أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

وأحسنت الوزارة صنعاً
دعوة لحماية طلابنا من مستنقع المخدرات
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
فإن من الأمور المبهجة الاهتمام الملحوظ من المسؤولين عن الانشطة بوزارة المعارف بنشاط التوعية الاسلامية، حيث حرصت الوزارة مشكورة على تفعيل هذا النشاط وتطوير آلياته فآتى ذلك ثماره يانعة ملموسة، وفي الايام القليلة الماضية احتفلت ادارات التعليم بمختلف المناطق باختتام هذا النشاط الحيوي الهام، وقد يسر الله تعالى لي حضور الحفل الختامي لهذا النشاط في محافظة الزلفي فسررت كغيري بما شاهدته من ابداعات ومشاركات تبين مقدار الاستفادة من هذا النشاط، ولعل اكثر البرامج حضورا وتفاعلا هو ذلك المشهد المؤثر والذي يحمل عنوان (مأساة) والذي ابدع في تقديمه طلبة ثانوية الامام محمد بن سعود بعلقة حيث تناولوا فيه قضية من اهم القضايا المتعلقة بواقع الشباب الا وهي قضية العصر (المنبهات والمخدرات) وتطرقوا في ذلك المشهد لأسباب الوقوع فيها والحبائل التي ينصبها الاشرار لإيقاع امل الامة ومستقبلها في براثن المخدرات والمسكرات, وقد صاحب هذا المشهد التمثيلي عرض تلفزيوني لبعض الصور الحقيقية لضحايا المخدرات.
وفي الحقيقة ان عرض مثل هذه الحقائق والصور الواقعية التي تحكي وتوضح عالم المدمنين المظلم لتحرك في نفس المشاهد كوامن اللوعة والأسى وتكسبه حصانة وعبرة وتدفعه لأخذ كامل الحذر والحيطة من هذه السموم ومروجيها.
عزيزتي الجزيرة: ان مشكلة المخدرات من اخطر المشاكل التي تعاني منها الشعوب والمجتمعات حيث انها تشكل حربا ضروسا ضد كل القيم والاخلاق وتلغي شخصية متعاطيها وتحطم كبرياءه وتقضي على قوة بدنه ونشاطه وتجعله صديقا للكسل والخمول، وتنقله من عالم الأصحاء الى المرضى ومن عالم العقل والإدراك الى عالم الطيش والجنون ومن عالم الانسانية والرحمة الى الحيوانية والوحشية لذا فعلينا جميعا ان نبذل كل ما نستطيع لحماية شباب امتنا ومستقبل بلدنا من هذا الداء الخبيث ومن هذه السموم القاتلة علينا ان نحصنهم ضد هذا المرض العضال، وفي نظري القاصر ان لوزارة المعارف ومناهج التعليم دورا بارزا في تحصين الناشئة ضد هذه السموم القاتلة من خلال الارشاد الوقائي وتكثيف الدروس المتعلقة بهذه القضية وتوعية التلاميذ توعية كاملة حول هذا الداء الخطير، كما ان للمعارض الارشادية وعرض الصور الحقيقية دورا في ايقاظ ضمائر التلاميذ وإعطائهم الصورة الحقيقية لعالم المدمنين, ولعلي في ختام هذه, لمقالة المتواضعة اجمل بعض الرؤى والأفكار المقترحة في النقاط التالية:
قد يستغل اهل الشر والفساد ورفاق السوء اوقات المراجعة والامتحانات لإيقاع الطلاب في براثن المنشطات، وذلك ان الطالب بحاجة للمزيد من الوقت حتى يتمكن من اتمام مراجعة جميع المواد لذا يجد هؤلاء الاشرار الفرصة سانحة لترويج الحبوب المنشطة بين الطلبة ثم بعد ان يزول تأثير المادة المنشطة يكون المتعاطي بين خيارين احلاهما مر فإما ان يكرر التعاطي مرة اخرى او يصاب بالتوتر والقلق والاكتئاب، لذا فيجب توعية التلاميذ في هذه الفترة وتحذيرهم من تعاطي او تناول اي مواد او حبوب منشطة وتبصيرهم بأضرارها وعدم استفادة المتعاطي منها.
احسنت وزارة المعارف صنعا عندما اهتمت بمادة الفقه للصف الاول الثانوي وبذلت جهدا علميا كبيرا لإعداده واختيار موضوعاته، حيث اشتمل على الكثير من الموضوعات المعاصرة والمتعلقة بواقع الشباب ولعل من اهمها موضوع المخدرات والمسكرات والمفترات، وكم تمنيت لو تم تكثيف الدروس المتعلقة بهذا الموضوع بدلا من اقتصارها على درسين فقط، وذلك ان حماية الطالب من هذه السموم تعتبر من اهم الادوار التي يجب ان تقوم بها المدرسة اذ لا خير في طالب يبلغ اقصى درجات الابداع والتفوق في جميع المواد الدراسية ثم فجأة يقع في هذا المستنقع المسموم ويكون ذلك بداية لنهاية حياته ومستقبله لذا فوصيتي ورجائي للمسئولين في الوزارة تكثيف هذه الموضوعات والاهتمام بها حتى تكون بمشيئة الله درعاً يحمي طلابنا من هذا الطريق المظلم طريق المخدرات والمفترات والمسكرات.
يستحسن ان تقوم الوزارة مشكورة باعداد اشرطة مسجلة بالصوت والصورة تحكي واقع المدمنين وتبين نهاياتهم المأساوية مصحوبة بتعليقات العلماء وأهل الفكر والاختصاص حتى تكون بمشيئة الله تعالى عبرة لطلابنا تحميهم من الوقوع في هذا الداء الخطير من خلال عرضها عليهم في المدرسة في الحصص المتعلقة بهذا الموضوع او في حصص الانتظار.
اتمنى من المسؤولين في التعليم تزويد الموضوعات التي تتحدث عن هذا الداء الخطير ببعض الصور الواقعية للنهايات المأساوية لمدمني المخدرات بعد طمس وجوه اصحابها لتكون درسا للطلبة وتحصينا لهم ضد هذه السموم القاتلة (والسعيد من اتعظ بغيره).
اثبتت المعارض التي تقيمها ادارة التعليم بالتعاون مع ادارة الشؤون الوقائية بالادارة العامة لمكافحة المخدرات نجاحها الباهر وذلك من خلال عرضها لبعض الحقائق المتعلقة بالمخدرات وعرض بعض أنواع المواد المخدرة الخطيرة والتي يصحبها بعض الشرح والتعليق من المسئولين في ادارة مكافحة المخدرات ولا شك ان مثل هذه المعارض تساهم في تعريف التلاميذ وتثقيفهم وتصحيح ما لديهم من معلومات خاطئة عن هذا الداء اللعين فحبذا تكثيف مثل هذه المعارض والاهتمام بها بشكل مستمر.
اتمنى من قراء (عزيزتي الجزيرة) ابداء ما لديهم من مقترحات وملحوظات حول دور المناهج والمدارس بشكل عام في صد هذه السموم وحماية الطلبة من شرّها علّها تكون مساعدة على حماية شبابنا ومستقبلنا من هذا الداء الخطير شاكرا كل من يساهم في ذلك والشكر موصول لميداننا الأرحب (عزيزتي الجزيرة) على فتحها المجال لكل ما يخدم الصالح العام.
أحمد بن محمد البدر
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved