| القرية الالكترونية
الحاسب وأمن المعلومات كانا معا المحورين الرئيسيين اللذين أمضيت حياتي العملية معهما وبينهما,, فكانا لي عملا وهواية واحترافاً، بل وعشقا، خلال العقود الثلاثة الماضية ولذلك كنت أود دائما أن يأتي يوم استطيع أن أتيح فيه هذه الخبرة المتواضعة للآخرين، ولذلك تمت ولادة هذا الكتاب بعد مخاض طويل، ليطرق هذا الموضوع المهم والحيوي الذي يمس حياة الأفراد، كل الافراد، كما يمس مصائر الدول، كل الدول,,)
بهذه السطور قدم المؤلف (حسن طاهر داود) لكتابه (الحاسب وأمن المعلومات) الذي صدر مؤخراً عن معهد الادارة العامة في 432 صفحة من القطع المتوسط.
واحتوى الكتاب على خمسة عشر فصلا غطت بشمولية كل ما يتعلق بالحاسب وأمن المعلومات، حيث اشار الكاتب في الفصل الاول (أمن المعلومات) الى أن لغات برمجة حديثة وسهلة الاستخدام ظهرت في السنوات الاخيرة,, (وقد ادى ظهور هذه اللغات الى وضع قوة المعالجة أو الحوسبة في أيدي اعداد كبيرة من المستفيدين مما جعل عملية الحصول على المعلومة سهلة ,,, أي أن الشخص العادي يستطيع الآن البرمجة ويستطيع البحث في قواعد البيانات وربما اتاح له ذلك الاطلاع على معلومات محظورة، فضلا عن احتمالات تعديل هذه المعلومات أو تدميرها,,)
ويرى المؤلف أن الثغرات الأمنية في مجال الحاسب قد اتسعت مما يضع عبئا متزايدا على كاهل خبراء أمن الحاسبات، كما يرى ان علاج هذه الثغرات يتم اما بتطوير اجراءات تأمين الحاسبات واستخدام التقنيات المضادة لهذا الغرض، أو باصدار تشريعات خاصة تتيح حماية المعلومات وردع كل من يحاول انتهاكها، أو بالاثنين معاً.
ووفقاً لما سبق يقترح المؤلف انشاء ادارات لأمن المعلومات,, (بحيث تكون هي الراعي لأنشطة وابحاث خبراء أمن المعلومات، وتكون هي الاداء التي يمكن من خلالها تحقيق المعادلة الصعبة ونعني بها كيف يمكن ضمان أمن المعلومات بالشكل المطلوب في الوقت الذي نظمت فيه حرية الباحثين ومستخدمي المعلومات وعدم تكبيلهم بالاجراءات الأمنية، اي ان نجعل القلعة حصينة ونجعلها في نفس الوقت مريحة لسكانها,,)
وخصص المؤلف فصلا كاملا ل (أمن شبكات انترانت المحلية)، حيث تحدث عن الشبكات المحلية وانواعها ومكوناتها، واستعرض مفهوم ال انترانت ووسائل تأمين المعلومات في الشبكات المحلية وأمن البريد الالكتروني في شبكات انترانت ,كما خصص المؤلف فصلا آخر عن أمن شبكة المعلومات العالمية (انترنت) معرّفا بالشبكة والمشاكل التي تكتنفها والمخاطر الأمنية على المستويين العالمي والعربي، كما تحدث المؤلف عن شبكة (انترنت 2) ومستقبلها، وتقنيات حماية المعلومات، ووسائل الحماية في شبكة انترنت، وجدران الحماية ما لها وما عليها، وختم المؤلف هذا الفصل بالحديث عن شبكة انترنت في المملكة، ودور الأجهزة السعودية المعنية بأمن المعلومات في ضمان أمن الشبكة، مشيرا الى ان ما سوف ينتقل بالمملكة فعلا الى عصر المعلومات وينشئ بها شبكة معلومات حقيقية بمعنى الكلمة هو ادخال التقنيات الرقمية ، او ما نطلق عليه الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة (Isdn) التي يمكن من خلالها تبادل المعلومات الرقمية وليس التناظرية كما هو عليه الحال الآن ، ونستطيع بذلك ان ننقل خدمات الصوت والصورة والفيديو الى جانب بيانات الحاسب معا في تكامل.
|
|
|
|
|