أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th July,2000العدد:10154الطبعةالاولـيالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1421

مقـالات

وسميات
نحو حياة أفصل
راشد الحمدان
لماذا نحن نرص بيوتنا هكذا ,, جنبا الى جنب ,, ولماذا نخضع لرغبات ملاك المساحات الشاسعة من الاراضي ,, لماذا لا نتجه إلى البناء في الأماكن الرخصية حتى نحصل ,, على مساحة للمنزل الحديث تكون أكبر وبثمن ارخص ,, انا لا أطبق المقولة ,, (كل حنيني واشرب لبن), لكن فكرت في هذا المد المتسع من الاستراحات أصبح الناس يميلون اليها , ماذا يفعلون هناك هل هم يحييون حياة تختلف عن حياتهم في منازلهم التي خسروا عليها آلاف الريالات ؟, ولماذا يضيع الجهد هكذا ,, ان الحياة الحديثة تتطلب وجود ما يلهي الأولاد ويربطهم الى المكان الذي يعيش فيه أهلهم , ان شرذمة الأسر ظاهرة مخيفة , أكثر ما يجلس في المنزل الأبوين , وصغار الأولاد , أما الذين نبتت لهم أجنحتهم يطيرون في كل اتجاه ,, ما رأيك لو بعت منزلك الذي خسرت عليه كثيرا وقررت السكن وعائلتك في الاستراحة , بين بضع نخيلات تأكل منها , وشجيرات تزين المكان ، واخرى تستضل بها ، وبحيرة صغيرة للمشاهدة واطراب النفس ,, ومساحة خضراء للعب ,, ومجسمات حجرية من البيت ، وحيوانان أليفة تأكل من انتاجها وتشرب من لبنها , هذه الصورة الخيالية ليست بعيدة على الناس الواقعيين الذين يعيشون حسب بيناتهم , ان الالتصاق بالبيئة وطبيعتها فيه راحة نفسية ، ولقد أدى انفصالنا عن بيئتنا الجميلة الى التشرذم العائلي ,, وعدم الألفة ,, والاضطراب النفسي والشموخ الكاذب لدى الكثير من الشباب ,, والى تضييع كثير من الوقت من غير فائدة , قد يقول قائل سنواجه كثيرا من الاحراجات بسبب فقدان بعض وسائل الحياة الحديثة الضرورية من كهرباء ، وتلفون ، ومياه نقية, أقول ان مسألة الاقتصاد تحقق الاعتدال والراحة النفسية وعدم حمل النفس على ما لا تطيق , فكثيرون يستدينون ليكونوا مثل القادرين ، والادلة واضحة وكثيرة ,, ان بامكان الواحد ملكية ماطور كهرباء يعيش مدى حياته ويسلم من فاتورة الكهرباء المزعجة والتي تتضاعف ايام الصيف , اما التلفون فثلاثة الهذر فيه للنساء، وهو غالبا هذر ضائع، وقتل للوقت , اما المياه فجلبها الآن للبيوت اكثر من جلبها للاستراحات , فالمصنعات من المياه تملأ محلات البيع .
هذه الافكار قد تكون حلما ، لكن اجزم ان كثيرا من الآباء خاصة اصحاب الاستراحات يتمنون ان لو قنعوا بالحياة البسيطة البعيدة عن العناء كما نكسبه من حياتنا هذه المتحضرة التي تمر يوميا وتحتاج الى ما يزيل غصصها ,, ونكدها ,, الحياة البسيطة هي الحياة الحقيقية وهي التي تجذب السعادة .

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved