| منوعـات
واجهت بعض الانتقادات بعد ان نشرت قصصاً في يارا, ذكرني بعض الاصدقاء بموقفي من الكتاب الذين ينشرون قصصهم في زواياهم, ولكني اعتقد ان هناك فرقاً بيني وبين هؤلاء, فعندما فكرت في يارا لم افكر فيها كزاوية صحفية فما زلت في كل سطر من سطورها امينا لاصلي الادبي, ولكني فقط اخرجت نفسي من ادب الشلة والنخبة الى الشارع لاني انكتم من كثر دخان السجاير , وقررت ان اكتب في الهواء الطلق, وهذه طبيعتي المتصلة بالشمس عدت اليها, حتى انني اقلعت عن التدخين نهائيا ولله الحمد, فأنا مكرس لاكون كاتبا شعبيا لا نخبويا, وكل القصص منتزعة من الشارع السعودي، وبالتحديد من شوارع وحارات الرياض القديمة, فأنا لا اكتب مما اقرأ وانما اكتب ما عشته وشاهدته وما يستطيع ان يستأنفه خيالي, فكل قصة انشرها في يارا هي جزء من برنامج يارا الذي حددته قبل البدء في التنفيذ, المشكلة انني اشترك مع الآخرين في مصطلح زاوية مما التبس على الاخوة الذين انتقدوني, فأنا لا اتناول مواضيع صحفية، بل في معظم الاحيان ابدأ الكتابة وليس في ذهني موضوع محدد, فالفكرة تنمو معي اثناء الكتابة كأني اكتب قصيدة, وان كنت في بعض الاحيان اداعب بعض الدوائر الرسمية وخصوصا تلك الدوائر التي تتجه بسرعة لتفقد مبرر وجودها بل تصل مداعباتي احيانا الى تلك الدوائر التي فقدت مبرر وجودها قبل ان تبدأ عملها وحتى في هذه الامور الجأ غالبا للخيال, احياناً تأخذني التصورات والتهيؤات الى مناطق بعيدة وطريفة, فأتخيل على سبيل المثال ان وزارة المالية ابتلشت بمعهد الادارة و(ذبته) على وزارة الخدمة المدنية, وبتلازمهما كل منهما يتسند على الآخر وهو في حاجة لمن يسنده, فوزارة الخدمة المدنية لا وجود لها طالما ما فيه وظائف، ولم يجر اي تعديل على نظام الموظفين منذ ان كتب مسودته اما معهد الادارة فقد انجز مهمته على اكمل وجه بعد ان قلب مفهوم التدريب رأسا على عقب, فالتدريب في العالم يقوم على اساس اكساب المتدرب مهارة تساعده على انجاز عمله وبالتالي مزيدا من الكسب المادي اما في نهج معهد الادارة الذي رعاه على مدى اربعين سنة هو ان مجرد حضورك الدورة يكسبك فلوساً ونقاطاً للترقية حتى صار مدير شؤون الموظفين يحضر دورة عن الاخراج التلفزيوني, فمثل هذه التهيؤات والتصورات هي التي تساعدني على الكتابة, فالكاتب لا يعيش على الافكار وانما على قدرته على التخيل, وبذلك تكون كتابة القصة امرا ضروريا لكي اسمح لخيالاتي بالعمل, لم اتعود ابدا ان اصيغ فكرة معدة سلفا, فاذا لم اتدخل فيها فلن اكتبها وبذلك اصبحت عاجزا عن كتابة المقالة الصحفية الصرفة التي تقوم على طرح قضية واضحة المعالم فاحيانا اعجز عن صيغة خبر صغير او نشرة اعلامية وأقع في احراجات مع كثير من اصدقائي الذين يلجؤون لي بصفتي كاتباً لكتابة معاريضهم, على كل حال سبق لي ان طرقت هذا الموضوع.
وموضوعنا في الحقيقة عن القصة في يارا والوقت يبدو انه لم يعد في صالحنا لذا فأنا مضطر ان ارجئ الحديث في هذا الموضوع لبعد غد.
لمراسلة الكاتب yara4 me@ yahoo. com
|
|
|
|
|