أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

الطبية

اليرقان عند المواليد حديثي الولادة
يمكن القول ان يرقان المواليد هو ظاهرة طبيعية تتكرر بكثرة واستمرار ويراجع عيادات الاطباء الكثير من الامهات للأستفسار عن هذه الظاهرة التي تظهر في أكثر من 50% من المواليد الجدد خلال الاسبوع الاول بين اليوم الثالث واليوم الخامس من الولادة ثم تختفي تدريجياً دون أن يصحبها أعراض أخرى مثل الحرارة والتقيؤ وما إلى ذلك وهذه الظاهرة لا تحتاج إلى علاج كالتعرض للشمس أو إعطاء محاليل سكرية إضافية.
ويرقان المواليد أو الصفرة تنتج من ارتفاع مركب البليروبين او مايسمى في بعض قواميس اللغة (الياقوتين) فالطبيعي يمتد الى 17 وحدة في اللتر وتبدو الصفرة على العينين إذا تجاوزت نسبته في الدم 85 وحدة.
بل إن جسم الرضيع يتلون تدريجياً من الرأس إلى أخمص القدمين كلما ارتفعت نسبة الياقوتين والتي قد تصل في المواليد الاصحاء الى 220 وحدة وتظهر كلما ارتفعت نسبة الياقوتين من تحلل مخلفات كريات الدم الحمراء داخل أنسجة النخاع الدموي وخصوصاً لدى المولود حديثاً والذي يتخلص من كمية أكبر من كريات الدم الحمراء بسبب قصر دورة حياتها في هذا السن ولعدم حاجة جسم الرضيع لهذا العدد الكبير من الكريات بعد خروجه من رحم أمه وحصوله على الأوكسجين مباشرة ويظهر الياقوتين في حالة مركب طليق لا يذوب بسهولة وتقوم الكبد بامتصاصه من الدم ومن ثم تحويله الى مركب مقترن يسهل إخراجه والتخلص منه عن طريق المجاري البوليه والقناة المرارية.
وتأتي خطورة الياقوتين الطليق أنه إذا تجاوز النسبة المعروفة قد يصل إلى نسبة عالية فيصل إلى خلايا المخ ويسبب ترسبات خطيرة تؤثر على السمع والنمو العقلي مما قد يؤدي إلى إعاقة دماغية دائمة ولذلك يتم مراقبة نسبة الياقوتين ومعرفة مستواه في الدم للتأكد أنه لايزال في النسبة الطبيعية ولم يتجاوز ذلك.
ويحدث ارتفاع نسبة الياقوتين الطليق عندما تتكسر كريات الدم الحمراء بدرجة عالية وبصورة مفاجئة كما أن تواجد الياقوتين المقترن في الدم يعتبر ظاهرة مرضية تدل على خلل في الكبد هذا النوع لايصل إلى المخ وليس له آثار سامة على خلايا الدماغ.
والعلاج المستخدم لإرتفاع الياقوتين الطليق هو إستخدام موجات معينة توجه على جسم المولود عن طريق الضوء ويسمى العلاج الضوئي يتم خلالها مراقبة نسبة الصفراء (أو الياقوتين) إلى أن تنخفض إلى مستوى آمن خلال أيام وقد ظهرت أجهزة حديثة توضع كقطعة لحاف على ظهر أو بطن المريض وتحت ملابسه مرتبطة بجهاز ترانستور بحجم الراديو وبذلك يمكن نقله وحمله بسهولة ويسر وهو يعمل في نفس الوقت محل الأشعة الضوئية,ومن أنواع اليرقان عند الرضع مايسمى يرقان الإرضاع والذي يظهر عند الذين يرضعون حليب أمهاتهم ويظهر بين الاسبوع الثاني والاسبوع السادس ويتناقص بعد ذلك بسرعة ويمكن تشخيص هذا النوع بمنع حليب الام لمدة 2448 ساعة وتعويضه بصورة مؤقته فينخفض بسرعة على ان هذا لايعني بأي حال من الاحوال ان حليب الام ضار أو أن الحليب الصناعي أفضل منه، إن حليب الام غذاء كامل للاطفال الرضع كما ثبت عملياً ولا تصل الاغذية الصناعية الى مستواه وفائدته.
وقد ظهرت دراسات حديثة تقول أن مادة الياقوتين لم تنتج عبثاً فلابد لها من فائدة في مستواها الطبيعي التي أوجدها الله سبحانه وتعالى ويعتقد الباحثون انها تحمي الجسم من التفاعلات السامة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية التي تحصل خلال المتغيرات الكبرى وإنتقال الإنسان من مرحلة جنين إلى مولود إلا ان هذه البحوث لم تكتمل بعد، وهناك كما يعرف القراء أسراراً كثيرة في جسم الإنسان لا تقل إعجازاً ولا زلنا نجهل الكثير منها, والله أعلم,,.
د, عبدالله الزبن
إستشاري طب الاطفال وأمراض الجهاز الهضمي

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved