| مقـالات
أظهرت لنا وزارة المعارف هذا العام في كشف درجات الثانوية العامة حقلاً جديداً أطلقت عليه الدرجة الموزونة؟! وقد يتساءل الكثير عند تفحصه لكشف الدرجات عن الهدف من ذلك وعن الكيفية التي حسبت على أساسه هذه الدرجات الموزونة؟ ولماذا تم حساب درجة موزونة لبعض المواد على أساس ضرب الدرجة المتحصل عليها في عدد حصص المادة الأسبوعي كمعيار أوحد لحساب الدرجة الموزونة؟ والمواد الاقل نصاب في الاسبوع تبقى الدرجة المتحصل عليها من مائة بدون وزن,بالطبع الوزارة لها الحق في وضع ماتراه يخدم مصلحة البلد ومصلحة الطالب على وجه الخصوص، ولكن لابد من توضيح الأمور ولابد من شرحها وتبسيطها للطالب وإعلامه مبكراً بالهدف من هذا الإجراء عن طريق قنوات الاتصال الميسرة الاكثر فائدة وتأثيراً والتي تمكن الطالب وذويه من تفهم هذا الإجراء الجديد الذي يمس مستقبل الطالب.
إن كثيراً من الدول المتقدمة تحرص على اكتشاف المبدعين وصقل مواهبهم العلمية ورعايتهم وتهيئة الظروف المحفزة له للعطاء وتذليل كل مامن شأنه أن يعيق مسيرة هذا المتفوق والمملكة ولله الحمد من بين هذه الدول وتمثل ذلك إنشاء جمعية الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين ومن المفيد مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والعمل على صقلها وتطويرها وتشجيعها وكذلك يجب على المؤسسات البحثية والعلمية في بلادنا المشاركة في ذلك والبحث عن المبدعين وتنظيم برامج لهم لتمكينهم من العمل في هذه الجهات وبلادنا ولله الحمد تزخر بالمبدعين والعقول القادرة على الابداع وهم بحاجة الى الدعم والتشجيع, أنني اعرف الكثير من المتفوقين دراسياً في هذا البلد من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية وقد اصيبوا بخيبة أمل واحباط نفسي بسبب انخفاض النسبة المتحصل عليها في ثالث ثانوي، فهل يعقل أن صاحب النسبة 98%، 97% في الفصل الأول من المتفوقين تنخفض نسبته إلى 88%، 87% وربما أقل في نهاية الفصل الثاني، والسبب في ذلك صعوبة أسئلة بعض المواد وتأثير حساب الدرجة الموزونة! على النسبة العامة ! ولماذا لم يطبق الوزن على الفصل الأول الذي وضع الطالب في وهم المعدل المرتفع غير الموزون! ولماذا تكون الاختبارات النهائية الشبح المخيف لطلابنا وطالباتنا من خلال وضع أسئلة تعجيزية؟!, ولعل المتابع يلاحظ أن الجامعات والكليات تطلب نسبا مرتفعة جداً كمقياس رئيسي للقبول!! ، وخصوصاً تلك الكليات التي لا يزال البلد يحتاج لمخرجاتها لتغطية النقص الحاد والذي لا يمكن تغطيته على مدى عشرات من السنين القادمة!! كالطب، والحاسب الآلي، والعلوم الصحية، وغير ذلك من التخصصات العلمية, ولعله من المناسب هنا الاشارة إلى أن البلد يحتاج في هذه المرحلة من تاريخه التنموي إلى اعطاء المواد العلمية والرياضيات واللغة الانجليزية وزنا أكبر من الاهتمام وأن يكون إعطاء الوزن لمواد الدين واللغة العربية في المراحل المبكرة للمرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة، ففي هذه المراحل يجب أن تهتم بغرس مبادئ وتعاليم ديننا الاسلامي وتهتم بلغتنا العربية, أما المرحلة الثانوية فهي تهيئة للطالب للمرحلة الجامعية والحياة العلمية, وربما من المناسب أن يعمم هذا الوزن طيلة سنوات المرحلة الثانوية ولا يخص به نهاية المرحلة.
اعتقد أنه ينبغي على وزارة المعارف اعطاء توضيح واضح ومبكر من السنة الدراسية أي منذ بداية العام الدراسي ليشمل الوزن الفصلين ويكون الطالب على بينة من أمره، وعن كيفية حساب درجات ونسب الثانوية العامة وفق اللائحة الجديدة، وتوضيح الهدف والمعيار الذي وضع لحساب الدرجات الموزونة واللائحة الخاصة بذلك وتوضيح الميزة أو المزايا التي يحصل عليها الطالب من هذا التنظيم والوزن الجديد إن وجدت ؟, وربما يظهر من خلال هذا التوضيح أن الوزارة على حق انطلاقاً من حرصها على مصلحة ابنائها الطلاب ونحن لانشك أبداً في ذلك, إلا اننا نأمل أن تكون لوائح، وتعليمات وزارة المعارف التي تظهر علينا بين الوقت والآخر يصاحبها تهيئة وتوعية كافية من خلال كافة الوسائل المتاحة، وكذلك اعطاء العاملين ذوي الخبرة الطويلة في الحقل التربوي في الميدان الفرصة الكافية للمشاركة في صنع اللوائح والقرارات لانهم هم المطبقون لها في نهاية المطاف ولاشك أن التطوير في نظام التعليم أو غيره من الانظمة الأخرى ظاهرة طبيعية ولكن لابد من الاخذ بعين الاعتبار آثار ذلك على افراد المجتمع على شكل تنبؤات أو الأخذ بمبدإ القياس التقريبي، ولهذا فان هذا التطوير يتطلب تهيئة كافية قبل الشروع في التطبيق وبعد ذلك يتم رصد الايجابيات والسلبيات والعمل إلى تعزيز ما هو ايجابي وتلافي ما هو سلبي، ولعل المشكلة التي تواجه الكثير من التنظيمات الجديدة هو كيفية التطبيق الفعلي وهذا ناتج من سرعة الزج بهذه التنظيمات الجديدة الى الميدان دون التريث واخضاعها للتجربة وتهيئة القائمين على التطبيق وتدريبهم وتنويرهم بسبل وآليات التطبيق الفعلية وهذا ما يساعد على نجاح أي نظام جديد, وأن يكون شعار الوزارة العمل بروح الفريق الواحد من اجل مستقبل تربوي واعد يحقق طموحات واحتياجات الوطن ويعمل على تأجيل المبادئ والتعاليم الاسلامية والقيم الاجتماعية المستمدة من كتاب الله وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ولله الحمد ما يحرص على تطبيقه ونشره المسؤولون في وزارة المعارف وفي هذا البلد الطيب, ولابد أيضاً من منح المزيد من الوقت قبل البداية الفعلية لتطبيق اللوائح والقرارات الجديدة حتى يتم تدارك بعض السلبيات وتعم الفائدة ويكون الجميع على بينة, وأرجو أن تكون الجامعات والكليات قد أعادت وزن نسب القبول فيها بما يرجح كفة ميزان الدرجات المائل لئلا يظلم طلابنا مرتين، وبالتالي تسهم في رفع معنوية الطالب المتضرر من هذا الوزن المائل,وبالله التوفيق،،،
* مدير إدارة الدراسات بمجلس الشورى . alshammarih@ ayna.com.
|
|
|
|
|