أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th July,2000العدد:10153الطبعةالاولـيالأحد 14 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

كيفية اتخاذ القرار
الإنسان رجلاً كان أو امرأة، معرض في مراحل حياته المختلفة لمواقف يتوجب عليه أن يتخذ فيها قراراً حاسماً، قد تكون هذه المواقف صغيرة، ومتكررة بشكل يومي في حياتنا، كأن تقف محتاراً بسيارتك: هل تسلك الطريق الدائري أم تمر عبر زحمة وسط المدينة؟ والخسارة في مثل هذه القرارات تكون غالبا صغيرة، ولا يهتم بها إلا القليل من الناس, ولكن هناك مواقف تواجهنا في فترات مختلفة من حياتنا، تكون نتيجتها تحولاً كبيراً في مسيرة العمر.
ومن هنا تأتي أهمية معرفة كيفية اتخاذ القرار وطريقة حساب النتائج المستقبلية، لذلك أعتقد أن كل إنسان يحتاج أن يطور بنفسه آلية اتخاذ القرار، وذلك بالتدريب، ودراسة قرارات الآخرين، وقراءة الكتب المهتمة بذلك، كذلك عليه أن يعرف كيف يتعامل مع نتائج قراراته.
ومن أكثر الأخطاء التي يقع فيها متخذ القرار، التأثر بالبيئة الحالية من ظروف وأشخاص، لأن من حوله لهم حسابات تختلف عن حساباته.
كذلك هم لا يهمهم النتائج المستقبلية بل كل تركيزهم منصب على النتائج الحالية بغض النظر عن شعور متخذ القرار في المستقبل, لذلك نجد أن نظرتهم غالبا ما تكون نظرة واقعية أكثر من كونها طموحة.
ومن الأهمية هنا التركيز على البعد الزمني للقرار والتعامل الصحيح معه، لأن طول الوقت واستعجال النتائج، من العوامل التي تضغط على متخذ القرار فيسلك طريقاً خاطئاً وذلك لحسابات خاسرة، لذلك يجب أن تكون المقارنة على المدى البعيد وليس على جزئية زمنية محددة.
هناك طرق رئيسة تساعد على اتخاذ القرار بشكل صحيح، وهي على أهميتها ليست كل شيء ولكن يبقى لكل إنسان شخصيته وطريقته وظروفه الخاصة.
ومن أهم هذه الطرق وعلى رأسها الاستعانة بالله، والتوكل عليه، وطلب العون بالدعاء، وسؤاله التوفيق ثم الاستخارة, ويأتي بعد ذلك استشارة ذوي الخبرة والرأي، وأركز على ذوي الخبرة والرأي لأن الاستشارة سلاح ذو حدين, فيجب على المستشير أن يعرف من يستشير، لأن استشارة عامة الناس تزيدك حيرة على حيرتك، كذلك من الخطأ أن تستشير شخصاً واحداً في كل شيء.
وهناك طرق تحليلية تساعد على اتخاد القرار المناسب، وذلك بتحليل جميع الاحتمالات ودراستها على حدة، ثم توقع نتائج كل احتمال حتى تتضح الصورة الكاملة ويسهل اتخاذ القرار, ومن هذه الطرق التحليلية أن تنظر في الاحتمالين اللذين أمامك وهذه الطريقة أفضل في حالة الاحتمالات القليلة ثم تبحث عن الاحتمال الذي إن اتخذته ثم ثبت خطؤه يمكن العودة منه واتخاذ الاحتمال الآخر دون خسارة، فيكون هو الاحتمال المناسب والأسلم.
ومثال ذلك: أن يكون هناك شخص يملك سيارة مستعملة في حالة متوسطة، ويرغب أن يبيع هذه السيارة ويشتري سيارة جديدة، ولكن المشكلة أن قيمة سيارته القديمة وما يملكه من مال لا يكفي قيمة السيارة الجديدة, إذن هو أمام أمرين يجب أن يختار أحدهما وهما:
1 أن يظل على سيارته القديمة حتى يوفر الفرق في قيمة السيارة الجديدة ويتحمل مشاكلها البسيطة.
2 أن يبيع هذه السيارة ويدفع قيمتها كدفعة أولى ويدفع ما تبقى من قيمة السيارة الجديدة أقساطا شهرية.
فنلاحظ في هذا المثال أنه لو اتخذ القرار رقم 2 ثم اكتشف بعد عدة أشهر أن هذا القرار خاطئ وأن الأقساط الشهرية أصبحت عبئا كبيرا عليه، فلا يمكنه العودة للاختيار رقم1 ، بينما لو اتخذ القرار رقم1 ثم اكتشف أن هذا الاختيار غير مناسب فيمكنه بكل سهولة أن يتوجه إلى القرار رقم 2 وهو براحه تامة لأنه قد وضح له خطأ القرار رقم1 , ومن هذا المثال نخلص الى أنه من الأفضل الاتجاه إلى القرار الذي يمكن العودة منه، وعدم المغامرة في اختيار قرار يحرق باقي الحلول ثم نندم حين لاينفع الندم.
علي الشدوخي
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved