدفء .
|
|
|
|
|
