| الاقتصادية
* درست لجنة الحج المركزية برئاسة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة مؤخرا؛ الاستفادة من مطار الطائف لاستقبال الحجاج والمعتمرين، من أجل تخفيف الأعباء عن مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومواجهة الكثافة المطردة في عدد القادمين للحج والعمرة، في ظل القرارات التي أصدرتها الدولة في الآونة الأخيرة لدعم الاقتصاد الوطني؛ ومنها: فتح العمرة طوال العام، واستقبال الزوار والسياح من مختلف أقطار العالم.
* إن هذا المنحى الجاد في اتجاه الاستفادة من المرافق الكبيرة في البلاد، مثل مطار الطائف؛ يدل دلالة واضحة على التوجه الإيجابي الذي يقوده الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، نحو تحقيق التكامل بين مدن الحج الكبيرة الثلاث: (مكة المكرمة وجدة والطائف)، من خلال ربط المرافق ببعضها، وتسهيل النقل والتنقل والحركة دون معوقات أو حواجز؛ فالطائف تقع على نفس البعد الذي تقع عليه مدينة جدة من مكة المكرمة، (80 كيلا في المتوسط),, ومطار الطائف في الحوية؛ الذي هو ثاني مطار يفتتح في المملكة بعد مطار جدة؛ هو أقرب إلى مكة من مطار الملك عبدالعزيز، ونحن إذا عملنا على توسعة مطار الطائف وتأهيله؛ حققنا بذلك أكبر خطوة في التكامل بين المدن الثلاث، ووفرنا مئات الملايين فيما لو جرى توسعة أو نقل مطار الملك عبدالعزيز، إضافة إلى ما سوف نجنيه من تحقيق تنمية أفضل في شمالي وشرقي الطائف، في المراكز والمناطق التي سوف تشهد حركة كبيرة في التنقل بين الطائف ومكة، وهذا الأمر سوف لا يتوقف على أيام المواسم في الحج والعمرة فحسب، ولكن الحاجة تدعو إلى تحويل مطار الطائف إلى مطار (دولي) رديف لمطار الملك عبدالعزيز؛ بعد فتح العمرة طوال العام، وفتح الزيارة بقصد السياحة، فالطائف هي المصيف الأول ليس في المنطقة الغربية وحدها ولكن في المملكة، وفكرة الاستفادة من مطار الطائف في استقبال رحلات السياحة والحج والعمرة لاقت ما تستحقه من استحسان وارتياح من كافة طبقات المجتمع، لأن وقف مطار الطائف على الرحلات الداخلية وحدها وهو الأقرب لمكة فيه تعطيل لمرفق كبير مهم، وفيه تحميل أعباء إضافية على مطار الملك عبدالعزيز، وفيه عزل للطائف عن اكبر مدينتين في منطقة واحدة، ليس بين واحدة وأخرى إلا عشرات من الكيلوات فقط.
* ويهمني هنا أن أشيد بحصافة أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وبعد نظره، وحرصه على الإحاطة بكل صغيرة وكبيرة في إمارته متباعدة الأطراف، وهو ما عايشته ولمسته بنفسي، فقد كانت جهوده في تحقيق التكامل بين مدن الحج الثلاث؛ سابقة لقرار دراسة الاستفادة من مطار الطائف، فهناك دراسات تجري منذ عدة أشهر، من أجل سعودة الفرص الوظيفية والحرفية في شتى المجالات، ومنها تجارة الذهب والمجوهرات، والفندقة، والشقق المفروشة، وهناك خطوات حثيثة لتوظيف الشباب والشابات؛ خصوصاً المتخرجين، والمتخرجات اللواتي لم يجدن عملا حتى اليوم، وهناك لقاءات واجتماعات تتناول تطوير وتحسين الأداء الخدمي والوظيفي في كافة مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة، وكل هذه الجهود سوف تثمر عن قريب، وهي مقدرة من كافة المواطنين الذين يلمسون آثارها الإيجابية يوما بعد آخر.
*إن هذه الخطوات التكاملية التي يقودها الأمير عبدالمجيد بحزم وعزم وهمة عالية، تجعلنا نتفاءل بقرب تحقيق الدمج الجغرافي والسكاني بين الطائف ومكة، بعد أن اتصل العمران بين المدينتين، وأصبح من يسير عبر طريق كرا أو عبر طريق السيل؛ لايشعر أنه خرج من العمران، بل هو في عمران متصل، لا يفصل بينه إلا مركزا الجوازات في الكرا والسيل وهذان المركزان يقيدان الحركة بين مدينتين متصلتين عمرانيا وسكانيا، وبخاصة بعد فتح العمرة والزيارة، ودخول المملكة المنتدى السياحي العالمي من بوابة الاقتصاد، ففي مكة المكرمة سياحة روحية دينية، وفي الطائف سياحة ترفيهية تاريخية، وفي جدة سياحة بحرية ترفيهية علمية، ونحن أحوج ما نكون إلى تنقل سهل بين مكة المكرمة والطائف وجدة، يوفر مزيدا من فرص التشغيل لمواطنينا وشبابنا.
* نتمنى كل التوفيق والنجاح لسمو أمير منطقة مكة المكرمة، في جهوده الملموسة، لتحقيق مزيد من التطوير والنهوض بمستوى الأداء العام والخاص في كافة القطاعات بمدن ومحافظات المنطقة.
|
|
|
|
|