| محليــات
يبدو أن موقع الدول العربية الإستراتيجي جغرافياً، وسياسياً، واقتصادياً وأمنياً ودفاعياً وثقافياً في قلب العالم الإسلامي هو الذي يجر عليها هذا العداء السافر من جانب إسرائيل التي ينتشر وكلاؤها الدبلوماسيون والعسكريون والأمنيون في شتى بقاع العالم لتأليب دولة على الدول العربية وتلفيق التهم ضد الدول العربية بأكاذيب صدَّقها البعض وأخذ يخطِط سياساتٍ عدائيةً ضد الدول العربية ولمصلحة إسرائيل تأييداً ودعماً وتعاوناً في شتى المجالات.
ولعل من بين أهم هذا البعض من الدول التي يتكشف عداؤها للدول العربية وللعالم الإسلامي، وتنزلق نحو مزيدٍ من التورط في تعاونها الواسع مع إسرائيل - دولة الهند التي يعتبرها أغلب إن لم يكن كل الدول العربية دولة صديقة عطفاً على مواقف مشرفة سابقة لزعماء تاريخيين حكموها، في مقدمتهم على سبيل المثال جواهر لال نهرو أحد الزعماء المؤسسين لحركة عدم الانحياز، والمؤيدين للحقوق العربية والفلسطينية في الصراع مع إسرائيل.
ونذكر أن ابنته انديرا غاندي رئيسة الوزراء الراحلة وكذلك ابنها رئيس الوزراء الراحل راجيف غاندي كانا يقفان دائما إلى جانب الحقوق العربية والفلسطينية.
كما أن علاقة الهند مع العالم الإسلامي لم تسؤ طوال عقود زمنية شهدت شدة الصراع العربي الإسلامي ضد العدوان الإسرائيلي واحتلال الأراضي العربية، وهضم الحقوق الفلسطينية.
وهذا التاريخ الناصع من التعاون المستمر بين الهند والدول العربية والعالم الإسلامي لم يعجب إسرائيل، فحرّكت القوى الصهيونيةَ العالمية بقيادة المجلس العالمي لليهود لتخريب هذه العلاقات وتشويه تاريخها المشرف من التعاون والثقة والتضامن حتى برزت علامات التحول عن التعاون والثقة من جانب الهند تجاه الدول العربية والعالم الإسلامي بواحدة من الذرائع المغلوطة، وهي ذريعة أن الدول العربية والإسلامية تؤيد جمهورية باكستان الإسلامية ضد الهند في نزاعهما حول إقليم كشمير، متجاهلة الهند أن الدول العربية والإسلامية تؤيد دون انحياز لها أو لباكستان - قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفض نزاع إقليم كشمير سلمياً وهي القرارات التي تدعو باكستان لتنفيذها وترفضها الهند.
وعقاباً منها لموقف الدول العربية والإسلامية المؤيد لحل قضية كشمير وفق قرارات الشرعية الدولية مارست الهند كل أساليب التضييق على ما يزيد على المائة مليون مسلم هندي 10% من إجمالي تعداد السكان وذلك بواسطة المتطرفين الهندوس والسيخ، وما تدمير مسجد بابري التاريخي إلا واحداً من مظاهر هذا العداء.
وإمعاناً في عداء السياسة الهندية للعرب خصوصاً والمسلمين عموماً اتجهت لمزيد من التورط في التعاون اللامحدود مع إسرائيل وبشكل خاص في المجال العسكري! وبشكل أكثر خصوصية في التسلح النووي!
ويعتقد على نطاق واسع أن الفضل في نجاح الهند في إجراء خمسة تفجيرات نووية ناجحة في مايو عام 1998م، يرجع إلى تعاونها مع إسرائيل التي أمدتها بأحدث ما تحت يديها من معدات تكنولوجية نووية، ساعدت الهند على الدخول في عضوية النادي الذري.
والمؤكد أنه لا الهند ولا إسرائيل تملكان أي دليل مادي على أن الدول العربية والإسلامية مجتمعة قد ساعدت جمهورية باكستان في إجراء خمس تجارب لتفجيرات نووية ناجحة في نفس شهر مايو عام 1998م، وذلك لسبب بسيط هو أن فاقد الشيء لا يعطيه بمعنى أن جميع الدول العربية لا تملك تكنولوجيا إنتاج أسلحة نووية,, وأن خبراتها وإمكاناتها النووية تنحصر فقط في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وهي خبرات وإمكانات لا يمكن بها إنتاج قنابل ذرية.
وإزاء هذا التعاون من جانب الهند مع إسرائيل في مجال التسلح النووي بادرت جامعة الدول العربية إلى شجبه واستدعاء السفير الهندي في القاهرة إلى مقر الجامعة العربية وإبلاغه احتجاجها على هذا التعاون النووي الذي يهدد الأمن القومي العربي,.
|
|
|
|
|