أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

أريد أن أقول
هذه : صحافة المسؤول النموذجي؟
أثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مسألة مهمة للغاية عند افتتاحه قبل اسبوعين تقريبا مبنى مؤسسة عسير للصحافةجريدة الوطن عندما قال في معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين،يبحث في امكانية فتح دور صحافية جديدة إن الرغبة تتجه نحو دمج بعض الصحف وليس إصدار مطبوعات صحافية بخلاف الموجودة ، هذا التعليق للأمير سلطان يدل على وعيه الكامل بما يدور خلف الكواليس الصحافية، فهناك بالفعل دور صحافية تعاني الأمرين وتخسر مع كل عدد يصدر عنها،إذا ما علمنا ان قدرتها الإعلانية محدودة جدا والمادة التحريرية فيها مهزوزة وغير متوازنة، فمرة تخرج بمنتهى القوة ومرة اخرى تتراجع إلى أسوأ درجات الضعف إضافة لأنه لا يوجد لها خط ثابت يرسم شخصيتها،وامكاناتها الإخراجية للصفحات متذبذبة ما بين جيد ورديء وأشد رداءة,نقطة ثانية تعرض إليها الأمير الإنسان ضمنيا وترجمتها الإشادة الصريحة بجريدة الاقتصادية ذات التوجه الجريء والموضوعات الإنسانية الهادفة والمحاكية للواقع كما ألمح سموه باختلاف العبارة، لتأتي بمثابة الدعوة المفتوحة لبقية الصحف كي تأخذ بنفس المنهج وتتعدى الدائرة الضيقة للحساسية المبالغ فيها،والتي يكون مصدرها غالبا حساسية التحرير داخل الصحيفة بسبب مفاهيم واعتقادات مغلوطة لا أساس لها, فلو فكر محرر ما بطرح موضوع حيوي وجريء يمس حياة الناس اصطدم بتعنت رؤسائه واعتراضهم على نشره وقوبل نشاطه بالرفض دون تقديم أعذار مقبولة، مما يؤدي به الى تناول قضايا مكررة أهلكت تحقيقا واستطلاعا على طريقة القوالب الجاهزة فقط حتى يحصل على المكافأة أو الراتب ولا يكلف قلمه عناء الكتابة في الهواء،وهو ما تحول مع الوقت الى تقليد تحريري احتكاري تقمص شخصية القاعدة محليا، وأقصى بفكرة التطوير والتجديد والابتكار بعيدا خلف الشمس,لقد اتهمنا الآخرون بالفشل داخليا والنجاح خارجيا وتناسوا ان المناخ السائد بالداخل لا يساعد على التنفس بصورة صحيحة والدليل تفوق الكفاءات الصحافية السعودية بمجرد انتقالها لأماكن تتوفر فيها المقومات الصحية لأداء المهام الصحافية والنماذج كثيرة وكلكم تعرفونها منها: عثمان العمير وعبدالرحمن الراشد ومحمد التونسي ومحمد الحارثي وغيرهم، والأخير صحافي موهوب جدا دخل الصحافة من بوابة الهندسة المعمارية واستطاع خلال عشر سنوات أن يصبح رئيسا لتحرير مجلة الرجل النخبوية كما أنه أنهى رسالة الماجستير في الصحافة الدولية وما زال يتطلع للدكتوراة ولتحقيق انجازات عديدة لاحقة,نحن لا ينقصنا الإبداع ولكن تنقصنا مساحات تسمح بالحركة ولا حجة لمن يقول بأن النظام يقول كذا او الوزارة لا تسمح بهذا، فالموانع مصنوعة بأيدينا والوزارة ليست مسؤولة ولا دخل لها بما نراه اليوم في صحافتنا ،ايضا هناك قول عقلاني لمفكر أو ربما صحافي عربي عاصر أزمان الرقابة وسنوات فرض الوصاية يردده دائما الصحافي المخضرم هاشم عبده هاشم ويعمل به، فكرته تقول لا يوجد شيء لا يمكن نشره ولكن السؤال كيف ينشر؟! ,لقد جسد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز أثناء رعايته لحفل الوطن صورة للمسؤول النموذجي الشاعر بهموم مجتمعه في مجالاته المختلفة واستطاع تماما ان يتلمس الجرح ويضع الحلول المطلوبة في التوقيت المناسب وبارتجالية معتادة تفرد بها ،فهل تستجيب المؤسسات الصحافية لتنفيذ رغبة سموه التي تمثل رغبة المجموع الصحافي أم تستمر الحال على ما هي عليه,,؟!.
خلدون السعد

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved