أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

الطبية

لابد من اتخاذ الحيطة بعد العلاج
أكثر من 10% من مرضى البلهارسيا مصابون بفيروس الكبد الوبائي ب
تعيش ديدان داخل الكبد مدة تصل الى عشر سنوات .
مرض البلهارسيا )Hepatic Schistosomiasis( منتشر في كثير من دول العالم وخاصة أفريقيا والشرق الاوسط وأمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي واليابان والصين وجنوب شرق آسيا وهذا المرض منتشر في البلدان العربية وفي المملكة العربية السعودية ينتشر هذا المرض في المناطق الجنوبية وفي منطقة الحوطة والخرج ووادي الدواسر وغيرها.
سبب مرض البلهارسيا
يسبب هذا المرض ديدان البلهارسيا (ذكر وأنثى) والتي يبلغ طولها من 21 سنتيمتر وتعيش هذه الديدان داخل الاوردة الدموية في الجهاز الهضمي, هذه الديدان تقوم بوضع البيض الذي في بعض الاوقات يزيد عدده عن 1000 بيضة في اليوم داخل هذه الاوردة وتعيش هذه الديدان لفترات متفاوتة داخل جسم الانسان ربما تصل إلى عشر سنوات وهي عمر هذه الدودة, كثير من هذه البيضات تدخل الكبد عبر الوريد البابي حتى تصل وتستقر في فروعه الصغيرة مما يؤدي الى حدوث التهاب مزمن حولها البيضات والتي تنتهي بحدوث تليف حول هذه الاوردة الصغيرة وإذا لم يعالج التليف فقد يؤدي إلى ظهور مضاعفات هذا المرض بارتفاع الضغط داخل الوريد البابي وذلك بسبب صعوبة مرور الدم عن طريق الأوعية الدموية المتصلبة وحدوث تضخم في الكبد والطحال وظهور الدوالي والمضاعفات الأخرى.
حياة ديدان البلهارسيا:
بعد دخول البلهارسيا (طور السركاريا) عبر جلد الإنسان والذي يستغرق أقل من دقيقة بعد تعرض الشخص للماء الملوث، تنتقل هذه الدودة عبر القنوات اللمفاوية وتدخل إلى مجرى الدم بعد ذلك تنتقل عبر الرئتين وبعد ذلك الى الكبد خلال هذه الرحلة الكثير من الديدان يتم قتلها عن طريق جهاز المناعة في الجسم ولكن البعض يعيش ويصل الى فروع الوريد البابي، وبعد شهر من الإصابة تقريباً تبدأ هذه الديدان بوضع البيض ومن الممكن أن تتأثر الامعاء بهذه الإصابة وحيث إن الشخص المصاب يقوم بطرد بعض هذه البيضات عن طريق البراز وبالتي تتلوث المياه المحيطة بالإنسان بالبيضات التي تفقس تحت ظروف مناخية ملائمة من حرارة ورطوبة وضوء بعد ذلك تخرج من هذه البيضة لتعيش في قوقعة مناسبة كطور وسيط، بعد يومين أو ثلاثة (طور السركريا) الذي يغادر القوقعة ويصبح باستطاعته إصابة الإنسان عبر اختراقه للجلد أو عن طريق شرب ماء ملوث خلال فترة 24 ساعة من خروجه من القوقعة وهكذا تستمر دورة هذا المرض من شخص لآخر، القوقعة الواحدة باستطاعتها إخراج أكثر من 1000 مذنب سركريا في اليوم الواحد.
لماذا البعض من مرضى البلهارسيا مصابون بفيروسات الكبد الوبائية؟
نسبة عالية من مرضى البلهارسيا لديهم الإصابة بفيروس الكبد الوبائي (ب) وأيضاً (ج) وفي بعض الدول العربية قد تصل نسبة الإصابة بفيروس (ب) إلى أكثر من 10% وفيروس (ج) إلى أكثر من 50% لدى مرضى البلهارسيا وهذه الأرقام مخيفة جداً.
الإصابة بهذه الفيروسات بنسب عالية ربما تكون للأسباب التالية:
1 إن علاج مرض البلهارسيا سابقاً باستخدام أدوية الأنتاموني والترتار والتي عادة تعطى عن طريق الحقن العضلية أو الوريد ولفترات طوية باستخدام حقن غير معقمة يعتقد بأنه نقل العدوى إليهم بهذه الفيروسات.
2 لأن الإصابة بمرض البلهارسيا تضعف المناعة والقدرة على التخلص من الفيروسات الوبائية.
3 لأن مرض البلهارسيا موجود في بعض الدول التي بها نسب عالية نسبياً من الإصابة بفيروسات الكبد.
4 لحاجة هؤلاء الاشخاص إلى الدم الذي عادة ينقل إليهم بعد حدوث النزيف وبالتالي تعريضهم لانتقال هذه الفيروسات.
كل هذه الاسباب وغيرها جعلت هؤلاء الاشخاص عرضة أكبر بكثير من الشخص العادي للإصابة بفيروسات الكبد الوبائية وخاصة (ب،ج) .
التشخيص:
تأكيد التشخيص لهذا المرض يكون بعدة طرق وهي:
1 تحليل الدم لمضادات البلهارسيا وإن كانت موجودة وبمعدل مرتفع فإن ذلك يدل على الإصابة السابقة بالمرض إلا أن هذه المضادات تستمر في الدم حتى بعد العلاج وإن انخفض معدلها نتيجة علاج هذا المرض.
2 عينة من المستقيم وفحصها تحت الميكروسكوب، هذا الفحص يثبت إصابة الشخص بالبلهارسيا إن وجدت بيضات هذه الدودة ومن الممكن تحديد ما إذا كانت هذه البيضات حية أم ميتة (بعد مثلاً علاج سابق) وبالتالي إعطاء العلاج اللازم ومن الممكن استخدامها لمتابعة نتيجة العلاج.
3 فحص البراز للكشف عن وجود بيض هذا المرض.
4 عينة الكبد والتي إن وجد فيها بيضات لهذا المرض فهذا يؤكد التشخيص ويكشف عن حالة الكبد ويدل على مرحلة تليف الاوردة البابية وعما إذا كان هناك التهاب كبدي مزمن أو إصابة إضافية بإحدى فيروسات الكبد المعروفة.
مضاعفات مرض البلهارسيا الكبدي:
هناك بعض المضاعفات الاخرى والتي من الممكن أن تحدث لدى هؤلاء الاشخاص وهي ارتفاع ضغط الدم الرئوي وذلك بسبب انتقال بيض البلهارسيا عن طريق فروع الوريد البابي إلى الرئتين مما يؤدي الى تيبس الأوعية الدموية الرئوية وعلى المدى الطويل إلى فشل في الرئتين والقلب وذلك لصعوبة مرور الدم عبر هذه الاوعية والمضاعفات الاخرى المنتشرة في الدول النامية الإصابة المزمنة بالتهاب السلمونيلا )Salmonella( وهي بكتيريا تصيب الإنسان وتؤدي الى ارتفاع الحرارة واعراض كثيرة متفاوتة والتي ربما تستمر لعدة أشهر وتؤثر على كثير من الاعضاء وخاصة الجهاز الهضمي وعلاج السلمونيلا يكون بعلاج البلهارسيا والبكتيريا معاً للتخلص منهما سوياً, ارتفاع إنزيمات الكبد لدى مرضى البلهارسيا تكون طفيفة أما في حالة وجود إصابة فيروسية وبائية بالإضافة إلى الاصابة بالبلهارسيا فهنا يكون مستوى إنزيمات الكبد مرتفعا بدرجة أكبر.
علاج البلهارسيا:
في السابق كان العلاج المتوفر لمرض البلهارسيا عبارة عن حقن تؤخذ في العضل أو الوريد لفترة طويلة مثل مركبات الترتار ومركبات الانتاموني وغيرها إلا أنه في العقدين الماضيين تم استخدام البرازيكونتينل )Praziquentil( بمعدل 20 مجم لكل كيلو جرام من وزن المريض وإعطاؤها على ثلاث مرات في يوم واحد, لذا ربما تكون هناك حاجة إلى إعادة هذا العلاج بعد فترة قصيرة من الزمن عند بعض المرضى ولكن الأغلبية العظمى تم شفاؤهم تماماً بعد أخذ هذا الدواء حيث أن فاعليته تقارب 90% بعد أخذ هذه الجرعات الثلاث.
لابد من اتخاذ الحيطة بعد العلاج وذلك بعدم التعرض للإصابة مرة أخرى، والمرضى الذين يصابون عدة مرات هم المرضى الذين يكون لديهم مرض البلهارسيا ومضاعفاته واضحة ومؤثرة لذا من الاهمية بمكان اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الإصابة مرة أخرى بعد العلاج.
المرضى الذين لديهم ارتفاع ضغط الدم الوريدي ربما يصابون بنزيف الدوالي فيتم علاج الدوالي بالطرق المعروفة، وبعض هؤلاء المرضى يكون النزيف لديهم متكرراً ونسبة بسيطة منهم ربما يستفيدون من إجراء جراحي وخاصة لمن لم يُجد معه العلاج عن طريق المناظير ووظائف الكبد لديه (تخثر الدم ومستوى الألبومين والصفراء) في معدلها الطبيعي.
يتم نصح بعض المرضى باستئصال الطحال وذلك بسبب التضخم في هذا العضو والشعور بالثقل في الجهة اليسرى من البطن وعندما تكون الاعراض بسيطة يستحسن عدم استئصال الطحال وإعطاء العلاج اللازم للبلهارسيا لأن ذلك كفيل بمشيئة الله بضمور الطحال لكثير من الحلات وخاصة التي لم تكن الإصابة بهم منذ فترة طويلة وبالتالي تحسن الاعراض.
أما بالنسبة لبعض مرضى البلهارسيا الذي لديهم التهاب كبدي وبائي (ج أو ب) ويعانون من فشل كبدي فإنه يجب عليهم التفكير في زراعة الكبد إن كان ذلك ممكناً .
مكافحة الإصابة بالبلهارسيا:
هذا المرض يكثر في المناطق الزراعية التي يتوفر فيها شروط تجعل الإصابة بهذا المرض تستمر وهذه الشروط هي:
1 ضعف الوعي الصحي.
2 وجود المياه والقواقع والمناخ المناسب.
3 التبرز في المياه وضعف إمكانات الصرف الصحي, 4 التعرض للمياه الملوثة, 5 وغيرها.
لمكافحة هذا المرض يجب النظر ومعالجة جميع الشروط وغيرها بالإضافة إلى دراسة العادات الاجتماعية في المجتمعات التي تكثر بها الإصابة بالبلهارسيا وعمل الاستراتيجيات المناسبة لكل منطقة, أيضاً علاج الحالات المصابة بشكل جماعي أو شكل فردي حسب الحاجة لمنع استمرار هذا المرض وانتقاله إلى أشخاص آخرين.
د, إبراهيم الطريف
استشاري أمراض الكبد

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved