أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 16th July,2000العدد:10153الطبعةالاولـيالأحد 14 ,ربيع الثاني 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
الحاجة أُمُّ القرار
خالد أبا الحسن
في أوائل عام 1998م، كنت في زيارة لمحل متخصص في مبيعات البرامج الحاسوبية لأقتني بعض البرامج التي أحتاجها، وقمت باختيار البرامج التي وجدتها مناسبة ومفيدة لما أريد القيام به, وجلست أنتظر حتى يتم إحضار البرامج التي اشتريتها، وفي اثناء ذلك كان شخص ينتظر دوره في إحضار البرامج التي قام بدفع قيمتها, وحين رأيت البرامج التي طلبها دهشت كثيرا, فقد كانت عبارة عن نسخة من نظام التشغيل نوافذ مايكروسوفت 3,1 ومرفق معه أدلة التشغيل وغيرها, ففي حين ينتظر الناس وقتها صدور نوافذ 98، جاء هذا الشخص ليدفع قيمة نظام تشغيل سيصدر الجيل بعد التالي منه، فاندفعت لأسأله عن سبب اختياره لهذا النظام من باب الفضول ومحاولة الفهم, فضحك وقال: الكل يقول لي هذا، لكنّ لدي أسبابا أظنها مقنعة, فأنا أحمل دبلوما في تشغيل مجموعة من البرامج التي تعلمتها على هذا النظام في ذلك الوقت، كما إنني غير جاهز لاقتناء النظام الجديد, فلم يزل عجبي، وتساءلت: وأي جاهزية تتحدث عنها؟
قال: لكي يتسنى لي الحصول على جهاز حاسب متكامل البرامج وقوي بما يكفي لإنجاز كل أعمالي، فانني سأحتاج لإنفاق مبلغ كبير للحصول على ذلك, فأنا لم أتعود العمل على برامج منسوخة، وأفضل شراء برامجي من المحلات المتخصصة لكي أحصل مع هذه البرامج على أدلة التشغيل التي استعملها دائما لحل مشاكل التشغيل في أي برنامج أعمل عليه, وهذا سيترتب عليه دفع مبالغ طائلة للحصول على ترقيات للبرامج التي على جهازي، بالاضافة إلى ضرورة التدرب عليها مما يعني مزيدا من الكلفة المالية والوقتية, حينها فقط، زال عجبي, ومازلت أتذكر هذا الشخص في كل مرة يصدر فيها نظام تشغيل جديد.
فقد صدرت نوافذ 2000 (ميلينيوم) من شركة مايكروسوفت ونظام BEOS وغيرها من الانظمة التي صدرت نسخ حديثة منها مؤخرا، ولم يجد الكثيرون ما يدعونهم أو يقنعهم بالترقية، إذ لا تزال غير مبررة بما يكفي, وهناك أسباب لدى البعض كالرغبة في التعرف على النظام الجديد وهو سبب وجيه بالنسبة لي على الأقل, وأرى هنا أن نظرة ذلك الشاب تنطبق على هذه الحال, فاذا كان جهاز المستخدم يعمل بكل كفاءة على نظام نوافذ 98، فما الداعي للمغامرة بالترقية لنوافذ 2000؟ فإذا كانت البرامج التي يمتلكها شخص ما على جهازه متوافقة تماما مع هذا النظام وكافة أجزاء الجهاز متوافقة مع نظام 98 فإن الترقية تكون ضرباً من الترف والمغامرة التي يهواها مع ذلك الكثيرون.
وقد فوجىء الكثيرون بان اجهزتهم لم تعمل على نوافذ 98 وقت صدورها آنذاك ، فقرر بعضهم الرجوع للنوافذ القديمة وقرر البعض الآخر الانتظار لحين صدور تحديثات لملفات تشغيل تلك الاجهزة الملحقة باجهزتهم, ومازلت احتفظ بملفات تحديث خاصة بالطابعة وبطاقة التلفزة والمودم والماسحة وغيرها من القطع التي صدرت لها تحديثات على مواقع الشركات المنتجة، فاحتجت لزيارة مواقع تلك الشركات للحصول على تحديثات ملفات التشغيل وقمت بجمعها على قرص واحد, إذن، فللترقية ضريبة ينبغي توقعها ووضعها في الحسبان وعلى رأس تلك الضرائب الحاجة لتحديث ملفات التشغيل وربما زيادة قدرات الجهاز من ناحية الذاكرة العشوائية او غيرها من المكونات الداخلية الاخرى ومدى توافق النظام الجديد الذي سنرقي اجهزتنا اليه مع البرامج التي نستخدمها وهل يدعم اللغة العربية أم لا, وحين نضع هذه الامور العديدة في الحسبان، نستطيع اتخاذ قرار اكثر أناة وواقعية, وقد ذكر لي صديق قام بترقية نظام التشغيل لديه الى نوافذ 2000 بان لها بريقا وصورا أخاذة، لكنَّ كثيرا من برامجه لم تعد تعمل ويحتاج الى ان ينتظر حتى تقوم الشركة التي انتجت عددا من المكونات الداخلية في جهازه باصدار تحديثات لملفات التشغيل, فنصحته بالعودة لنوافذ 98 حتى حين آخر.
من جهة اخرى، يقبل البعض ان يكونوا ممن يتحملون تبعات الترقية ومتاعبها، فيقومون بترقية انظمتهم والصبر على المناقص التي تعتري اجهزتهم تبعا لذلك، بل ويقدم البعص الآخر منهم ما هو ابعد من ذلك فيفيدون الشركة المنتجة لذلك النظام بمتاعبهم مع تلك الأنظمة الجديدة ليقوموا بتفاديها أو اصدار الحلول لها في صور ملفات لترقيع انظمتهم مما يسمى بالباتش patch والتي يتفادى فيها منتجو تلك الانظمة اخطاءهم بناء على افادات الضحايا, والأولى ألا تقوم الشركة المنتجة بطرح النظام في الاسواق حتى يتم اختباره جيدا على اجهزة تابعة للشركة ولأولئك المطورين المتعاونين معها بدلا من تحويل اجهزة المستخدمين الى فئران تجارب بحجة وجود مخرج قانوني في اتفاقية التشغيل التي تسبق اعداد النظام في أي جهاز.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved