| محليــات
اعترف مبعوث الأمم المتحدة الى لبنان تيري لارسون للصحفيين عقب محادثاته مع الرئيس اميل لحود أول أمس بوجود خروقات إسرائيلية وصفها بأنها قليلة جداً تخضع الآن للمعالجة !
ولكن هذا الاعتراف ورد في سياق بلاغ منه للبنان بان اسرائيل انهت معظم الانتهاكات على طول الخط الذي رسمته الأمم المتحدة لتأكيد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان تمهيداً لاعادة نشر قوات حفظ السلام .
ولكنَّ ضابطاً في قوات حفظ السلام المتمركزة في الناقورة رفض الكشف عن هويته اعلن وجود تسعة خروقات اسرائيلية على الحدود اللبنانية وان صدور الضوء الأخضر من قادة لبنان لانتشار قوات السلام يتوقف على ازالة هذه الخروقات التي مازالت قائمة منذ انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلية مما كان يعرف باسم الشريط الحدودي الأمني في 24/مايو الماضي تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 425 الذي ينص على انتشار قوات الأمم المتحدة على طول الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ونعتقد ان استمرار وجود ولو مجرد خرق اسرائيلي واحد لخط الحدود الدولية الذي اقرته الامم المتحدة وقبله اللبنانيون ناهيك عن وجود تسعة خروقات مازالت قائمة يبرر الخطوة التي اقدم عليها حزب الله اللبناني الذي يُعدُ بحق رأس الحربة في المقاومة الوطنية اللبنانية التي دفعت القياة السياسية والعسكرية في اسرائيل لاتخاذ قرار سحب القوات من جنوب لبنان والتعجيل بتنفيذه.
والخطوة التي اتخذها حزب الله هي اقامته لعشرين موقع مراقبة للحدود مع اسرائيل التي تبلغ مسافة تصل لمائة كيلومتر تمتد من الناقورة الساحلية وحتى بلدة كفرشوبا على السفح الغربي لجبل الشيخ.
ومن تلك المواقع تقوم عناصر المقاومة بمراقبة مزدوجة، فهم من ناحية يراقبون:
1- تحركات القوات الإسرائيلية في الجانب الآخر من الحدود حتى لا يفاجأ لبنان بعدوان عسكري اسرائيلي تحت أي ذريعة أو مبرر.
2 منع التسلل لعملاء اسرائيل سواء من الجانب الإسرائيلي إلى داخل حدود لبنان لتنفيذ مهام يكلفهم بها الاسرائيليون ضد أمن لبنان أو فرار عملاء لاسرائيل من الجانب اللبناني على نحو فرار خمسة لبنانيين يوم الخميس الماضي وهم من سكان المنطقة الجنوبية التي كانت تحتلها اسرائيل، وهي حالة الفرار الأولى التي يقوم بها لبنانيون إلى اسرائيل منذ فرار ستة آلاف من عناصر ميليشيا ما كان يسمى جيش لبنان الجنوبي المتحالف مع اسرائيل مع عائلاتهم فور الانسحاب الاسرائيلي في شهر مايو الماضي.
ويركز مراقبو حزب الله على منطقة الناقورة حيث توجد القوات الدولية لهدفين:
أ استقبال اعداد التائبين من العملاء الذين يمكن أن يعودوا عبر مواقع قوات السلام لتوفر الأمن والسلامة لهم، أو:
ب منع تسلل عملاء من نفس الموقع الآمن باتجاه اسرائيل.
ومن المؤكد أن اجراءات حزب الله لم تتم بدون موافقة السلطة اللبنانية في غياب وجود الجيش اللبناني هناك حيث تمتنع السلطة اللبنانية عن ارساله إلى الحدود الجنوبية قبل ازالة جميع الخروقات الاسرائيلية من الحدود.
الملاحظة الجديرة بالتسجيل هنا هي تصريح ضابط في قوة السلام الدولية في الناقورة طلب عدم كشف هويته قال فيه: ان دوريات حزب الله على امتداد طول الحدود اللبنانية الاسرائيلية لا تزعج القوة الدولية ولا تعطل عملها .
وفضلاً عن هذا التأكيد: فان وجود حزب الله على طول الحدود اللبنانية الجنوبية هو شأن لبناني تملك السلطة اللبنانية وحدها حق السماح به أو منعه، كما يدخل ذلك في حقوق السيادة الوطنية التي تمارسها السلطة اللبنانية وفق ما ترى فيه مصلحة الدولة وأمنها وسلامها.
|
|
|
|
|