أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

التقدير مازال في حجم القدور
سنم الحاشي وهذه العادات التي تجر الهم
مع عطلة الصيف تنطلق مواكب الزواج, تتزين كثير من البيوت بمصابيح الفرح,, تتزاحم ايام نهاية الأسبوع بالولائم,, تنهمر بطاقات الزفاف كالمطر تتدفق كالسيل الجارف,, وتتفاجأ عندما تقرأ بطاقة لا تعرف صاحبها، ولا تربطك بأهل العريس او العروس صلة قربى او معرفة جيدة او صداقة حميمة,, ولا أجد مبررا لهذا الكم الهائل من الرسائل واقصد البطاقات، لذلك من الصعب تلبية نصف ما يصلك، ويسعى البعض الى دعوة أكبر عدد من الناس ليشاركوه افراحه متباهيا بكثرتهم, والزواج أمر مشروع رغبه الإسلام وشجع الشباب عليه وأباح الفرح والتعبير عنه، ولكن الغريب ان بعض الناس يبالغون في فرحهم ليصل الى حد البذخ والتبذير والإسراف، وهذا ما نهى عنه ديننا الحنيف، إلا ان الكثيرين لازالوا يغفلون ضرر وحرمة هذه التصرفات، والأشد غرابة هو ان البعض يدخل في تنافس مع الآخرين ويقارن شكليات هذا الحفل بذلك، وفلان قدم كذا وفلان احضر كذا تماما كحديث النساء بعد العودة من حضور حفل زواج!! فتصوروا ان بعض الرجال عندما يحضر لحفل زواج يقوم بإحصاء وحصر كل ما يراه,, كأواني الطعام، الصحون او كما نسميها الصياني او الصواني وعدد الإبل (سنم الحشو) وللسنام حكايات ومواقف ومعان كبيرة، فهو لا يقدم إلا لكبار الشخصيات واصحاب الجاه والضيوف، وهي عادة تبعث على التفرقة وتمييز شخص عن آخر,, فالتقدير لا زال لدينا في حجم القدور وبما تحتويه من شحوم ولحوم, لذلك قام احد المعازيب وهو اب العريس بتقطيع ظهور الجمال سنم الحواشي وتوزيعها على جميع الصحون والصواني ليأكل الناس سواسية دون تميز احد عن احد, انه لأمر مضحك ومحزن في نفس الوقت.
والسؤال الآن هل نحن ملزمون بالتمسك بكل عادة بمحاسنها وسيئها وبكل تقليد بإيجابياته وسلبياته، فهناك أمور مخالفة للشرع ولا يقبلها منطق او عقل ولا تتواكب مع ظروف العصر فإلى متى نرفض التخلي عن كثير من الأمور رغم قناعتنا بعدم جدواها، ومتى نملك الشجاعة لنجعل من الزواج فرحا حقيقيا لا هما ونكدا وأرقا؟ وهناك أسر نهجت أسلوبا مغايرا فاختصرت حفل الزفاف على أهل العروس والعريس والأقارب وبعض الاصدقاء واستراحت من التكاليف الباهظة والمرهقة فلاقت طريقتهم استحسان ورضا الجميع.
عبدالكريم أحمد الوديعة
قارا الجوف

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved