أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

متابعة

الجزيرة تكشف المزيد عن قضية سفّاح كلية طب جامعة صنعاء
السفّاح السوداني لم يكن وحده في القضية فهناك عناصر يمنية وعراقية وسودانية لها صلة بالجريمة المنظمة
عدد الضحايا يزيد كثيرا على العشرين بينهم مجموعة من الذكور
* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري
على الرغم من التوقف المؤقت لجلسات المحاكمة الخاصة بقضية مذبحة كلية الطب بجامعة صنعاء التي تأجلت حتى الخامس من الشهر القادم، إلا أن تداعيات هذه القضية لم تتوقف في اوساط الشارع اليمني الذي يتطلع إلى معرفة كافة حقائق وملابسات اكبر وأخطر جريمة منظمة تشهدها اليمن، وينتظر بفارغ الصبر ما ستسفر عنه النتائج النهائية للتحقيقات التي تجريها السلطات المختصة.
ومع حالة الترقب وما تثيره وسائل الاعلام وبالذات المحلية حول هذه القضية التي مثلت في تشعباتها وتعقيداتها الكثيرة مادة خصبة للكثير من الصحف التي وجدت ان في استمرار تناولاتها للقضية ما يشكل رواجاً لها في اوساط الرأي العام الذي يبدي حرصاً شديداً لمتابعة كل ما يكتب حول قضية سفاح صنعاء بغض النظر عن صحة المعلومات,, فإن المؤشرات توحي بأن جهات التحقيق أخذت تسير في الاتجاه الذي من شأنه ان يؤدي إلى الكشف عن حقائق ملابسات الجريمة التي اصبح من شبه المؤكد انها لم تقتصر على السفاح محمد آدم عمر اسحاق لوحده وإنما هناك عناصر أخرى ضالعة فيها,, وهذه العناصر حسبما تفيد مصادر مطلعة هي من جنسيات يمنية وعراقية وسودانية من داخل كلية الطب جامعة صنعاء وخارجها,, وكما اوضحت مصادر الجزيرة فإن خطوات مهمة قطعت في عملية التحقيقات في القضية، لكنها فضلت عدم الكشف عن ذلك حالياً حرصاً على عدم التأثير على سير الإجراءات نظراً لكون القضية على درجة عالية من الحساسية والتعقيد.
وأكدت ان حملة التحقيقات التي يقودها وزير الداخلية اليمني اللواء دكتور حسين محمد عرب بنفسه على ضوء التوجيهات التي أصدرها الرئيس علي عبدالله صالح وشدد فيها على ضرورة الكشف عن كافة ملابسات القضية، تسير بشكل طيب وانها اسفرت حتى الآن عن الوصول إلى ما أسمته بالمفترق الحاسم الذي يمكن ان يؤدي إلى نهاية ناجحة وحاسمة للقضية التي تزايد الجدل حولها، حيث قد امكن الإمساك بخيوط اساسية تقود الى هذا الهدف.
ولم توضح المصادر ما هي النتائج التي تم التوصل إليها بشأن الدوافع الرئيسية وراء قتل الضحايا اللاتي وجدت جثثهن واشلاؤهن في مشرحة كلية الطب، وما اذا كانت مسألة المتاجرة بالاعضاء البشرية قد ثبتت بالفعل,, وهل توجد هناك دوافع واغراض اخرى لذلك,, لكن محاضر التحقيق في القضية التي سُرب جانب كبير منها تحمل في طياتها ما يشير إلى شيء من هذا القبيل.
الضحايا أكثر من 20 بينهم عدد من الذكور
معلومات حصلت عليها الجزيرة من مصادر موثوقة تفيد بأن العدد الفعلي للضحايا يزيد على العشرين بكثير وذلك من الجنسين، حيث تبين ان هناك ايضاً عددا من الضحايا الذكور الذين من بينهم أحداث ,, وتؤكد هذه المعلومات بأن معظم ان لم يكن جميع الجرائم المكتشفة قد ارتكبت خارج المشرحة المذكورة,, ولعل ما يعزز ذلك هو ان التقرير الذي اعده فريق الخبراء الالمان يشير الى ان وفاة الطالبة العراقية الضحية زينب سعود عزيز كان بعد نحو ثلاثة اشهر وربما اكثر من تاريخ اختفائها في 13/12/1999م,, وفي ذلك ما يعني انها كانت مختطفة او محتجزة في مكان ما قبل ان تقتل وتقطع جثتها الى اشلاء وتوضع في مجاري المشرحة حيث عثر عليها بعد اكتشاف الجريمة,, كما جاء في التقرير بأن جثة اخرى وجدث بجانب جثة الطالبة العراقية تبين من خلال الفحص حدوث الوفاة بالنسبة لصاحبتها أي صاحبة الجثة في فترة قريبة من الفترة او التاريخ الذي حدد لوفاة الأولى أي العراقية ,,
جرائم القتل كانت تتم خارج المشرحة
ومن خلال ذلك يتضح ان جرائم القتل كانت ترتكب في مكان غير المشرحة التي يعتقد فقط انها كانت تستخدم كمخزن او كحقل للتخلص من جثث الضحايا واخفاء آثار ومعالم تلك الجرائم بواسطة محمد آدم,, ولم تستبعد المصادر ان عمليات نقل تلك الجثث الى المشرحة كانت تتم بعد اخذ بعض الاعضاء منها في اماكن اخرى لم يتم الكشف عنها بعد,, ذلك ان الاعضاء الداخلية لجميع الجثث التي عثر عليها في المشرحة وجدت مختفية بشكل كامل او اجزاء منها بما في ذلك بعض الاعضاء الخارجية.
وكما تؤكد التقارير فإن اعضاء الجهاز التناسلي الداخلية والخارجية لاحدى الجثث بترت بطريقة طبية دقيقة وعلى يدي شخص متخصص ومتمرس، إضافة الى عمليات تحنيط الجثث التي كانت تتم من قبل أشخاص هم على مستوى عال بعلم التحنيط.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات في القضية حيث يوجد عدد من المتهمين الذين القي القبض عليهم على ذمة القضية، يستعد مدير المختبر الجنائي المركزي بصنعاء للسفر إلى المانيا الاتحادية ليصطحب معه كمية كبيرة من العظام والأشلاء البشرية التي تقرر إجراء الفحوصات والتحليلات العلمية لها في المانيا لغرض التأكد من بعض المسائل المتعلقة بعدد الجثث التي تعود اليها والجنس والعمر وتواريخ وأسباب الوفاة.
ووفقاً لما تضمنته محاضر المعاينة من قبل النيابة العامة فإن عدد جثث الإناث المتكاملة التي وجدت بداخل المشرحة يصل إلى ثماني جثث، فيما تعود العظام الخاصة بالاناث الى اكثر من 12 جثة، اما جثث الذكور المتكاملة فعددها 19 جثة منها ست جثث لضحايا حادث مروري ونحو 9 جثث تجري عليها العملية التعليمية لكن مصدرها مجهول ما عدا اثنتان منها فقط كان قد تم الحصول عليهما من احد المستشفيات بمعرفة النيابة العامة,.
كما ان هناك عظاماً وأشلاء ذكور تعود لعدد من الجثث قد تصل الى عشر جثث من بينها جثث لأحداث ,, اضافة الى ثلاث اجنة محفوظة بأوعية خاصة,, ومع ذلك وكما تقول جهات التحقيق في القضية فإن الامور كاملة سوف تتضح بشكل أدق بعد عمليات الفحص والتحليل التي تقرر اجراؤها في المانيا الاتحادية.
في غضون ذلك افادت مصادر مطلعة بأن الجهات المعنية اكتشفت ان هناك محاولات لإحداث تغييرات في اوضاع ومحتويات مشرحة كلية الطب من قبل من يعتقد ان لهم صلة بالقضية,, وقالت لالجزيرة ان تلك العناصر ربما استغلت بقاء المشرحة بدون تحريز او إغلاق بالشمع الاحمر وتمكنت من التسلل اليها وقامت باستبدال بعض اشلاء الجثث البشرية واخفاء بعض الاشلاء بهدف التضليل وتنويه خبراء الطب الشرعي والتشويش على نتائج الفحوصات.
تسويق شرئح لأنسجة بشرية!!
ومن جهة اخرى اكدت مصار موثوقة ان شرائح تعليمية لأنسجة بشرية كانت تُعمل داخل مشرحة كلية الطب بجامعة صنعاء وتسوّق الى عدة جهات محلية وايضا ربما خارجية,, موضحة بأن تلك الشرائح التي تحتوي على خلايا وانسجة من مختلف الاعضاء الداخلية للانسان كالقلب والرئة والمعدة وغيرها كانت تباع بأسعار مرتفعة تصل إلى اكثر من 90 دولاراً للشريحة الواحدة ما يعني ان اشخاصاً غير محمد آدم كانوا يقومون بهذا العمل الذي لا يمتلك إسحاق أية امكانية للقيام به.
أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved