| الاخيــرة
بدءاً، لست من رواد نادي (الكاتب الأفضل)، لأن هذا نوع من الأِدمان غير المرغوب ولا المحمود عُقبى! لكن الكاتب المفضل، وليس الأفضل، عندي، إن جاز هذا التعبير، هو مَن يكتب ما يستحق أن يُقرأ، ومن ثم، فليس كلُّ ما يكتبه كاتب ما أهلاً للقراءة، أيّاً كان، حتى ولو كان ممّن يشدّون الأفئدة والأبصار، فكراً واسلوباً!
***
نعم هناك شريحة من الكتّاب أحرصُ على متابعة حصادهم بين الحين والآخر، تبعاً لمقدار فهمي المتواضع لما يكتبون، أما تحديد أسماء هذه الشريحة، فسرٌّ احتفظ به لنفسي!
***
من جهة أخرى، فإن تصنيف الكتّاب الى حزمة من (الوان الطيف) أمر أنكره واستنكره في آنٍ، لأن فيه ظناً هو أقرب الى الإثم من أي شيء آخر، وأفضّل في هذا المقام ان أحاكم فهمي المتواضع حين لا يستوعب طروحات كاتبٍ مثل أبي تراب الظاهري، أو أبي عبدالرحمن بن عقيل محليا، أو خالد القشطيني، او انيس منصور عربياً، وغيرهم من الكتّاب الساعين في مناكب الأرض!
***
أخيراً لا اتصور أن كاتباً معيّناً يملك مصباحاً سحرياً يخترق به مجاهل كل العقول، فيضيئها اقتناعاً وقبولاً بكل ما يقول! الأمر يتوقف على المخاطَب والخطاب, فقد يقنع بعض الكتّاب بعض القراء بعض الأوقات حول بعض الموضوعات، لكنهم لا يملكون إقناع جميع القراء كل الأوقات حول كل الموضوعات، إلاّ قارئاً بلغ به الإعجاب بكاتبٍ ما حدّ الغلو، فهو يقرأ كل ما يكتب، ويسلِّم بكل ما يطرح!
وارجو ان يكون هذا الصنف نادراً! وتبقى بعد ذلك مقولة (الكاتب الأفضل) أسطورة لا يصدّقها إلاّ المغفلون او الغافلون!
***
متى يكتب الكاتب؟
الوقت ثروة، مثل المال ان لم تنفقه بعقلٍ، ضاع هدراً وباد، وأبرز بديهيات الإنفاق الرشيد وجود حس رقابي قادر على التفريق بين الأولويات والثانويات، والهوامش التي لا حاجة لها.
وفي ضوء هذا الحس، فإن مسألة التوفيق بين الكتابة والعمل، لا تبقى سراً ولا اعجازاً!
***
ويسألونك عن التطرُّف:
التطرّفُ، بمعنى الغلو الذي يجني به المرء على نفسه وعلى غيره، أمر نهى عنه رب العالمين: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلاّ الحق,,,) الى آخر الآية الكريمة رقم 171 من سورة النساء.
والتطرّفُ بالمعنى المطروح حاليا قد يفرزُ تطرّفاً آخر، مماثلاً له في القوة ومضاداً له في الاتجاه مثل هذه الخطوة قد تمنح التطرف شيئا من (الشرعية) في عقول البسطاء من الناس، واحسب ان من بين أهم الوسائل للتعامل مع التطرف، تثقيف الناس وتحصينهم بالزاد الحقيقي للمعرفة، كي يروا الحق حقاً، والباطل باطلاً!
***
,,, وعن المساواة بين المرأة والرجل:
المساواة بين المرأة والرجل، في مدلولها المطلق، خرافة ينكرها كل حصيف، لأن للمرأة خصوصية فطرها الله عليها، تجعلها تختلف عن الرجل في أمور، والذين يتحدثون عن المساواة بمفهوم الاطلاق في الغرب او الشرق يظلمون المرأة والرجل معا، مثلهم في ذلك مثل الذين كانوا في الجاهلية يضطهدون المرأة الى درجة وأدها وهي في المهد حيّة!
***
أمنية:
أتمنى ألاّ تفشل محادثات السلام القادمة، وتذهب ريحها امام تعنّت المفاوض الصهيوني واصراره على ان تكون يده هي العليا! اتمنى ألاّ يحل اليوم الذي نتحدث فيه عن هذه المفاوضات بصيغة الماضي، ثم تُسقَط نتائج الفشل على المفاوض العربي، حفاظاً على ماء الوجه الصهيوني! لقد اعطى العرب من انفسهم كل شيء، وما أبقوا شيئاً!
***
من أنا؟!
عابر سبيل، ذو رصيد متواضع من التأهيل والإنجاز عبر مشوار العمر الطويل، يحاول ان يحرز توازناً بين طموح العقل وشفافية النفس وتكاليف الحياة، مسلِّماً في النهاية بما تمليه ارادة الله، همه الكبير رضا الخالق قبل المخلوق، وهاجسه الدائم ان يرضى عليه من الناس أعقلهم وأعرفهم بخصائص هذا الانسان، صحيحِها وعليلِها!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
|
|
|
|
|