| متابعة
* ثورمونت الولايات المتحدة الوكالات
يرى بعض الخبراء ان مفاوضات السلام التي يجريها الاسرائيليون والفلسطينيون في كامب ديفيد قد تسفر عن اعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون في مرحلة اولى بلا حدود او عاصمة.
وقد تعلن هذه الدولة على الارجح في الثالث عشر من ايلول/ سبتمبر مهما كانت نتائج قمة كامب ديفيد بسبب تصميم رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات على اعلانها مهما كان الثمن.
واعتبرت آن جويس الخبيرة في ميدل ايست بوليسي كونسل أن الاسرائيليين سيقبلون قيام دولة فلسطينية ولكن هذه الدولة لن يكون لها حدود ولا عاصمة، غير ان هذه القيود لن تكون الوحيدة من نوعها.
وقد اكدت اسرائيل اكثر من مرة رفضها تشكيل جيش فلسطيني كما رفضت ان تقيم فلسطين تحالفا عسكريا مع اي بلد آخر.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته ان اسرائيل لا تريد ايضا أن تتمتع الدولة الفلسطينية المحتملة بمجال جوي خاص.
واكد الأستاذ كلوفيس مقصود، السفير السابق لجامعة الدول العربية في واشنطن، انه حتى في هذه الظروف يبدو انه لا يوجد مجال للشك في ان ياسر عرفات سيعلن استقلال فلسطين .
لكن مقصود، الاستاذ في الجامة الامريكية في واشنطن اعتبر انه لا يمكن التوصل في هذه المرحلة من المفاوضات الى حلول لمشكلات وضع القدس ورسم الحدود واللاجئين .
واعتبرت جويس في المقابل ان اعلان الدولة الفلسطينية قد يشكل مع ذلك مرحلة نفسية ويمنع خطر اشتعال محتمل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت جويس في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية سيتفاوضان من الند للند من رئيس دولة الى رئيس دولة .
واعتبرت ان الاسرائيليين والفلسطينيين لا يمكنهم ان ينجزوا افضل من ذلك في كامب ديفيد لا خلال الاسبوع الجاري ولا الاسبوع المقبل .
واعتبر مقصود انه لا يمكن بالتالي للقمة في اي حال من الاحوال ان تؤدي الى انهاء نصف قرن من العداء بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
واضاف حتى محاولة الامريكيين استخدام جمال موقع كامب ديفيد الخلاب لن تكفي لوضع اتفاق حول قضايا حساسة الى هذا الحد .
ويضم المقر الصيفي للرؤساء الامريكي حوالي عشرين شاليها مبنية وسط حديقة خضراء كبيرة فصلت عمدا عن العالم الخارجي لتفادي اي تسرب.
وقال الدبلوماسي السابق ان عرفات لا يملك تفويضا بقبول تسوية لا تستجيب لتطلعات الفلسطينيين والدول العربية .
ويفتح التعتيم الاعلامي الذي تجري فيه المفاوضات، المجال للعديد من التكهنات رغم الخلافات العميقة بين الطرفين بشأن قضية القدس ورسم الحدود واللاجئين.
وقال الاستاذ ساخرا ان السبب الحقيقي لهذا التكتم ربما يكون اخفاء الهدف الحقيقي لهذه القمة: وهي كيف يظهرون للعالم ان كلينتون لا يضيع وقته .
واعتبرت نيكول براكمان الاستاذة في واشنطن انستيتوت فور نير ايست بوليسي (معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى) ان المفاوضات قد تأخذ وقتا طويلا , ولكنها خلصت الى القول من الارجح ان يتوصل المتفاوضون الى حلول تمهيدية الى ان يجدوا حلولا للتفاصيل العملية في وقت لاحق .
من جهة اخرى، افادت مصادر فلسطينية ان المفاوضين الامريكيين والاسرائيليين والفلسطينيين عملوا بجهد ضمن مجموعات صغيرة في جو مشجون بالتوتر للتوصل الى اتفاق سلام خلال القمة التي كادت تنفجر بحسب مصادر فلسطينية.
وقد اضطر كلينتون الى التدخل شخصيا لسحب مشروع امريكي اعتبره الجانب الفلسطيني قريبا جدا من المواقف الاسرائيلية لاسيما بعد ان هدد عرفات بالانسحاب من القمة في حال الابقاء على المشروع الامريكي، بحسب مسؤول فلسطيني في غزة.
وكانت مصادر قريبة من المفاوضات اكدت ان الولايات المتحدة كانت تعتزم اقتراح تسويات على الطرفين الخميس.
من جهته، اعلن مسؤول اسرائيلي ان الولايات المتحدة لم تقدم اي اقتراحات مدونة انما اقترح كلينتون بعض الافكار .
ورفض المتحدث باسم البيت الابيض جو لوكهارت تأكيدا او نفيا ان القمة كادت تفشل.
وقال لوكهارت اعتقد ان التعليقات ستخالف القواعد الاساسية للتعتيم المفروض على فحوى المفاوضات ، مكتفيا بالرد على احد الصحافيين قائلاً لم ار احدا يحزم حقائبه .
الا انه اقر بان المفاوضات في كامب ديفيد يشوبها غالبا جو من التوتر الشديد .
وقال التوتر موجود يوميا عند محاولة التقدم في مسائل بهذه الصعوبة .
وعلى الرغم من ان واشنطن عتمت على التفاصيل الجوهرية للمحادثات الا ان مسؤولين من الجانبين يؤكدون ان التوتر اشتعل حينما بحث الطرفان قضايا جوهرية مثل مصير القدس وطبيعة حدود الدولة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
ومع عدم وجود انباء عن احراز تقدم في القمة يقول مسؤولون اسرائيليون ان القمة قد تمتد الى ما بعد زيارة كلينتون لليابان,وقال جادي بالتيانسكي المتحدث باسم باراك لراديو اسرائيل اذا تمكنا من الوصول لاتفاق قبل ذلك الحين فهذا امر طيب طبعا,, ولكن اذا لم نتوصل فلا ارى مشكلة من وجهة نظرنا لو دعت الحاجة في البقاء، هنا ثلاثة ايام او اربعة حتى يكون هناك اتفاق ,واشار الى ان البقاء اسبوعين في الخارج مدة زمنية مناسبة لباراك.
وقال مسؤول اسرائيلي بارز ان هناك فرصة مناسبة للوصول الى اتفاق في المحادثات ولكن لم يتضح ما اذا كان الجانبان سيتمكنان في نهاية الامر من حل كل خلافاتهما او سيؤجلان بعض القضايا لقمة في المستقبل.
وقال روي اثرتون الذي ساعد الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في قمة كامب ديفيد عام 1978 التي مهدت الطريق لمعاهدة سلام بين مصر واسرائيل اعتقد انه ليس من الممكن حل كل القضايا في هذه القمة لوحدها مشيرا الى ان قضايا اللاجئين والقدس ستبحث لاحقا.
واضاف اثرتون في حديث في شبكة سي , ان , ان ولكن اعتقد ان لدى القمة فرصة في الوصول الى اتفاقية من نوع ما ترضي الجميع بشكل او بآخر وبالتالي تظهر ان الامور تتحرك قدما وتجعل اجراء المفاوضات في المستقبل امرا ممكنا .
وحذر المسؤولون الفلسطينيون والاسرائيليون على حد سواء من ان الاخفاق في الوصول لاتفاق قبل موعد 13 سبتمبر ايلول الذي حدده الفلسطينيون لإعلان دولة باتفاق او دون اتفاق سيؤدي الى اراقة الدماء.
وقال وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر ان الاطراف تعلم انه ليس بوسعها حل الصراع بينها بالوسائل العسكرية وان طاقة امل امريكية فعالة تتمثل في الوساطة قد تغلق حينما يغادر كلينتون منصبه في يناير كانون الثاني.
|
|
|
|
|